الرسالة الأولى
عزيزي مراد،
يبدو أن الأمور تسير بشكل جيد مع ليلى. صرت الآن محترفا في عالم الدردشة على الميسنجر. أجيد المناورات إلى أقصى حد. طلبت مني صورتي فأرسلت لها ما أرادت. لدي مكتبة صور جاهزة لهذا الغرض. اخترت صورة لشخص وسيم يبتسم في جرأة و خلفه يبدو برج إيفل. المرأة تحب الرجل الرحالة، لذا اخترت تلك الصورة بالذات. قلت لها أنني التقطتها أثناء تسكعي في باريس ذات مغامرة. تبدو ليلى منبهرة تماما بما أقوله لها خصوصا أنني لا أكف عن ترديد الحكم التي أقوم بنسخها و لصقها كما هي من أحد المواقع العربية. البارحة قلت لها أن أشياء كثيرة تصغر بداخلنا عندما نكبر فسألتني ماذا أعني. صعقني سؤالها فقلت لها أن هذه الأمور لا يمكن شرحها لأنها تزداد غموضا كلما فعلنا. بدا أن جوابي زاد في إعجابها بي لأنها أرسلت لي صورة متحركة لشفاه بمعنى "قبلة".
أخيرا نجحت في إقناعها بلقائي أيضا، في مقهى "بالوما".. خصوصا أنها لم تنصع لطلبي بإرسال صورتها. لن أكشف نفسي طبعا حتى أرى إن كانت تستحق. سأحكي لك التفاصيل في رسالتي القادمة. لا داعي أن أذكرك أنني لم أخبرها باسمي الحقيقي و استعملت "محمود" كاسم مستعار.
صديقك المخلص : عبده
.
الرسالة الثانية
عزيزتي سامية،
بصراحة، كل هؤلاء المدردشين أغبياء حتى النخاع. لازلت كما حكيت لك أناور هنا و هناك كما يفترض بمراهقة تحترم نفسها. لدي غدا موعد واحد مع ستة من المتذاكين، ألطفهم واحد يدعي أن اسمه محمود. إنه الأكثر سذاجة بينهم. أرسل لي صورة لممثل هندي شهير و ادعى بكل صفاقة أنها له. قلت لنفسي هذا إما أكبر وقح على وجه الأرض، أو أكبر غبي. اتضح لي أن الأخيرة هي الأصح.
مثلت عليه ببراعة دور الفتاة الغرة، المنبهرة بكل شيء. يقول أحيانا حكما لا يدرك معناها فلا أتمالك نفسي من الانفجار ضحكا، حتى أنني أغادر الغرفة إلى شرفتي لألتقط أنفاسي غير ما مرة.
البارحة طلب مني اللقاء فأرسلته – هو و خمسة آخرين – إلى مقهى "بالوما". يلذ لي أن أتخيل منظرهم و هم يضيقون عيونهم ليبدو وسيمين، أو خبيثين إن كانوا ينوون الغدر.
أكيد أن أعناقهم ستشرئب كلما دخلت أنثى إلى المكان. أشعر بالإثارة و التسلية. إن هذه الحياة لذيذة حقا
صديقتك التي تعزك: ليلى