تعلمت من أمي وأبي رحمهما الله دروس مهمة للحياة تحدثت عن درسين مهمين منهما في مقال سابق وهما: الوسطية وحب الخير للآخرين.
ويأتي هذا المقال للحديث عن درسين آخرين مهمين للحياة، وهما:
صفاء نفسك الداخلية تجاه الآخر قد يكون راجعا بدرجة كبيرة لصفاء نفسه تجاهك، والعكس صحيح فعدم صفاء نفسك تجاه شخص قد يعود إلى عدم صفاء نفسه تجاهك؛ ومن ثم كانت تنصحني أمي رحمها الله بأنه إذا أردت أن تصفى نفس شخص تجاهك، فبادر أنت أولا بتصفية نفسك تجاه.
وهذا الأمر قد جربته شخصيا وتحقق معي بنسبة كبيرة جدا، وإذا حدثت حالات قليلة جدا لم تنطبق عليها هذه القاعدة، فهو قد يأتي من باب الاستثناءات التي لا تنفي القاعدة بل قد تؤكدها.
صدقت يا رسول الله صلى وسلم عليك: الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها تآلف وما اختلف منها تنافر.
والدرس الآخر المهم للحياة هو: الكبر على أهل الكبر صدقة، فالكبر عادة ذميمة نهت عنها الأديان وتتعارض مع الأخلاق الحميدة، وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة كبر.
ومن ثم قد يودي صاحب عادة الكبر بنفسه إلى التهلكة، ولذلك جاءت نصيحة أبي رحمه الله بأن تكبرك على صاحب عادة الكبر قد يدفعه إلى الكف عن هذه العادة المهلكة، وبالتالي تكون كما لو تصدقت عليه بإنقاذه من التهلكة.
ولاحظ أن تكبرك هنا على صاحب الكبر ليس نابعا من القلب وليس بنية التعالي على الآخرين وإنما هو بنية إثناء صاحب الكبر عن كبره. صدقت يا رسول الله عليك أفضل الصلاة وأتم التسليم: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.
وهذان الدرسان يرتبطان ببعضهما البعض من حيث ضروة نقاء القلب لكي تصفو النفس ولاتتكبر بل وتعمل على جعل الآخرين تصفو أنفسهم ولا يتكبرون.
رحمكما الله يا أمي ويا أبي فقد تعلمت منكما الكثير.