إن الاعلام الأمريكي دائمًا ما يربط الكوارث الطبيعية بأنها من عمل الطبيعة ولا يربطها بعمل الخالق سبحانه. وهذا ظلم للحقيقة لأنك عندما تربط الحدث بمسبب الحدث سوف يتراود في الذهن أسباب هذه الكوارث. ولا يجب أن نعلن عن أسباب هذه الكوارث ولكن يجب علينا أن نعلن عن مسبب هذه الكوارث وهو الله سبحانه وتعالى. والله سبحانه لا يفعل شيء للعبث ولكن للموعظة والاعتبار.

فأي مصيبة تحدث لك يجب أن تعلم أنها جائت لك لتغيير مسار حياتك الذي اعتدت عليه إلى مسار يقربك فيه إلى سبب وجودك في هذه الدنيا. فكل المصائب إنما تأتي لتذكر الإنسان بقدرة الخالق وبضعف المخلوق.

وعلى سبيل المثال مصيبة الموت. عندما تفقد أحد من أقاربك ، قد يمر هذا الحدث بدون أن يحدث لك تغيير إيجابي وقد تسترجع حساباتك وتفكر وتتسائل: هل نهايتي كنهاية قريبي او صديقي؟ هل سأموت ؟ وماذا بعد ذلك؟ وهنا بعد أن تتوصل إلى نتيجة وتتغير الصورة التي في عقلك عن الحياة يتغير سلوكك إلى الإقبال على الطاعات وعمل الخيرات الخ.

ومثال آخر هو الكوارث "الطيبعية" كما يسمونها ولكنها في الأصل ليست من الطبيعة! عندما نتيقن أن هذه الكوارث تتم بعلم الله سبحانه وتحت مشيئته. فهنا يجب أن نتعلم الآتي: أن الله جعل هذا الكون تحت نظام محكم. الكواكب تدور حول الشمس بنظام مستمر كمية الأمطار التي تهبط والجبال الرواسي وكميات الأشجار المتناسقة مع كميات الحيوانات كل هذا يجعلنا نحس أننا في كون ثابت ومنظم ولا يمكن لو شاء من شاء يخل هذا النظام وتأتي هذه الكوارث لتنبهنا أنه قد يكون هناك اختلال فهل منكم من يستطيع منع هذا الاختلال؟ والجواب يأتي واضح وضوح الشمس: لا أحد إلا الخالق!

لذلك كارثة كاترينا يجب أن نتعظ منها لأنفسنا لا لغيرنا وأن نعلم أن الله إذا أراد سوء بقوم لا يمنعه بفعل ذلك أحد وحتى ولو كانت أعظم دولة في التاريخ! ومن الخطأ أن ندعي أن الله يعاقب أمريكا على أفعالها البشعة ولكن نقول إن كاترينا عبرة لينا و لكل البشرية ويجب أن نراها نقطة نرجع فيها إلى الله.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية