سألني أحد أصدقائي المهتمين بالحركة المسرحية عن سر المسرح السعودي الذي يكاد أن يتوقف فور فرحنا بتقدمه المتثاقل .. ما الذي يجعل مسرحنا في المؤخرة ؟ ما الذي يقف عائقا أمامه و دون تقدمه ؟ من المسؤول عن هذا الوضع المزعج للحراك المسرحي ؟
و لم ينته صديقي من اسئلته الجدلية حتى عرج إلى أجوبة احتمالية .. هل هو الدعم المالي ؟ هل هو تقصير الإعلام ؟ أم أن بعد العنصر النسائي عن الخشبة كان سببا ؟ أم عدم توفر أكاديمية للفنون يحول دون ذلك ؟ أم أن مسرحنا ينقصه الجمهور ؟
وسط هذا الهدير لم انطق بحرف حتى ادركت من سؤاله ( ام ماذا ؟ ) بأن المتحمس المتألم انتهى من سرد اسئلته و اجوبته .. نظر لي و اعاد سؤاله بصيغته اخرى ، من الذي يقف كحجر عثرة امام المسرح ؟ هل هو شخص معين ؟ و صمت !
تنهدت و نظرت مباشرة إلى عينيه و قلت له .. هم السبب .. هم من يقفون كحجر عثرة أمام تقدم المسرح ، اتعرف من هم .. إنهم الجيل السابق من أرباب الخشبة و الذي تغير في قلوبهم حب المسرح إلى حب أنفسهم و باتوا في خلاف مع بعضهم و أصبح لكل منهم ( شلة ) تمجده و يعطيهم بدوره كل الفرصة و لكنهم يظلون صغارا ما داموا يجلسون في ظل كبيرهم و يعملون في كنفه له ، المؤلم في الأمر أنهم تجاهلوا أهم سمة من سمات المسرحي و هي إنكار الذات و التضحية بل و الشكل الجمعي و توقف بعضهم عن العمل ليقدح في غيره و لينصب نفسه منظرا أو ليكون استاذا (لشلته طبعا) ، ففي العديد من مناطق المملكة نجد الأحزاب المسرحية و الغريب أن الجيل الشاب من المنتمين لمجموعة الأحزاب يتبادلون الإحترام و يتقابلون بود حتى تحين تلك الساعة التي يُذكر فيها أحد اساتذتهم ليتكونوا كأحزاب متفرقة للذب ,كل عن استاذه . هل فهمت يا صديقي.
معظم الكبار أنانيون و يبحثون عن وهم البهرجة و أتباعهم من جيل الشباب هم من يدفعونهم للاستمرار في هذه الطرق إنها غواية الأستاذ الذي يجعل أتباعه يدفعون الثمن دون أن يشعروا ، ليقف في زمن جيلهم المسرح عن الإنتاج و يستمر في تكوين العداءات و إطلاق البذاءات.
يجب أن يكون للشباب صوت يحسم أمر المسرح في زمنه و كفاكم أيها الكبار مهاترات و لمز .. فالمسرح عالم المثالية و العفوية و هو مدينتنا الفاضلة التي يجب أن نعيش فيها و بها فضلاء.
أين أنت يا صديقي ؟!
الفنان زياد السلمي في دور له في مسرحية عميان لمحترَف كيف للفنون المسرحية - تونس/2012