خدعوك فقالوا إن الإدارة علم وفن معا، وهو ما أدى إلى مشاكل في إدارة العديد من المنظمات وقصور في إدارتها وبالتالي تراجع أدائها المؤسسي؛ بسبب أن هذه المنظمات أديرت بأسلوب الهواة وليس بأسلوب احترافي وباسلوب التجربة والخطأ، وحتى وإن تحققت الفاعلية Effectiveness في تحقيق أهدافها، فيكون ذلك على حساب الكفاءة Efficiency والتي تعني ببساطة تحقيق الأهداف بأقل موارد ممكنة وفي أقرب وقت ممكن.
نعم الإدارة علم وليست فنا أو خليطا بينهما.
نعم الإدارة علم يقوم على مدارس علمية.
نعم الإدارة علم يقوم على نظريات ونماذج علمية.
نعم الإدارة علم يقوم على مبادئ وأسس وأساليب علمية.
نعم الإدارة علم يقوم على عمليات ووظائف علمية.
قد تختلف المدارس العلمية والنظريات والنماذج العلمية المطبقة في منظمة عن منظمة أخرى، ولكنه اختلاف داخل حدود علم الإدارة وفقا لخصوصية المنظمة وبيئتها الداخلية والخارجية والتي يتم تحليلها بشكل علمي وفق نماذج علمية مثل نموذج SWOT أو النموذج المطور TWOS أو غيرها من النماذج العلمية للوصول إلى الموقف الاستراتيجي والتكتيكي للمنظمة؛ بغية تحديد أنسب الاستراتيجيات والتكتيكات للأخذ بها في إدارة المنظمة.
تحت هذا الشعار غير الصحيح بأن الإدارة علم وفن، مارس مديرون هواة الإدارة بأساليب الهواة وبإدارة فردية غير علمية وغير مؤسسية؛ مما أسهم في تراجع الأداء الوظيفي والمؤسسي لمنظمات عديدة.
لذلك يمكن القول بأن أحد الأسباب الرئيسية في تقدم منظمات عن غيرها يكمن في أن الإدارة تمارس أسلوبا احترافيا في المنظمة المتقدمة، أي أننا أمام إدارة علمية تمارس إدارة مؤسسية احترافية وفقا للمعايير والمؤشرات العلمية بكفاءة وفعالية، وذلك عبر مديرين محترفين لأنهم إما أنهم تلقوا قسطا وافرا من التعليم أو التدريب أو كليهما أو أنهم يستعينون بمستشارين من خبراء الإدارة أو كلا الأمرين.