في مثل هذا اليوم تأتى الذكرى الأولى لرحيل عميدة عائلة الحوطي عمّتي منيرة عبد اللطيف إبراهيم الحوطي.
كانت من البشر الذين اصطفاهم الله، محاكاتها همسٌ ولين، وجوارها لا يُرهق،  ومصاحبتها لطفٌ وحنان، مرافَقَتها كحامل المِسْك، تَحُفُّه الرياحين،  وظلُّ الجنان. هداياها أساور من رضاً ومحبّة، وأداؤها تُقىً وزكاة، وثوبها وشاحٌ من برٍّ ووُدٍّ وإخلاص.
رؤيتها تبشّرُكَ كأنّها اليُسر، ومصاحبتها تكفل قُرّة العين.معانيها شريفة، وألفاظها جميلة، أمّا تقاليدها فهي التسبيح والاستغفار. أعمالها صدْقُ النيّة والقلب والضمير، أمّا روحها فَتِلكَ هي الرفيعة الحُسن.
أمضت حياتها بالخيرات، وانتهجت الأصول بالرحمات فأفاءتْ بظلّها على من حولها بالبركات. رحلت، كقطرة ماء النّدى النقيّة، طاهرةً مطهّرة. ذهبت إلى حيث السلام وفسْحة النور، والرّاحة عند ربٍّ كريم.


أسألك اللهم أن تُظلّها في جنّة الفردوس الأعلى، كما رحِمَتْ من حولها مدى سِني عمرها. اللهم إنّك تعلم بسرائرها النقيّة فتقبّلها بطُهرها، وأكرمها كما أكرَمَتْ من حولها، وأسْتُرها كما ستَرتْ ما خَفِي عن أعين الناس.
واكْرمْ اللهم يداها اللتان امْتدّتا بالخير بِصمتٍ، كَفيْئ الجنان.اللهم إِنَّك تعلم بأنها من صُنعِك، وخَيارِ خلقك، عمَلاً وبِرّاً، عوْنا، ووَصْلا، علَناً وسِرّاً. اللهم بإنْ كانت بصماتها وبركة أعمالها قد رسختْ في طيّات صحائفها. فامدُدْ الله بالراحة.

عمّتي منيرة، ستبقين الحنين المتقّد كالجمر في صدورنا. ستبقين النّور لِنا ما أَضاءتْ لِنا ْالحياة والقاموس الذي أوجعنا بالوداع حتى اللقاء، وَإِنْ كانت الحياة لحظات فاللقاء أبديّ حين نلقاك بإذن الله.
أدعُ الله أن يرزقنا الصبر بقدر الاشتياق ورحمة واسعة لقلْبٍ لَمْ يحَبّني مثله قلب.وما نسيناك، إنّما هي الذكرى على جبين المشاعر،  توقد نوراً مضيئاً في كلّ مِشكاة.


        **************


إلى عمتي منيرة
رحمها الله وغفر لها

لكِ هامةٌ تسموا أيا مولاتي
بالشّوقِ رُسلٌ مِنْ عُلا غاياتي

كان الجمالُ وشاحها إن ْ أشرقتْ
بالعِطْر وسمٌ يرتدي  هالاتي

لَمْ ألقَ ذَا وصلٍ يهيمُ بِحُبّها
إلّا وشعشع نورها قسَماتي

ووددْتُ في حبّ المنىٰ لِودادها
عُمراً يطولُ برسْمِها لِحياتي

يا ليْتني صاحبتُها مِنْ مولدي
وجْهُ السماحةِ روحها همساتي

عانقْتُ قُدْساً في ذراها، بابُهُ
بِمحبّةٍ فتحَ الهدىٰ لِصلاتي.

 

ابنتك
الأديبة بين يديكِ
عواطف أحمد الحوطي.

وداعاً سيّدتي
وداعاً مولاتي.

شاعرة كويتية
عواطف أحمد عبد اللطيف الحوطي. حاصلة على ليسانس آداب لغة إنجليزية مع الترجمة واللغة الفرنسية عام 1983م. تتقن إلى جانب العربية، اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية.ربة بيت وزوجة سفير. عضو فاعل في عدة جمعيات تطوعية دولية ومحلية منها رابطة الأدباء الكويتيين. صدر لها مجموعة من الدواوين الشعرية آخرها كان: على ضريح الهوى، وهلا فذلك الأمس، سواقي الشوق. كما صدر لها مجموعة من الكتب باللغة الإنكليزية.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية