اشتدت رغبته في لقاءها، فطفق مُسرعاً إلى محل تواجدها الدائم في ذلك المكان الموعود، وما إن جلس معها حتى اقتربت من شفتيه، وأحس بسخونتها المعهودة। ولمسها بكلتا يديه "متشبثاً" بها في ظل شتاء اقترب فهي إلى كونها رفيقته الدائمة، فلها ميزة أخرى، فهي تُريح أعصابه من الكم الهائل من ملفات "كابوسية" تُلاحق كل فرد من أقرانه من أزمة سكن، وضنك من العيش وسياسة توجع الرأس وتكسر الظهر.
.. " الشباب السوري ورائحة العطر .. ولعبة الأرجوحة "
.. أهدتني صديقتي فيما مضى عِطراً صغيراً كعربون صداقةٍ بيننا .. ذو رائحةٍ هادئة ومميزة .. وشكلٍ انسيابي جميل .. مما جعلني أحتفظ به لفترةٍ طويلةٍ
خاصةً أنه من تلك الصديقةِ القريبة التي لازمتني في طفولتي وهاهي الآن تلازمني شبابي .. !!
حدثتها بعد غيابٍ عن ذلك العطر .. وكيف مرَّ وقتٌ طويلٌ وأنا أبحثُ عنه إلى أن وجدته .. لأعيدَ بشرائهِ ذكرياتٍ مضت أستنشق رائحتها مع كل رشةٍ من تلك الزجاجة ..!!
الصفحة 38 من 78