الوثن هو كل ما يُعبَد من حجرٍ أو نحاسٍ أو فضةٍ أو خشبٍ أو ذهب..
قال تعالى:
" اجتنبوا الرجسَ من الأوثان"..
فإذا كان الوثن كله قذارة ونجاسةً وهو مجرد وثن أي صنم لاحول له ولاقوة
فكيف سيلحِقُ بنا النجاسة؟!.....
من هنا نجد أن المقصود بالوثن ليس الوثن بحدِّ ذاته بل مايحمله من ضررٍ
وفسادٍ ونجاسةٍ للناس...
والله ضرب لنا الأمثال في القرآن لنتعرَّفَ إلى معنى الوثن؛ فيقول:
1ـ " .. لمَ تعبدُ مالايسمعُ ولا يُبصِرُ ولايُغني عنكَ شيئا".. 42 ـ مريم..
هي ذي الصفة التي أُعطيَتْ للوثن/ لايسمع مهما دعوته،لايُبصِر مابكَ أو ما أنتَ فيه،
ولن يقدمَ لكَ أي منفعة..
2ـ " .. إنَّ الذين تدعون من دون الله لن يخلِقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب
شيئاً لا يستنقذونه منه ضَعُفَ الطالبُ والمطلوب".. 73 ـ الحج.
الصفة الثانية للوثن ، إنه يعجزُ ومهما تقدَّمتْ لديه العلوم والمعارفُ عن خلق ذبابةٍ
حتى لو استنسخَ بعضاً مما عَلِقَ بجسدها من غبارٍ أوماشابه.. بئسَ العابد لهكذا معبود!...
3ـ" .. ماهذا إلاَّ بشرٌ مثلكم يأكلُ مما تأكلون منه ويشربُ مما تشربون
ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذاً لخاسرون".. 33 ـ 34 المؤمنون.
الصفة الثالثة للوثن أنه بشرٌ مثلنا تماماً ، يأكل ويشربُ كما نحن،
فإن أطَعنا هذا الوثن ـ البشرُ نحن إذن إلى الجحيم..
4ـ " هل يسمعونكم إذ تدعون، أو ينفعونكم أو يضرون.." 72 ـ 73 الشعراء.
الصفة الرابعة للوثن أنه لايسمع دعواتنا مهما جاهدنا لايصالها إليه،
واليوم ، فإن العالم يُطالبُ بالسلام العالمي لكنه ( السلام) لن يحلَّ علينا لأننا نطلبه من الوثن
وليس من الله ـ السلام..
5ـ " إنما تعبدون من دون الله أوثاناً وتخلقون إفكاً إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون
لكم رزقاً".. 17 ـ العنكبوت..
الصفة الخامسة للوثن أنه ليس عليه أرزاقنا فالله الخالق يتولَى أرزاقنا وأرزاق الطيور
وكل المخلوقات التي خلق.. يكفي أنه وهبنا السمع والأبصار ( البصيرة) والأفئدة
( العقول لتفكِّر لا لتكفِّر) .. ألا بئسَ هذا الوثن الذي تعبدون..
6 ـ " .. أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين.." 125 ـ الصافات
بعل هو اسم لصنمٍ من ذهب وبه سُمِّيَ البلد مضافاً إلى بك ( بعلبك)،
والصفة السادسة للوثن هي أنه برَّاقٌ يُغوي من فقدَ البصيرة ( العقل)
فلا يغرنَّكَ مالدى الغرب من أضواءٍ براقةٍ كذهب بعل..
وهناكَ أمثالٌ كثيرةٌ في القرآن حول الوثن أو الصنم الذي نعبد ،
إذ ليس الوثن هو ذاك الذي كلٌّ من المدارس والمساجد تُفصِح عنه
أو تكشفه أو تبيِّنه ربما لجهلٍ أو لإجهال الآخر..
الوثن رجسٌ علينا أن نتجنَّبَهُ عملاً بقوله تعالى ، وهذا الرجس أو النجاسة
لن تزولَ إلاَّ بزوال الغشاوة عن البصيرة لتعرفَ وتتعرَّفَ إلى الوثن الذي تعبد..
والآن لنبدأ بالقذارة التي نجتنيها بطاعتنا للوثن..
أولاً الفساد الشامل والكامل للدين والانسان... وهل بقيَ أعظم من هكذا دمار؟..
فشبابنا وشاباتنا ، رجالنا ونسائنا وأطفالنا .. كلٌّ قد لحقَ به الفساد ـ الدمار..
لقد فقدَ الانسان انسانيته بطاعته للوثن ـ مالك الدولار/ ..
فقد عقيدته ودينه بطاعته له..
الجميعُ يلهثُ وراء ذاك الملعون الرجيم ـ الدولار، لهذا يطيعون مالكه في كل شيء...
كم من مقدَّساتٍ استُبيحتْ لأجل الدولار الرجيم..!
كم من أراضٍ احتُلَّتْ!..
كم من عقولٍ هاجرتْ ..و أخرى غُسِلتْ!..
كم من أجيالٍ دُمِّرَتْ!..
كم من عاداتٍ انسانيةٍ اندثرتْ!..
كم من أشجارٍ اقتُلِعَتْ!..
وكم...وكم...وكم.!..
ماذا ننتظر.. " إن هي إلاَّ صيحة واحدة"..؟!..
ويُقال:
ثمة أمة ضاعت ذات ليلٍ بهيم..
بحثَ عنها من بحث بأمرٍ أو بطلبٍ من حبيبٍ أو قريب..
لم يُعثَرْ عليها لكأن الأرضَ انشقَّتْ وابتلعتها..
وفي الصباح؛ علِمَ من علم بأنها انتحلتً هويةً ليست لها..
فما ينفعُ البحثُ عن هكذا أمة
التوقيع
ثمة دابة