sheikh nawwafليس من عادتي أن اكتب عن موت الملوك والشيوخ والأمراء، حتى لو كنت معجبة بسيرتهم الذاتية وأدائهم السياسي، ولكني لا أعرف لماذا وجدت نفسي اكتب بعد إذاعة خبرة وفاة قائدنا وراعي مسيرتنا الشيخ نواف الأحمد الصباح. وربما الكتابة تجعلني أعبر عما يجول في خاطري تجاه هذا الإنسان الذي لم نر خلال فترة حكمه إلا كل خير كان إنسانا متواضعا زاهدا قليل الكلام هادئا ويملك حبا كبيرا وعشقا لهذه الأرض. ورغم فترة حكمه القصيرة إلا أنه امتلك قلوب شعبه بطيبته وقربه من الله سبحانه وتعالى، كان حريصا على الصلاة في أوقاتها في مسجده مسجد بلال بن رباح يدخل المسجد دون موكب ودون حراسة يصلي بين الناس وكأنه واحد منهم. وفي أيام شبابه كان يحضر احتفالات الكويت في العيد الوطني ويشارك في رقصة العرضة الشهيرة حاملا السيف ومشاركا للشعب أفراحهم، لم نر منه إلا كل خير وحب وتواضع وزهد. وفي أيامه الأخيرة عفا عن كل الكويتيين المحكومين بقضايا رأي وقضايا سياسية دون أية شروط ودون أن يطلب منهم الاعتذار، وحتى خلال فترة تنفيذهم للحكم وبعضهم لاجئ سياسي في دول أخرى لم يتم التعرض لأهلهم في الكويت بأية مضايقات أو ضرر. هذا الإنسان مر ولم يضر نسأل الله أن يرحمه وأن يتقبله قبولا حسنا وأن يحفظ كويتنا من كل شر وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان.

كاتبة كويتية
حاصلة على الماجستير ودكتوراه في علوم المكتبات والمعلومات. مدرس مساعد بقسم دراسات المعلومات، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الكويت.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية