صحراءٌ كبطن شحيحةٍ ملساء و تكونُ السُرّة جذعُ شجرةٍ تالفة تيبّسَ في عروقِها الهواء، جفاف جحيمٍ يشوي الأعناق. من الممكن قدراً أن يشغلَ تلك البُقعة فتاةٌ في العشرين بشعرٍ طويل تقفُ حافيةً على ضفةِ مياه تخرقُ مرجاً اخضر لاينتهي. الاعتيادُ و التّكرارُ التلْقائي بطانةُ القناع الفولاذيّ لحصان طروادة، حصانٌ مُملٌّ تُحرّكهُ خيوط شفّافة من قُدرةٍ لا أستطيعُ أن أصفها إلاّ بأنّها فوقية؛ أرقى و أكثرُ عدلاً و رحمةً منّي أنا المُضطرب على أقلّ تخمين. الفضولُ التّعذيبي لدابّةٍ بقدمين و دماغ يُفكّر يدفعُني الى الهلْوسة و العبث لا إراديّا بمفرداتٍ على أن تكون أفكاراً تفسّرُ سرّ بقائي و استمراري اليوميّ، هذا بالتّأكيدِ يعني أنني بلغتُ الثالثةَ و العشرين و أنا في هُدنةِ سِلْم و رضى مع المسلّمات التي وجدتها غسقَ و لادتي عندهم و إلاّ فإنّني سأنكرُ فرضيةِ أنّني حقيقيّ فأهرولُ عارياً مثل مجنونٌ مُحبط؛ هل هذا سبب الجنون البشريّ! إنّني أريدُ فقط أن أصلَ الى اطمئنانٍ راسخ يُسعفُني مستقبلاً لقبولِ فكرةِ دفن أمّي أو حبيبتي في حفرةِ طينٍ عشوائيّةٍ يلتصقُ بها قبرُ خفّاش أو ضفدع أنانيّ سمين! و هكَذا فأنا أتطاولُ لدرجة أنني أتحقّقُ و أجزعُ من فكرةِ غموض الوجود! فأستفهمُ ما إذا كانت بطانةُ هذه السّماء تقبل أو تدركُ انتحال شخصيةَ القِناع لحصانٍ يعدو في مضمار لا أحدَ يفهمهُ فليس لهُ إدراك، هذا لا يعني بالضّرورةِ أنّني أثبتُ الدّهاء و الشرّ للفارس؛ بل على العكس فإنّ الإرادةَ الفوْقية القادرة على تَخليق عقلٍ و شَعرٍ لفتاةٍ في العشرين أرفعُ من فكرةِ إقطاعٍ استعباديّ صرْف و عقاب لا مُبرّر له. إنّني أتعجّبُ فحسب، غرابةَ و لُغزية أنّني حقيقيّ ولو مؤقّتاً! صَمْت يبقى؛ صَمْتٌ مُخلّق؛ ثمّة أسهمٌ من الإلكترونات الشفافةِ تبرقُ بيننا، يجبُ أن نوقّرها أو على الأقل أن لا نُبدي رأيَنا فيها! بكسل حميد يتعافى و مُقدّمة لجُمجمةٍ تبتهِل. مُفرداتٌ اللغةِ تتلاصقُ كشيئ من أنماط حكاية الموت والولادة! إنّ القناع الذي لن أراهُ ما دُمت في هذا المستوى القاصِر؛ قد أراهُ حينما أنفطرُ نصفيّاً! من سيدفعُ أجري عندها!.