من يقرا منا في مسرح (اللا معقول) العبثي يجده مسرح مزج بين الرمزية والخيال وحطم ملامح الحقيقة لا ليصل إلى الخرافة بل ليبلغ ما هو أبعد ما يكون عن العقلية البشرية بتهشيم أركان المنطقية والعبث في كل العناصر المسرحية حتى ينتهي بالعبث في عقل المتفرج فلا يعترف بالعادات والتقاليد ولا يؤمن بالعقائد ولا تهمه أبدا أي مسلمات برغم أنه...
ولكن بعد النظر لعدة عروض مسرحية سعودية قدمت العبثية (اللامعقول) أجدها اخذت ما يوافقها ويتوافق مع متلقيها وتجنبت كل ما يمس الدين والمسلمات, بل نراها اعتمدت تماما على الرمزية التي غلفت بنوع من العبث الشكلي فقط دون العبث في المضمون.وأيضا وجد البعض في السينوغرافيا ضالته ليجعل من عرضه وجبة نصف عبثية ونصفها الآخر استعراضي باهر.
لست أدعو إلى سلوك العبث كما يسلكه الغرب بل لأشير إلى أهمية السير حذو العروض التي تحترم المبادئ وتحمل القيم حتى لوكانت عبثية فنحن نعيش نعمة في ظل ديننا الحنيف وما اكتسبناه من عادات وتقاليد حميدة لذا يجب الحفاظ على هذه النعمة (الهوية) والدعوة إليها لأهمية أثر المسرح لوكرس لذلك.
وحاجتنا للمسرح هي حاجة إلى مؤسسة ثقافية تفاعلية إثرائية تسمو بالفكر عرضا وتلقيا ومايدل على ذلك تلك المعالجات التي تتم على الأساليب (المذاهب) الإخراجية والنصية وطالما دعا تراثنا إلى الالتزام والطبعية, وما نراه في بعض الأحيان خارج هذا السياق(مسرح اللا معقول السعودي) انما هي عروض قلة أعتبرها تكرار ساذج يتشبه بعروض أخرى غربية (أو أفلام سينيمائية) لا تمت لنا بصلة لا ثقافية ولا اجتماعية وعلينا جميعا إدراك حقيقة علاقة المسرح بالإنسان في الغرب والتي تدهورت إلى العبث بعد أن كانت علاقة عقل وروح وهذا مانراه في علاقتنا نحن كعرب مسلمين مع المسرح فتكريمنا له هو في الأصل تكريم لمقدميه ومتلقيه ولامانع من العبث داخل أطر الروح والعقل.
الفنان الموهوب حامد الغامدي في لقطة لمشهد "خيوط اللعبة" في جمعية الثقافة والفنون بجدة