ليسمح لي القراء الأعزاء بأن أذكرهم وأذكر نفسي معهم إلى أن من أزكيهم بقلمي الناشيء في هذه المقالة وغيرها إنما هو بشر يصيبون ويخطئون وليسوا بمعصومين لعموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون ) ، ولكن حسبي أن أعدد جوانب من ابداعاتهم وعطاءاتهم للأمة الإسلامية والوطن الفسيح الممتد حيثما تردد صوت المؤذن خمس مرات في اليوم والليلة معلنا : ( أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ) ، ومن هذا التنبيه أنطلق مع كوكبة جديدة من المبدعين المتميزين :
- منظمة ( كير ) الأمريكية : طالعتنا منذ أيام وكالات الأنباء بخبر مفاده أن إدارة إحدى المدارس الأمريكية أوقفت مدرساً عن العمل لتعديه على طالبة مسلمة معنوياً ومادياً حتى وصلت وقاحته لنزع حجابها عنوة من على رأسها ! وكان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أو ما يعرف باسم ( كير ) وراء حملة إيقاف هذا المدرس وأمثاله من مرتكبي أفعال عنصرية و (إرهابية) لاتقرها القوانين الأمريكية.
وتتمثل وسائل عمل هذه المنظمة الإسلامية في : الحملات الإعلامية والتثقيفية وتنظيم المؤتمرات والندوات وطباعة وتوزيع المؤلفات العادلة في شرحها للدين الإسلامي وعقائد ومتطلبات المسلمين ، وهي بذلك تمثل صورة مشرقة للعمل الفاعل في المجتمع الإمريكي عبر إشعال شمعة بل شموع فيه بدلاً من لعنه وندب الحال بعد ذلك ، ويمكن لمن أراد التعرف أو التبرع لهذه المنظمة الرائدة فعل ذلك عبر موقعها الإلكتروني : www.cair-net.org .
- الشيخ / طلال مساعد العامر : استمتعت واستفدت كثيراً – ومازلت - من هذا الداعية المميز بإطلاعه الواسع وثقافته الكبيرة التي يعبر عنها بشعره وكتاباته وبخطب الجمعة التي يلقيها ، ولعل مشاركاته القيمة وبرامجه النافعة عبر إذاعة القرآن الكريم الكويتية FM 98.9هي صورة من صور عطائه المميز والمتواصل .
وقد أعجبني كثيراً إبداع هذا الشيخ الفاضل في تقديم موضوع عقائدي مقدس وهو ( أسماء الله الحسنى ) بأسلوب جديد مبتكر لم يخل بجلال هذا الموضوع وقدره العظيم ، حيث قدم لنا الداعية / أبو عبدالله إصداراً سمعياً حمل إسم (هو الله) تناول فيه مجموعة من أسماء الله الحسنى عبر تعريف لغوي واصطلاحي موجز وآيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة وأبيات شعرية ساحرة حول هذه الألفاظ الربانية الجليلة ، نقلت المستمع إلى جو إيماني رائع قل أن نرى مثله في عصر السرعة والمادة هذا !
يبقى أن أضيف بأن الشيخ / طلال العامر حظي بمرافقة طيبة من المقرئ والمنشد الكويتي المتميز / محمود السيد علي الرفاعي ذو الأداء الصوتي الجميل الذي تناثرت درره النفيسة في محطات شريط (هو الله) المتعددة .
- المنشد / محمد الحسيان : جاءنا هذا الشاب المسلم المعتز بدينه وفنه الراقي بهدية و(عيدية ) مبدعة في أيام عيد الأضحى المبارك الفائتة ، حيث قدم لنا الإصدار الفني ( مولاي ) الذي قامت بإنتاجه شركة الإبداع الفني وبتوزيعه شركة السينما الكويتية.
والبديع في هذا الشريط والذي سبقه تحت إسم ( شكراً إلهي ) أنهما جاءا بأسلوب وشكل جديد على ساحة النشيد الإسلامي ، وكأنهما لا يستهدفان في المقام الأول جمهور ذلك النشيد بل جمهور الغناء البعيد عن جو الابتهالات الدينية والأناشيد الإسلامية ، وحسناً فعل الأخ / الحسيان حيث أنه بفعله هذا جذب جمهورا للاستماع إلى كلمات راقية وهادفة بعيداً عن الكلمات التافهة .
كما أن الشكر موصول لشركة السينما الكويتية على تبنيها لهذا الإصدار المميز الذي يصدق فيه قول الشاعر :
هذي أغاريدي فقم أنشر بها أحلى وتر
مترنمين بطهرها ما بين أصناف البشر
ليسـت لقيـنة فـاجـر كلا ولا لفتـى كفـر
هل عزنا أو مجدنا يأتي بألحان أخر !
ختاماً : كانت هذه جولة أخرى – ولعلها الأخيرة – في سلسلة حاولت أن ألقي الضوء فيها على إخوة وأخوات مسلمين من الكويت وغيرها ، اختاروا لأنفسهم درب الإبداع والتميز في صناعة الحياة عبر جوانبها المختلفة ، وما أجمل قول مصطفى صادق الرافعي إذ يقول : إن لم تضف أنت شيئا على الحياة ... كنت أنت زائداً عليها !