علاقة القارئ في كتبه علاقة ٌ حميمة, فكتابهُ هو صاحبهُ ونديمه, يشاطره أفراحهُ وأحزانهُ وهمومه, يقضي بين يديهِ ساعاتٍ طوال, وأيامًا وشهورًا وليال, لا يمُل المُطالعة فيه, أو تأمل ما يحمله ويحتويه
ما إن يحصلُ على كتابٍ جديد, حتى يشتعل الشوق في قلبه ويزيد, ويرنو لقرائته قراءةَ المُجِّد المُجيد, ويبحث بين وريقاته عما يهوى من الفنونِ ومن العلمِ ما يُريد. 

هكذا كان حالي عندما أشتريت كتاب نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب,  لكاتبه التلمساني الأديب الأريب, كم كُنت أتوق لشرائه وقرائته, والغوص في أعماقه ولجته, والتجول في أنحائه وأزقته, وها أنا قد نلت مُنالي, وتحققت أحلاميَّ وآمالي, ووضعت مُجلداته الثمانيةَ على مكتبي الغالي, ورمقته بنظراتِ الشوق والاشتياق, وعانقته بكلماتي فكان هذا العِناق :

على مائدةِ الثقافة

وجبة ٌ دسمة !

أرمقها بنظرةِ جائع ٍ

شهيتـُهُ مفتوحة ٌ نَهِمة

كمن صام دهرًا كاملاً

فأخلا جوفه صومه

يشتهي كُل ما يرى

فكيف بطبق ٍ يهواهُ

ويَعشقُ طعمه !؟

 

طال انتظارُ نيلِهِ

وها قد تحقق حُلمه

فطوبى لما حازت يداهُ

وسُعدًا قد ملا يومه

كتابٌ أندلسيٌ حبيبٌ

بين طياتهِ فخرٌ وعَظمَة

خطـّهُ من أبدعت يداهُ

ومرّغ َ بالجمال ِ قلمَه

اختارَ التاريخَ علمًا

وزان بالأدبِ عِلمه

فأعلى شأن أمته

وزادهم عزة ً قومه

 

حوادثٌ تُروى وقصصٌ

وشعرٌ ونثرٌ وملحمة

معاركٌ وفتحٌ ونصرٌ

وحضارة ٌ تضيءُ كنجمة

في صدر الدُجى تلمع

عقدٍ في جيدِ أُمة

 

على مائدة الثقافة

وجبة ٌ دسمة

يرمقها الجائعُ بنَهمِ ,,

ينقض عليها ليأكل

حتى تصيبه التـُخمة

مالكُم تُزيدوا العتاب

وتُفرطوا في لومه

إن التخمة الثقافية

ليست بتُهمة !!

 

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية