1- القائد الماليزي مهاتير محمد: فقد نجح رئيس الوزراء الماليزي هذا بنقل بلاده من دولة بدائية نامية الى دولة عصرية وصناعية متقدمة خلال 21 عاما قضاها في منصبه كان خلالها نموذجا ناجحا للتخطيط والكفاءة والادارة دون ان يخل ذلك - بصورة حادة - بميزان قيمه ومبادىء دينه التي اختتم تمسكه فيها باعلانه المثير امام اجتماع مؤتمر القمة الاسلامية التي عقدت قبل ثلاثة اسابيع في كوالالمبور بان الصهاينة وراء العديد من مصائب وويلات العالم وانهم شعب تميز بالدهاء والخبث عبر قيادته للعالم بواسطة الدول العظمى.
وإن كانت الاتهامات البشعة والتدخل السافر بالقضاء الماليزي من اجل ابعاد مساعده ومنافسه انور ابراهيم عن الساحة السياسية قد لطخت يداه بعار لن يمحى من ذاكرة التاريخ الا ان التقدم الاقتصادي والاجتماعي والامني الذي قدمه رجل مثل مهاتير محمد لدولة مسلمة مشرفة مثل ماليزيا لن ينسى وسيبقى يوم 13/10/2003م يوما تاريخيا شهد تنازل هذا الرجل الشجاع الطوعي من مناصبه العامة لخليفته الجديد عبدالله بدوي، ولعلها تكون فاتحة خير ونموذج اقتداء للقادة العرب والمسلمين في بلادهم الجمهورية شكلا والملكية مضمونا!
2- مسلسل «الشتات» الرمضاني: فهذا القدر المميز من الاحتراف الفني والاخراج التلفزيوني لقناة المنار الفضائية يستحق التقدير والامتنان خصوصا مع اقترانه بنص تثقيفي وتاريخي محمل بصفحات مظلمة مثل : وعد بلفور وعائلة روتشيلد وتيودر هرتزل وغيرهم ممن كان لزاما علينا تجرع مرارة ادوارهم الشيطانية ليكون الدواء فاعلا في جسد هذه الامة التي نست بل وتناست ماضيها وحاضرها ومستقبلها!
وإنني في هذا السياق اسجل اعجابي بهذه القناة الشجاعة في زمن تصدر فيه الجبناء الذين قال في وصفهم الشاعر العربي:
وكلهم في لهيب القول عنترة ،،، وكلهم في لهيب الفعل كالوتد
والذئب ينهش في اشلائنا طربا ،،، والبوم اضحى مثل البلبل الغرد
وحسب هذه القناة فخرا انها اداة اعلام لحزب ملأ عقدنا الاخير باعماله البطولية
3- دار ناشري الالكترونية: فهذا الموقع الادبي والثقافي والسياسي والاقتصادي الرصين والمحمل بعشرات الكتب والبحوث والمقالات المنشورة الكترونيا يعد واحة غناء وسط عالم ملأته الخرافات والتفاهات كما انه يعد ابداعا يستحق المتابعة والمساندة، فكيف اذا عرفنا ان هذه الواحة والتي عنوانها: nashiri.net انجاز فتاة كويتية عربية مسلمة هي الطالبة الاديبة حياة الياقوت التي استطاعت - لوحدها بعد عون الله عز وجل - ان تجمع عشرات الادباء والكتاب والشعراء والمفكرين والمعلقين من دول مختلفة منها : الكويت ومصر والجزائر والاردن وفلسطين والسعودية والامارات وليبيا والسودان والمغرب وسوريا ولبنان الى جانب المهاجرين في ايطاليا والسويد واسبانيا!
انها بلا شك طاقة وتجربة تحتاج الاحتضان والتأييد من وزارة الاعلام ورابطة الادباء ومجلس الثقافة والفنون والاداب والاتحاد الوطني لطلبة الكويت وغيرها من الجهات والشخصيات الرسمية والشعبية، أليست رعايتنا لسوبر «شطار» وهو البرنامج الثقافي المبتكر الذي اقترحته الاخت الياقوت اولى من اهتمامنا بسوبر «ستار» الذي سودنا به صفحات جرائدنا وصحائف اعمالنا؟!
ختاما: ان المبدعين حولنا والامل موجود والعالم بخير متواصل تواصل ترديدنا لحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «الخير في وفي امتي الى يوم القيامة»، ولكن علينا ان نفتح اعيننا جيدا والا نحذف هذا لانه يخالف رأينا ونشطب ذاك لانه يعارض اجتهادنا ونلغي تلك لانها خرجت عن طوقنا، فالحق اكبر من الجميع والوطن الذي ارى فيه الابداع - كما هو عنوان هذه المقالة - ولا ينحصر في محافظات وطني الصغير ولكنه يمتد وفقا لامتداد معاني قول الشاعر المسلم:
وحيثما ذكر اسم الله في بلد ،،، عددت ارجاءه من لب اوطاني
يتبع