لم يدر بمخيلتي أنني سأكتب عن بداية العام الهجري الجديد ولا الميلادي عندما يدخل لأنني باختصار شديد أرى أنه كسائر الأيام ولا فرق بين اليوم والأمس إن لم تزدد فيه علماً أو أجراً أو عملاً أو مالاً، ولكن رسائل الواتساب التي أمطرنا بها الأحبة حفزت مخيلتي للكتابة وكانت الشرارة الأولى التي قدحت في ذهني عندما فتحت هاتفي هذا الصباح.

وأكثر ما يؤلمني حال أولئك الذين يضعون خططاً طويلة الأمد ثم لا يلتزمون بتطبيق أسبوع منها، ولا عيب في التخطيط بالعكس هو الأفضل والأجدى في حفظ الوقت وعدم تزجيته فيما لا طائل منه:

الوقت أنفَس ما عُنيت بحفظه                 وأراه أهون ما عليك يضيعُ

 

فقط أقول إن لدي بعض المقترحات إن سمح لي قارئي الكريم بتقديمها في هذه المقالة، فلو أن كل واحد منا بدلاً من تبادل تلك الرسائل الطويلة المملة المزعجة التي تملأ هواتفنا حول العام الجديد، أخذ ورقة وقلماً وكتب أبرز ما أنجزه في عام مضى أو ما يستطيع تذكره من ذلك العام، سواء على الصعيد المادي أو الروحي أو الثقافي بل أي شيء يرى نفسه حقق من خلاله شيئا مرضياً لنفسه نافعاً لمجتمعه، وفي المقابل كتب أبرز العقبات التي واجهته والأحلام المؤجلة التي كان من المفترض أن ينجزها خلال العام الماضي، أقصد عقد مقارنة بين محطات النجاح والإخفاق، ونظر إلى أيهما أكثر أهمية بالنسبة له وأولى بالتحقيق وعمل عليها، وقوّى من نقاط ضعفه وهو أدرى بنفسه من سواه، فلو فاته عام دراسي في المدرسة أو الجامعة لسبب ما التحق بالمدرسة أو الجامعة حتى يعوض، أو فاتته صفقة تجارية كانت على وشك التحقيق فلينظر أسباب إخفاقها ويعمل على تجاهلها، ويقرأ كثيراً حول الحلول التي تساعده على تحقيق ما لم يتحقق، ويسأل ويجرب ويطلع على تجارب الآخرين حسب كل هدف وغاية، ثم لينظر أين هو من والديه وإخوته وأقاربه وأصدقائه ويعالج التقصير إن كان كذلك، أليس ذلك أفضل من تبادل الرسائل المملة؟

أعتقد أن الأمر يستحق إعادة النظر فيه مجددا لتحديد الأولويات وتحقيق الذات على جميع الصعد والعمل على هدف واضح ومحدد يستطيع من خلاله الارتقاء بنفسه، أما أن نكتفي بتبادل الرسائل والأدعية من دون أي محاولة تغيير فهذا برأيي ضرب من إضاعة الوقت.

كل عام وأنتم بخير

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية