يبرز مشروع الدكتور عبد الله الغذامي في النقد الثقافي البديل الحتمي للنقد الأدبي في نظره كأحد النظريات البارزة في الحقل النقدي العربي والغربي؛ والذي يندرج ضمن الدراسات الثقافية التي تهرب من ضيق المنهج إلى رحابة الاختلاط والهجنة والبينية بين العلوم والمعارف، ولعلّ صَرْحَهُ العلمي الذي شيّده مع كتابة النقد الثقافي قراءة في الأنساق العربية؛ يعتبر بحق أساس متين لبناء نظرية نقدية تضع المرآة الحقيقية أمام الإنسان العربي لمعرفة ذاته والانطلاق نحو رحلة التصحيح، إلا أن النظرية لا تخلو من بياضات وفراغات حاولنا في هذا المقال المتواضع أن نضيئها متلمسين نقط الضوء عند هذا الصرح النقدي العظيم إلى جانب نقط العتمة والضباب.
رغم أن القارئ لمشروع الغذامي النقدي يلمس ثورة في رؤية الرجل للنقد؛ بإخراجه له من مجال الأكاديمية المغرقة إلى الدنيوية، ورغم الأهمية القصوى التي تلاحظ في تصور الغذامي للنقد ودوره في تطوير المجتمعات العربية فكريًّا، إلا أن هذا الأساس لصرح النقد الثقافي لا يخلو من تعثرات البدايات والتي لا تضير المشروع في شيء لأن كل بداية لا بدّ أن تنال حظها من التعثر والزلل؛ حتى تنهض على أساس متين مردّه إلى تجاوز العثرات.
ومن أهم ما لاحظته في مشروع الغذامي النقدي أن الرجل يعيب على النقد الأدبي أشياء ويأتيها في نقده، ولعل هذا راجع إلى صلة الرجل القريبة بالنقد الأدبي ومنهجه؛ أو ربما مرده إلى صلتنا نحن القراء بالنقد الأدبي وقصور تفكيرنا عن الوعي بالخطوط الدقيقة الفاصلة بين التصورات المتقاربة هنا أو هناك؛ أو ربما أننا رغم تاريخنا الطويل مع النقد الأدبي لم نفهمه كما فهمه الرجل بعقلية الأنساق المضمرة وعقلية التورية الثقافية.
من الأنساق التي عابها الغذامي في المجتمعات العربية خلال عصورها السابقة واللاحقة؛ نسق الشعرنة؛ والمقصود بها تقديس الشعر وإعطاؤه الأولية على أشكال التعبير الأخرى؛ وذلك لقدرته على تورية الأنساق المضمرة، "أُفضّل استخدام "الشعرنة" بما أنه نسق ثقافي مغروس في أعمق أعماق مكوناتنا الذهنية، وهو نسق توالد على مدى القرون الثقافية وظل يتغذى ويغذي نفسه بحيل شتى؛ ومن أبرزها الصيغة الجمالية في اللغة حيث جرت سرقة مصطلح المجاز وتم عبرها تمرير كل الشرور الثقافية كصيغة الفحل الشعري التي هي صورة للفحل السياسي والاجتماعي، وهذا يغذي ذاك ويبرره ويسوقه منذ تعاهد الأعشى والنابغة مع ملوك شمال الجزيرة على لعبة التبادل التجاري الثقافي بين المثقف والحاكم، وتم تدجين الناس لسماع صفات الحاكم الفذّ وحفظ أبيات يتنغمون بها طربًا لمعناها المجازي ظاهريًّا؛ ولكنها تغوص في أعمق أعماق الوجدان وتعزز الرغبات الغريزية في الإنسان ليكون قويًّا وصارمًا وقاطعًا؛ أي فحلًا، ويتحول هذا إلى نظرية سياسية واجتماعية، ويمر عبر التاريخ غير منقود لأنه تغلف بغلاف المجاز الشعري، وهذا ما جعله يسكن في أدق زوايا حياتنا دون أن نلحظه، هذا هو نسق الشعرنة الذي انتقل من المطبخ الشعري إلى المائدة العريضة مجتمعًا وسياسة وفكرًا وذهنية طبعًا، وصرنا نستهلك هذا الغذاء المسموم وتعودنا على هذا المجاز المخاتل ومن ثم ظللنا نعيد إنتاجه، ونطرب لجماليته وفي الوقت ذاته نسير بناء على نمذجته الذهنية لنا، هي الشعرنة كقيمة وكمصطلح علمي لنظام التفحيل الثقافي، وهو نظام يشترك فيه الضحايا مثلهم مثل الطاغية، لأننا لو لم نصفق لطغاتنا لما صاروا بما صاروا عليه من الغرور والسلطوية، ولقد أثبت الربيع العربي أن قول الجماهير لا للطاغية يوقفه ويحجره في زاوية بشرية مثله مثل كل البشر وليس بأعلى من غيره حتى إذا قال الشعب له : ارحل، رحل غير مأسوف عليه."(1)، إلا أن الملاحظ لمشروع الغذامي يجده يركز على الشعر دون غيره في استخراج أنساقه، وهو بهذا يعيد ما عابه على الثقافة العربية وإيثارها للشعر دون غيره من الأجناس الأدبية، و كان الأجدر أن يولي أهمية لكل الأشكال التعبيرية الكثيرة التي شهدها العالم العربي خلال القرون السابقة منذ الجاهلية وإلى الآن، فهو لم يرَ في الأدباء إلا شعراءهم؛ شعراء الأمس و اليوم من أبي تمام إلى أدونيس وقباني، أوليس المجتمع العربي سيطرت عليه الشعرنة؟ فلما التركيز على الشعر دون غيره إذن؟ قد نجد مبررًّا لذلك أن الشعر هو مكان التخفي والتورية للأنساق الثقافية كونه فائق التنميق الجمالي والبلاغي، فيما تقلّ هذه الجمالية والبلاغية في غير الشعر، وبالتالي لا جدوى من البحث عن النسق الثقافي في نص واضح جلي كالنص النثري، لكن هنا نُسائل الغذامي: ألا يمكن للنصوص غير الشعرية أن تتفوق على الشعر في بلاغته؟ ألم يتضاءل الشعر أمام القرآن في مجال البلاغة وبالتالي إمكانية تفوق النثر على الشعر في البلاغة؟ ألم تستطع الرواية أن تعبر عن شكل جديد متمرد وجب مساءلته أكثر من مساءلة الشعر باعتباره يعبر عن الطبقات الدونية من المجتمع؟
في مسألة الشعرنة دائما نجد أن النقد الثقافي يدعي الدمقرطة بين الإبداع البشري فهو لا يقيم جدارًا عازلًا بين المدرسي والغير مدرسي وبين الجماهيري والنخبوي،وهذا ما يعيبه على النقد الأدبي، "تعرف مقولتي عن سقوط النخبة وبروز الشعبي؛ وهي مقولة تأخذ في كامل اعتبارها مهمة كسر سلطوية المثقف؛ وهي السلطوية التي منحتها النخب لنفسها بدءًا من المعنى الشعري الذي يرى أن الشاعر سُمي كذلك لأنه يشعر بما لا يشعر به غيره، وهي مقولة فحولية تسلطية صدقناها وسوقناها ثم تخاضعنا لها؛ بينما نعرف أن البشر - كل البشر- تحس بمشاعر عميقة ويعبرون عن مشاعرهم بطرق عدة وليس الشعر سوى واحد من هذه الطرق وليس لقائله من ميزة سوى بمهارة التعبير وصيغته وليس لأنه يشعر بما لا يشعر به غيره، فصاحب الدمعة أيضا يقول شعرًا ولكنه من كلمات مائية وحتى من يصاب بالقولون العصبي فهو يعبر عن شعوره عبر مغص في أمعائه يكشف عن تفاعله مع الظرف وإنما بطريقته وبأعصابه كمجاز تعبيري أيضا"(1).
لكننا نجد الغذامي حينما ساءل النصوص لم يجد إلا النصوص المدرسية والأدب الأكاديمي من خلال تطبيقه على أشعار مدرسية مغرقة في الأكاديمية ولا تعبر عن الجماهير؛ باعتبار أن منتجيها من النخبة وأن الشعر أصلاً لا يمثل إلا النخبة؛ فهو لا يكتب إلا من طرف النخبة و لا يقرأ إلا من طرف النخبة، هنا نعيد على الغذامي سؤالنا أين الديمقراطية في التعامل مع الأشكال التعبيرية المختلفة؟
ينتقد الغذامي النقد الأدبي كونه يركز على الجمالي والبلاغي بل ربما يعيب عليه أنه لا يتجاوز هذين المعطيين، وهنا نجد الغذامي كأنه ينتقم من النقد الأدبي، فلا يبحث في نقده للنصوص إلا عن الجوانب السلبية في النصوص، ولا تكاد تجد عنده نقطة ضوء وحيدة في النص العربي، ولعل هذا مرده إلى أن هذه مهمة النقد الثقافي الأساسية، إذ أن الجوانب الإيجابية قتلت بحثًا، وكان لزامًا على النقد الثقافي أن ينبه إلى الجوانب السلبية التي لا نكاد نرى حديثًا عنها في النقد الأدبي إلا لمامًا، لعل المرحلة تحتاج فعلا من ينبه العربي إلى سلسلة العيوب الكبيرة التي تخرم شخصيته الفكرية والتي لا يراها؛ بل لا يقبل بأن يشير إليه البنان بها.
في نفس السياق دائما نجد أن الدكتور الغذامي يعيب نسق الفحولة والاستفحال، "في كتابي (المرأة واللغة)؛ طرحت مقولة تأنيث اللغة وقلت إن هذا لن يحدث إلا عبر تأنيث الذاكرة أولا ثم تأنيث المكان وينتهي حينها إلى تأنيث اللغة لتكون مقابلاً إبداعيًا للفحولة، أي تكون القيمة التأنيثية ذات معنى إيجابي وإنتاجي مثلما كانت وظلت الفحولة معنى إبداعيًا يقوم مقام القمة الإبداعية شعريًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا وفلسفيًّا، ولو تحقق للتأنيث أن يصل إلى مستوى تنافسي إبداعي وإنتاجي يجعله معنى إيجابيا من جهة ومعنى إنتاجيًّا من جهة أخرى وتقوده نساء يكتبن تاريخهن الثقافي لهن وللجنوسية المؤنثة فحينها سنكون أمام قمتين إبداعيتين متنافستين وسيكون التنافس المعرفي والثقافي هنا مفيدا لأطراف القمتين معا" (2), لكننا في الوقت نفسه نجده لم
يأخذ في بحثه عن الأنساق الثقافية إلا الذكور من الأدباء، و لم يطبق مبدأ المساواة والمنافسة التي ينادي بها، و كأن الثقافة لا تستطيع أن تمارس لعبتها على المرأة؛ وأن الأنثى خارج اللعبة الثقافية، ولعلنا نجد للغذامي عذرًا في أن هذا قد يكون مقصودًا؛ فهي إشارة منه أن الظلم إنما هو صادر تجاهها وما دمنا في النقد الثقافي نبحث عن العيوب فلا يمكن أن نزيدها ظلمًا على ظلم ونحمل الأنثى ما حمله لها المجتمع الذكوري خلال قرون.
لا يجد الغذامي غضاضة في إدعاء موت النقد الأدبي ورغم ذلك فهو يستعمل نفس خطاطة ياكوبسون ونفس العناصر، و حتى حينما يضيف العنصر السابع فإنه لا يقدم لنا شرحًا كافيًا وافيًا عن المصطلح بما يسمح لنا أن نقيم العلاقة بين الخطاطة الياكوبسونية بِالعنصر السابع أو بدونه، ولاسيما أن هذا العنصر السابع يشكل مصطلحًا رئيسًا في المشروع الغذامي ويبني عليه في وضع مصطلحات جديدة أوردها في "كاتبه النقد الثقافي" مثل المكبوت النسقي (ص 18)، المكون النسقي والعيب النسقي (ص19)، الوظيفة النسقية (ص24)، الدلالة النسقية (في عدة صفحات ك 25)، المضمر النسقي (ص28)، النمط النسقي المتمكن (ص50)، و هذا يخلق ارتباكًا كون المصطلح الأساسي لم يستوفِ شروط تواجده حتى نضيف مصطلحات أخرى مسندة إليه إسنادًا اصطلاحيًا، "والسؤال الذي يمكن أن يراود القارئ الصبور الذي يقبل بكل شروط الغذامي من إرجاء و تأخير وتسليم؛ هو كيف يمكن لناقد أن يضيف عنصرًا جديدًا إلى أنموذج اختطه عالم لغة مقارن خبير بعدد معتبر من اللغات والتقاليد الأدبية والنقدية والثقافية، دون أن يفكر في عقابيل هذه الإضافة، هذا إن كانت الإضافة ممكنة في المقام الأول"(3) ، وهنا يشير اصطيف أن تغيير إطار مرجعي أو إطار نظري لا يمكن أن يكون بالسهولة التي يتصورها؛ أي واضع لنظرية جديدة ووجب أن يتم الاستناد في ذلك إلى البحث في هذا الإطار النظري وكيف وضع أساسًا والانتقال إلى إيجاد مبررات مشروعة للإضافة والتعديل.
لطالما كرّر الغذامي على مسامعنا أنه لا يريد بمشروعه للنقد الثقافي أن يقصي النقد الأدبي، ولا يريد أن يعلن عن موته؛ لكنه يعود مرات ومرات ليقول بموت النظريات ويقصد النقد الأدبي ويظهر عدم جدواه، وفي هذا رغبة خفية لم يرد الغذامي الإفصاح عنها؛ خاصة في بدايات مشروعه الثقافي، وذلك لتجنب الاصطدام والنقاد الأدبيين فهو يعرف عقليتهم ويعلم رهبتهم من الجديد، كما أن مشروعه لم يختمر بعد لمقارعة النقد الأدبي الضارب في جذور التاريخ النقدي؛ لكن الغذامي صرح في حواراته الأخيرة في الجرائد والمحاضرات أن وقت إعلان موت النقد الأدبي قد حان وأنه لم تعد له جدوى، وإن كان أحيانًا أخرى حينما يحاصر بالأسئلة يبقي على جدوى النقد الأدبي رغم إقراره بمحدوديته، ولا يسع القارئ لكتاب الغذامي الأساس "النقد الثقافي" إلا أن يلاحظ التناقض الذي لا يستطيع الغذامي تجاوزه؛ بين اعتبار النقد الثقافي بديلاً وبين القول بالتداخل بين النقدَين؛ حيث نقرأ في مقدمة الكتاب: "وليس القصد هو إلغاء المنجز النقدي الأدبي، وإنما الهدف هو تحويل الأداة النقدية من أداة في قراءة الجمالي الخالص وتبريره وتسويقه بغض النظر عن عيوبه النسقية"، ولعل هذا يعود إلى أن منظري النقد الثقافي الغربيين وخاصة الأمريكي ليتش، لم يستطع بدوره أن يلغي النقد الأدبي وأن يحل محله النقد الثقافي؛ لأنهما يشكلان بالنسبة له نقدان مختلفان، على الرغم من نقط الالتقاء والتلاقي بينهما، وهو لا يدعو إلى الفصل بين النقدين، فمتخصص النقد الأدبي يمكنه ممارسة النقد الثقافي دون أن يتخلى عن اهتماماته الأدبية، واتخذ هذا النظر في مشروع الغذامي شكلاً مبهمًا غير واضحًا لأن النقد الثقافي في نظره يستدعي تغييرًا في بنية المصطلح والمفهوم حيث يقول: "إن إعمال المصطلح النقدي الأدبي إعمالاً لا يتسمى بالأدبي، ويتخذ له صفة أخرى هي الثقافي؛ يستلزم إجراء تحويرات وتعديلات في المصطلح لكي يؤدي المهمة الجديدة"(4)، وإذا كان النقد الثقافي يستدعي تغييرًا في المصطلح؛ فكيف يمكن للنقد الأدبي أن يظل حاضرًا في عمل الناقد وهو مجرد من بنيته المفاهيمية؟
إن الحديث عن جوهر ثابت للأنساق الثقافية يضرب بعرض الحائط الجوهر الحقيقي للأنساق الثقافية، فالنسق الثقافي في اعتقادنا هو منتوج بشري مشروط بوضع الإنسان عبر الزمان والمكان، وهذا هو سر اختلاف الأنساق الثقافية، أي أن النسق الثقافي بنية مشروطة تاريخيًا بتغيرات وطبائع الناس وأحوالهم؛ وعليه لا يصح عد النسق الثقافي نسقًا قارا يقع وراء التاريخ، بل هو في صلب التاريخ مما يطرح ضرورة النظر إلى الأنساق باعتبارها أنساقًا متغيرة ومتفاعلة فيما بينها، فهل يمكن القول على أن الأنساق الثقافية التي تحكم الأدب العربي هي أنساق ثابتة منغلقة وبعيدة عن أي تفاعل مع غيرها؟
بفهم الغذامي ومن خلال تتبع آرائه، فإننا إذا كنا بصدد الشروع في الانطلاق إلى حداثة عقلانية ومنفتحة، فإن نسقًا ثقافيًا منغلقًا على نفسه ومتحجرًا لا يقبل التغير ولا يصلح أن يكون معيارًا لعقلانية منفتحة.
بالنظر إلى تصور ميشيل فوكو فإن النسق هو مجموعة من العلاقات، تستمر وتتحول في استقلال عن الأشياء التي ترتبط فيما بينها، وهذا ما يضعنا أمام دور النسق الثقافي في تشكيل الهويات وتحديدها، وإذا اعتبرنا النسق خارجًا عن الذوات التي يفعل فيها، فهذا لا يعني أنه ثابت وأزلي، كما لا يعني أن النسق هو خطاب فوقي معزول عن أي تأثير فعلي، وهذا ما نتلمسه من تصور الغذامي نفسه لكون الدلالة النسقية ترتبط في علاقات متشابكة نشأت مع الزمن لتكون عنصرًا ثقافيًا أخذ بالتشكل التدريجي إلى أن أصبح عنصرا فاعلاً.
وأخيرُا نوجز الكلام في مسألة الجمالية والقبحية ونقول إن سر اهتمام الثقافة الغربية بالجمل القبيحة، ودعوتهم إلى ضرورة تأسيس نظرية القبحيات في الأدب، لعله يكمن في الثورة على العقل والانفتاح على ما بعد الحداثة، وهو انفتاح رافقته تغييرات حقيقية على جميع المستويات، وهذا ما يختلف كليًّا و جذريًّا مع واقع حالنا، فالثقافة المهمشة في الغرب فرضت نفسها على النقد وليس النقد هو من له الفضل في اكتشافها، كما أنه المثقف الغربي استطاع أن يتمرد على المؤسسة وسلطة النخب، وهو عكس ما يوجد عندنا فالثقافة المهمشة لم تمتلك بعد آليات الانعتاق والتعبير عن ذواتها والتعبيرات خارج المؤسسة، والمثقف لا يزال لم يمتلك القدرة على الخروج من نسق المؤسسة والحصار التي وضعته عليه، بينما فرضت الثقافة المهمشة في الغرب نفسها بغض النظر عن قيود المؤسسة والإقصاء الذي تمارسه في حقها.
المراجع:
(1) عبد الله الغذامي،مجلة العالم العراقية، السنة الرابعة، العدد806،30 ابريل 2013
(2) نفسه
(3) عبد النبي اصطيف، نقد ثقافي أم نقد أدبي ،ص192 .
(4) عبد الله الغذامي النقد الثقافي، ص 61 – 62.
التدقيق اللغوي: ريم المطيري