حل على العالم بأجمعه بلاء كبير وهو وباء فيروس كورونا أصاب عشرات الآلاف وقتل آلاف البشر، وحجز الناس في بيوتهم وأوقف الأعمال واوقف الصلوات في المساجد بل وأوقف صلاة الجمعة، وشل حركة الناس وأنشطتهم اليومية، وإزاء هذا المصاب الجلل تصدى العلماء في الطب والدين لوسائل مكافحة هذا الوباء، وكان من بينهم حديث فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم- رئيس جامعة الأزهر الأسبق- عن ثلاث وصفات لمكافحة هذه العدوى، وهو الحديث الذي ألهمني لهذا المقال عن سبع وصفات لمكافحة كورونا، وهي:
أولا: التوبة إلى الله والإكثار من الاستغفار من جميع المسلمين ليل نهار لأنفسهم ولبعضهم البعض مع الإكثار من قراءة القرآن الكريم وخاصة سورة التوبة وسورة يس يوميا، فما حل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا باستغفار والتوبة، يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه: "وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) سورة الأنفال ، مع الإكثار من أعمال البر والإحسان؛ حيث يقول تعالى: "مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (91) سورة التوبة.
ثانيا: صلاة قضاء الحاجة من جميع المسلمين كل يوم حتى تنقشع هذه الغمة، وهي ركعتين، تقرأ في الأولى صلاة الكافرون بعد الفاتحة ، وتقرأ في الثانية سورة الصمد بعد الفاتحة، ثم بعد الانتهاء من الصلاة، ندعوا بهذا الدعاء " لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنباً إلّا غفرته، ولا همّاً إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين" ثم يتم الدعاء برفع هذا البلاء والوباء عن البلاد والعباد.
ثم يأتي بعد اللجوء إلى الله والاعتصام به دور الأخذ بالأسباب التي سخرها الله لنا والتي يحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وهو المعنى الحقيقي للتوكل على الله ؛ حيث يقول تعالى: "فَأَتْبَعَ سَبَبًا" (85) سورة الكهف.
ثالثا: العزلة قدر الإمكان عن الاختلاط بالناس، وأخذ الحيطة عند التعامل مع الناس وعند التواجد خارج المنزل وتجنب الأماكن المزدحمة والتجمعات، والابتعاد عن تناول الطعام خارج البيت.
رابعا: النظافة والطهارة وهي من الإيمان؛ حيث يتم غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار واستخدام المعقمات الكلور المخفف والكحول 70% وخاصة عند الخروج من المنزل، والحرص على نظافة البيت باستمرار والأماكن التي تتواجد فيها.
خامسا: تقوية المناعة عن طريق الغذاء الصحي من خضروات وفواكه وغيرها من الأطعمة الصحية المفيدة والابتعاد عن التدخين والعادات السيئة التي تؤثر على كفاءة جهاز المناعة وتجعله ضعيفا أمام هذا الفيروس.
سادسا: الابتعاد عن تلقي الأخبار والمعلومات من غير المصادر الرسمية والتي قد تثير الشائعات وتحدث البلبلة، والالتزام بتعليمات وأوامر السلطات الرسمية وخاصة الصحية منها، والحرص على التواصل معها لأي استفسار.
سابعا: التعاون بين الجميع أفرادا ودولا ومؤسسات رسمية وغير رسمية صحية وأمنية ودينية وعلمية وتطوعية وشركات ومصانع لمكافحة هذا الفيروس.
إن الدرس الرئيسي من هذا البلاء هو عدم الاغترار بعلم أو مال أو تقدم، فالدول الغربية المتقدمة هي بؤر تفشي هذا الفيروس، يقول سبحانه وتعالى " وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) سورة الإسراء.
لذلك يجب الإيمان واليقين بالله وقدرته التي تفوق أي قدرة، وأنه الملاذ الدائم للإنسان، فحقا هذه الأزمة ليس لها من دون الله كاشفة، مع الأخذ بالأسباب التي سخرها الله لنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)" سورة البقرة صدق الله العظيم
اللهم رد الناس إليك ردا جميلا، اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافتك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناءا عليك سبحانك كما أثنيت على نفسك وصلي اللهم وسلم وبارك على رسولنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى التابعين بإحسان إلى يوم الدين وعلينا معهم بفضلك ومنك وعظيم جودك يا أكرم الأكرمين