إليكِ هذه الزفرات أمسح بها على جبينك الوضاء وكل الشموس إلاكِ تنطفئ .. فأنتِ مع مسيرة الحياة إعماراً وبناءً .. فقد طال الانتظار ...
في الأفق الجريح يغرقُ اليمّ ..
أنا الذي سكنتُ البحار .. لا الموج مسافر بي إلى الشطّ ولا الشراع ..
بعيدة أنتِ .. ويداي تقطف مِنْ أمسِكِ الذكريات ..
تخطّها للغيم علّهُ يكتبكِ للغد عنواناً فتتلاشى العناوين ضباباً وبخار ..
أيتها الحبيبة .. أنتِ المدى المرهق .. وأنتِ الاختيار ..
عشقتكِ كسنابل النّور رَصَّعتْ للشمسِ طريقَ النجوم والأقمار .. ومضت بي إلى القفار ..
أنتِ الراحلة .. قرأتكِ كصفحات .. مَنْ ذهَّبَ هذه السطور ؟ مَنْ أشعل التاريخ بخوراً .. وتاريخكِ قناديل فضّة أضاءت لياليكِ والنهار ..
مَنْ أغمضَ أجفانكِ عن غدك ؟ من ترككِ للريح بدون دثار ؟ ! ..
أخافُ عليكِ طفلة تعثّرتْ بشالها .. فانكشف الستار ..
مَنْ أدمى هذي اليدين ؟ مَنْ جرَّح الخطو ؟ لهفي عليكِ فبعض دوائكِ دمٌ ونار ..
سأدعوكِ شوقاً .. وأنَى له .. والشوقُ حديث هوى وتراقص الأوتار ..
غرق اللحن في أشجانه وبُحَّ النداء .. والقلب أحزان ناي .. وأحزانك للدنيا مدار ..
لا تجزعي ! .. فأنتِ غدُ الربيع المُزهِر في حلمه يضوع العبير .. وحلمكِ المجدُ ـ وأنتِ له ـ .. وظلّكِ ظلُّ الأرض حريراً يملؤ الديار .