الأمر الذي لا يختلف فيه اثنان هو أن الإنسان قد عرف الشعر منذ عصور موغلة في القدم، لذا فأصول الشعر قديمة قدم الإنسان الاجتماعي على الأرض واهتمامات الإنسانية بهذا الفن جلية عند الغرب كما عند العرب،حتى أن مفهوم الشعر كان واحدا مقارنة بما هو ليس شعر ،أي النثر كجنس مقابل للشعر، ولعل ذلك عائد إلى أن كلا الجنسين ينتمي إلى المنطوق أو الملفوظ البشري،ولكن الشعر دوما وعند كل الأمم يعد استثناء ، باعتبار أن النثر هو القاعدة، وهو الأقرب إلى ....
وهو الأقرب إلى الكلام المتداول لدى العامة من الناس،لذلك كان الشعر أكثر تمردا وتملصا عن طبيعة الكلام المعتادة عند أمة من الأمم.رغم استخدامه لذات اللغة التي يستعملها النثر،إذ "إن لغة الشعر تصنع منطقها الخاص بها،وتخلق وجودا متميزا لها"([1]) وتصعّب من محاولة الإمساك بخيوطها المتداخلة،فتسهم بذلك في التعمية والغموض.
1-الشعرية لغة: الشعرية اسم مشتق من كلمة "شعر" وقد أضيفت إليها اللاحقة"ية"لإضفاء الصفة العلمية،تماما كما لو يقال:علم الشعر،وذلك جريانا على نحو الأسلوبية، والألسنية، والأدبية([2]).2-الشعرية اصطلاحا:مفهوم الشعرية نابع من الشعر،وكامن فيه عبر التاريخ، حيث تعود أصول تواجد هذا المفهوم إلى كتاب الشعر لأرسطو، الذي اعتمد نظرية المحاكاة كأساس نظري لشعريتة، التي يمكن أن نطلق عليها (شعرية المحاكاة) التي قعد لها أرسطو، يبتغي منها أن تكون مدعاة (للتطهير)،وأنموذجا للمجتمع المثالي الذي تتطلع إليه الحضارة اليونانية، ثم تغير مفهوم الشعر ومن خلاله مفهوم الشعرية،وفق التطورات التي ظل يشهدها التاريخ،ومدى تأثير تلك التداعيات ،التي أخرجت إلى الوجود مدارس واتجاهات مذهبية أدبية، على غرار الكلاسيكية،ثم الرومانسية فالواقعية والتعبيرية ثم الرمزية، فالسريالية والواقعية الروسية ثم اتجاه الشعر الخالص،و غير ذلك.وإن أتينا إلى ما يميز الشعر لوجدناه يعتمد مبدأ التخييل ،الذي يعد جوهره الأساس بحيث يزوده بصفة الحسية،والشعور بالمدركات التي أعيد تشكيلها([3])، عن طريق المحاكاة، التي تقتضي فراسة الشاعر،وحذقه ومهارته أو ما يسمى (الشاعرية)، فالشاعرية هي التي تصنع (شعرية النص أو الخطاب الأدبي)، وبتعبير أوسع وأعم ، فشاعرية الفنان هي التي تصنع شعرية فنه. ويذهب التصور الإغريقي الأرسطي في رؤيته للشاعرية على نحو أن "الشاعر لايحاكي ما هو كائن،ولكنه يحاكي ما يمكن أن يكون ،أوما ينبغي أن يكون بالضرورة أو الاحتمال ،فإذا حاول الفنان أن يرسم منظرا طبيعيا مثلا،ينبغي عليه ألا يتقيد بما يتضمنه ذلك المنظر ، بل يحاكيه ويرسمه كأجمل ما يكون ،أي بأفضل مما هو عليه، فالطبيعة ناقصة ، والفن يتمم ما في الطبيعة من نقص،لذلك فإن الشعر في نظره مثالي وليس نسخة طبق الأصل عن الإنسانية"([4]). فالمحاكاة هنا تستدعي براعة الفنان وإبداعيته أو شاعريته،لأنه إذ يحاكي فهو لا يقرر الحقيقة،وإنما يتخيل ليقول ما هو غير ممكن في الواقع،وبالتالي يداعب أحاسيس الجماهير ويرفعها لتكون أكثر مثالية ،وبالتالي يكون تأثير محاكاته أبلغ. فشعرية النص -من هذا المنطلق-تعني كل ما يشحن اللغة العادية،ويجعل منها قطعة شعرية جذابة ومؤثرة، ذات وقع خاص على النفس.ولو أردنا تمثل الشعرية في صورة فوتوغرافية لوجدنا أن كل واحد منا يلتقط لنفسه العديد من الصور، على مراحل من الزمن،ولكنه ينجذب إلى واحدة منها بالذات، دون سواها من الصور ، فشعرية تلك الصورة هي ما يغلفها من سر يجعلنا ننجذب إليها،ونتأثر بها. وما ينبغي الإشارة إليه هنا، هو أن رؤيتنا لتلك الصورة حتما لا تكون على درجة واحدة من الإعجاب،إذ تتفاوت درجات جماليتها من ناظر إلى آخر،ومن صورة إلى أخرى ،ومن ثمة نكتشف أن شعرية العمل الفني متأرجحة وليست ثابتة،وقد تتأثر بعملية التلقي والتأويل،باعتبار أن المتلقي فاعل عند قراءته،وله سهمه في الأثر الفني ، وينطوي ذلك على خلفيته الثقافية،التي دون شك تختلف عن ثقافة غيره، وعلى سبيل المثال: ما يراه العاشق خالا *ينمق خد معشوقه، يراه الطبيب سرطانا مقيتا،سيأتي يوما ما على نخر وتخريب ذلك الوجه الصبوح.3-الشعر والرؤية القديمة. لما انبهر الإنسان القديم بشعرية القصيدة ،تساءل عن مصدر ذلك الإلهام ،الذي أوجد له العديد من التأويلات ،فربط( أفلاطون )الشعر بقوى خارجة عن الطبيعة الإنسانية، حيث أكد أثر الوحي والإلهام في أقوال الشعراء،بينما رفض (أرسطو) هذا الرأي،وقال بأن الدافع إلى قول الشعر مرتبط بالطبيعة الإنسانية، فما يولّد الشعر هو غريزة المحاكاة والإيقاع الموسيقي([5])،وأكد أن غريزة المحاكاة مطبوعة في الإنسان، وأن ما يجعل من الناس الشاعر وغير الشاعر،هو الممارسة والدربة ،مما يؤكد لديه أن الشعرية طبع وصناعة. أما العرب الجاهليين،فربطوا عبقرية الشاعر والظاهرة الشعرية بالغيبيات وبعالم الجن و مواطنهم ،حتى قالوا :من أراد أن يتعلم قول الشعر فليذهب إلى وادي عبقر، وقد عدوه ضربا من الكهانة والسحر،الذي لا يتأتى إلا لقلة محظوظين أو يملكون مفاتيح سحرية،وذلك شأنهم في كل" شيء فائق غريب مما يصعب عمله ويدق،أو شيء عظيم في نفسه"([6]).4-الشعرية وانفعال المتلقي إذا كان إعجاب المتلقي-هذا الزمان- بشعرية نص ما ،ينعكس في إقباله عليه ،وحفظه ما استطاع منه ، للتغني به أو الاستشهاد به عند الحاجة، فإن وظيفة الشعر عند اليونانيين ،كانت ترمي إلى (التطهير)،وهو الغاية التي يتطلع إليها من خلال العمل الأدبي،وفق الفلسفة اليونانية، التي كانت تنزع إلى الأخلاق والمثل0 ولا يخفى أن أرسطو كان أول النقاد الذين جمعوا بين المتعة(وهي انفعال إيجابي) والفائدة، من خلال الدراسة الوصفية التي قام بها، وقد رأى بمعية أفلاطون أن التراجيديا ـ وهي أرقى أشكال الشعرـ تثير وتنمي عاطفتي الخوف والشفقة،وتدعوا إلى (التطهير)([7]) 0 ومن خلال ما ذهب إليه فلاسفة اليونان ،نستخلص أن غايتهم من الشعر تكمن في شعريته، أي قدرته –كوسيلة أو أداة-على أداء مهمته التطهيرية، من خلال شدة وقعه على قلوب الجماهير،وجماليته التي لم تتأت إلا من ملكة لاغنى لها عن الصناعة،والدربة والممارسة،وهما أساس أولي للخوض في أي فن من الفنون .وبالتالي فإن شاعرية الشاعر وعالمية العالم،و أدبية الأديب،أصلها ملكة صقلتها الممارسة،ومن ثم فإن شعرية أي فن من الفنون ،هي مؤشر الكفاءة التي بلغها الفنان في ميدان فنه والتي جمعت بين الملكة المطبوعة والصنعة كما أسلفنا القول . إلا أن مفهوم الصنعة يحيلنا مباشرة إلى التجربة الإنسانية ،ومدى ما توصل إليه الإنسان من النتائج ذات الصبغة العلمية، التي استنبط منها قوانين ،وشرّع منها قواعد، تصلح لأن يسري مفعولها على ذلك اللون من الفنون، لترقيته وتهذيبه، وبلوغه مكانة من الاستحسان.5- الشعرية في التراث العربي.وعودا إلى النظرية النقدية العربية، التي ارتكزت على النقد التسجيلي أو التدوين الذي طال مخزون الشعر الذي كان بحوزة الذاكرة الجماعية ،محتكما إلى معيار الزمن،ومعيار البداوة،وتحاشي التخوم خشية الزلل في العجمة التي خالطت اللسان العربي ،بغية تدوين وتوثيق اللغة العربية الأصيلة، التي يمكن المحاجة بها ،وتأويل القرآن الكريم، تأويلا صحيحا،كما ارتكزت هذه النظرية أيضا على النقد التقعيدي،الذي جمع عن طريق الرواة، ثم تم تطويره من قبل رواد الأدب، في عصر التدوين وما بعده، كالأصمعي وابن سلام الجمحي، وابن المعتز، وغيرهم ممن شكلوا الأرضية الصلبة لنقد الشعر العربي، وأسسوا لشعرية النص العربية فيما جاء بعدهم على يد المرزوقي تحت تسمية عمود الشعر([8])0 لعل ذلك تيمنا بعمود الخيمة الذي هو أساسها،وعليه تقوم قائمتها،وما للعمود عند العرب من الرموز التي تعني الشموخ والرفعة،والقيام على الدوام،وكان عمود الشعر أو الشعرية العربية،يقتضي معايير الصحة والاعتدال وتحديد الشكل الجميل في الشعر من حيث "شرف المعنى وصحته،وجزالة اللفظ،والاستقامة ،والإصابة في الوصف،والمقاربة في التشبيه،والتحام الأجزاء في النظم،والتئامها على تخير من لذيذ الوزن ،ومناسبة المستعار للمستعار له ومشاكلة اللفظ للمعنى ،وشدة اقتضائهما للقافية"([9])0 وقد ذهب الدكتور محمد لطفي اليوسفي إلى أن الفلاسفة العرب قد نظروا في النص من منظار بياني ،فنظروا لقول الشعر وانشغلوا به ،فجاءت مباحثهم تنظيرا للشعريات بعدّها صفة للشعر لا ماهية أي نظروا في النص القديم من حيث وظيفته التي تفي بحاجاتهم ووجودهم وانتمائهم([10]) . ولا يخالف هذا ما ذهب إليه الدكتور طراد الكبيسي ،في مفهومه للشعرية العربية، إذ تناولها على أنها قراءة جديدة في نظرية قديمة ، وتناول من خلال بحثه ستة مؤلفات نقدية عربية قديمة لا تقل حداثة في رؤيتها ،عما تطرحه الشعريات المعاصرة ـ حسب رأيه ـ إذ يقول :" إن القضايا نفسها يعاد طرحها ،ولكن في حوار من طرف واحد غالب، أعني أن يحاور العربي ثقافته بثقافة الغربي، دون أن يحصل العكس"([11])وقد تحاشى فيه الإسقاطات الاصطلاحية الحديثة، وانشغل بالإجابة عن السؤال:ما لذي يجعل من رسالة لفظية، أثرا فنيا ؟ أو ما الذي يجعل عبارتين مختلفتين الأولى شعرية،والثانية نثرية ؟رغم أنهما تصفان حالة واحدة، وتعبران عن مدلول واحد، وهو ما ذهب إليه "جاكوبسون". كما بين أيضا أن كلمة "شعر"قد عنت زمنا طويلا معايير نظم الشعر حتى يهتدي الشاعر إلى شكل من أشكال استعمالات اللغة (صناعة الكلمات) وفق ما جاءت به أساليب العرب البلاغية، والكتب التي تطرق لها هي أمهات النظريات النقدية،التي جاء بها منظرون عرب كابن رشيق القيرواني في كتابه "العمدة"، وقدامة بن جعفر في كتابه "نقد الشعر" ، وابن طباطبا في "عيار الشعر"، والباقلاني في "إعجاز القرآن" والجرجاني في مؤلفيه"دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة"، ثم حازم القرطاجني في "منهاج البلغاء" . أما فيما يخص القضايا التي تطرق لها فكثيرة ،منها: أساليب الكلام ،التناص (السرقات) ،النظم ،والمعنى ومعنى المعنى، ومقومات الشعرية العربية القديمة، كالوضوح والغموض، الطبع والصنعة ،والصدق والكذب. ويلفت جابر عصفور الانتباه إلى ثراء التراث العربي الذي لم تكتشف كل جوانبه،نظرا لما ضاع منه،وهو يحدد-بنظره –الأصول النظرية لمفهوم الشعر الذي تأثر بمناخ عقلاني أشاعه الفلاسفة والمعتزلة،وتجاوز فيه النقد ما دعي بخصومه المحدثين والقدماء،كما استفاد من تجارب الأمم السابقة،ومن عدة إنجازات معرفية ،([12]) وقد ألمح إلى أن حركة التخييل الشعري متعددة الأبعاد تعتمد على المعنى والأسلوب واللفظ والوزن والنظم ،ووزنها خاصية تنبع من كيفية إيقاع التناسب بين عناصر صوتية تتجاوب في النهاية مع تناسب المعنى،وهو سبب إلحاح القرطاجني على التناسب في تصوره الوزن والإيقاع([13]).الأمر الذي يجلي لدينا بعض الغموض، على مستوى المصطلح، الذي عرف بعض المرونة في التموقع بين المفاهيم الغربية الحداثية ، التي ولدت مع التقانة والحداثة الصناعية الغربية، والمفاهيم العربية القديمة ، فالعرب لما قالت (بعمود الشعر) ،كانت تعني به الخصائص التي بواسطتها يصبح الكلام العادي شعرا، أما الحداثة الغربية، فجعلت مقابله مصطلح الشعريات(POETICS) ،جريانا على منوال لسانيات سرديات ، سيميائيات،حيث دأبوا على تسمية مجال الدراسة ، ثم تزويده بلاحقة النسبة لإضفاء الصفة العلمية، كما سلف الذكر عند تعريفنا للشعرية. هذه النظرية على الرغم من كلاسيكيتها المتشددة،إلا أنها لا تلتقي مع معايير الشعرية لأرسطو التي أوردها في كتاب الشعر،والتي ترجمت مرات عديدة إلى العربية، وقد أسس عليها الغرب شعريتهم،بينما تبقى بعيدة كل البعد عن الشعرية العربية ،حيث لكل منهما مشاربها وفلسفتها، إذ إن الشعرية اليونانية أو الغربية ذات بعد وثني، بينما تأثرت الشعرية العربية بشعرية القرآن ،ولكن هذا لم يمنع من التقائهما في معيار الشكلية . ومع ذلك يجب أن نعرف أن مصطلح نظرية ما عرفه الفلاسفة المسلمون،كما هو مقصود اليوم،في نظرية الأدب ونظرية الشعر،على حد تعبير كمال الروبي،إنما تصوراتهم المتناثرة في شروحهم وتلخيصاتهم للنصوص الأرسطية تتضمن مصطلح نظرية،لذلك توصف بكونها تفسيرات تحمل وجهات نظر تصورهم للشعر ([14])من زاويتين : الشعر بوصفه تخيلا وبوصفه محاكاة،أي بوصفه نتاجا للمخيّلة يعتمد على المحاكاة،بمعنى التصوير،لكون المخيلة لاتقدم شيئا كما هو،إنما تقدم مثيلا له أو نظيرا لإحداث تأثير ما.([15]) و لم يكن العرب القدامى ولا اليونانيون يهتمون بالمضمون بقدرما اهتموا بالشكل، ولهذا كان العصر الذهبي للشعرية بصفة عامة ،في كنف الكلاسيكية ،باعتبار أن الشعريات تعمل على العزف على اللغة،والتحرر من معاييرها، ولم تتزاوج الشعرية العربية وتلك الغربية ،إلا مع مجيء الرومانسية،التي أولت عنايتها للموضوع أو المضمون على حساب الشكل، فتخلت عن المادة الخام للشعرية(اللغة)وراحت تواسي المشاعر والأحاسيس وتجعل من لغة الشعر وسيلة ،بعدما كانت الوسيلة والغاية في الآن نفسه،ثم ما لبثت أن أثقلت الرومانسية على الذائقة،([16])وبدأت تيارات جديدة تلوح في الأفق، أعادت للغة مكانتها وقدسيتها الإبداعية،كحركة( الفن للفن) أو (الشعر للشعر)،وهكذا ظلت الشعرية -بمفهومها الجمالي الذي تصنعه الإنزياحات عن المعيار اللغوي- في مد وجزر حسب الحركات الأدبية والنقدية التي كانت تطالع بداية القرن العشرين من حين إلى حين. 6-الشعرية في الطرح الحداثي الغربي: عرفت الشعرية أو الشعريات اهتماما بالغا لا سيما من قبل النقاد الغربيين، مع الطفرة العلمية التي شهدها النقد الأدبي في ظل الدرس اللساني الذي يعود الفضل فيه إلى دروس (دي سوسير)F.DE SAUSSURE في اللسانيات العامة ،وأعمال الشكلانيين الروس وعلى رأسهم (جاكوبسون)JACOBSON، ثم العلوم التي اشتغلت على النص أو الخطاب،كالبنيوية والأسلوبيات وعلم الدلالة والسيميائيات،وكافة المناهج النسقية.إلا أن حقل الشعرية أو الشعريات لم ترس الآراء بشأنه على وجهة نظر واحدة فاصلة بين الغرب والشرق من جهة وبين النقاد الغربيين أنفسهم من جهة أخرى، فعلى مستوى الغربيين بما أنهم أصحاب سبق في مجال المصطلح والمناهج والعلوم الحديثة ،يكمن الخلاف في أن هناك شعريات وليست شعرية واحدة، بالنظر إلى التنوع الفلسفي الذي أثل لها خاصة التضاد الحاصل بين الفلسفة المثالية والفلسفة المادية، والفروقات الجوهرية الحاصلة بينهما ـ كما أسلفنا الذكر ـ وكذلك الخلط بين شعرية النص كجوهر جمالي وفني و إبداعي راق ،وبين الشعرية كقواعد وقوانين تأصل للكتابة النقدية ، أو بعبارة أخرى، التنظير للشعريات بعدها صفة للشعر لا ماهية. فذلك الاختلاف بين المنظرين الغربيين ،الذين كان لهم سبق أمثال : جاكوبسون و تودوروف T.TODOROV، جون كوهـن Jean Cohen و بول فاليري Valéry, Paul الذين سيأتي التطرق إلى رؤاهم بالتفصيل لاحقا . لقد عرف جاكبسون الشعريات"بكونها دراسة لسانية للوظيفة الشعرية في سياق الرسائل اللفظية عموما، وفي الشعر على وجه الخصوص،"([17])ذلك انطلاقا من أن كل رسالة تكون محمّلة بالوظيفة الشعرية وإن لم تكن هي المهيمنة، "هي يمكن أن توجد في أي شكل من أشكال التعبير اللفظي الأخرى، كما جعل أيضا تجلِّيات الشعرية في الخطاب النوعي لا تنحصر في الشعر فقط وإنما تمتد فوق سطح كل الفنون المتعالية كالرسم والموسيقى، والمسرح..إلخ"([18]) ولكي يكسر الدارسون"المعادلة القائمة بين التأويل والعلم، فأصبح التأويل المقدم مؤسَّس بمبادئ عليمة؛ لهذا اعتبر تودوروف الشعريات حدا فاصـلا للتوازي القائم على هذا النحو بين التأويل والعلم في حقل الدراسات الأدبية "([19]) فكل عمل تهيمن عليه الوظيفة الشعرية ؛ وتتجلى فيه أبنية الخطاب الفني ، يتضمن عند جاكبسون مجموعة " أدوات شعرية تكرارية منها الجناس والقافية والتصريع والسجع والتطريز والتقسيم، والمقابلة والتقطيع، والتصريع وعدد المقاطع أو التفاعل والنبر والتنغيم، ويمكن لبنية التوازي أن تستوعب الصور الشعرية بما فيها من تشبيهات، واستعارات، ورموز، ويمكن أن يتخطى حدود البيت أو المقطوعة لكي يستوعب القصيدة بأتمها حيث توازي مجموعة من الأبيات (أو مقطوعة) مجموعة أخرى ضمن القصيدة نفسها "([20]).بينما يلغي جون كوهـن Jean Cohen من المعادلة المتعلقة بماهية الشعريات كل العناصر ما عدا الشعر، حيث يقصي كل العناصر الثانوية التي تتلون بالوظيفة الشعرية بشكل باهت يطغى عليه لون الوظائف اللغوية الأخرى، ويُقصر بذلك مجال الشعريات على فن الشعر وحده فيعرفها باعتبارها "العلم الذي يكون موضوعـه الشعر أو علم الأسلوب الشعري" ([21])باعتبار الأسلوب هو انزياح عن المعيار.
غير أن " تزفتان تودوروف Tzvetan Todorov " يعرف الشعريات انطلاقا من دورها في حقل الدراسات الأدبية، لتفصل الجدل القائم بين التأويل الانطباعي، والعلم المبني على المعايير والأنظمة المضبوطة "فوضعت حدًّا للتوازي القائم على هذا النحو بين التأويل والعلم في حقل الدراسات الأدبية، وهي بخلاف تأويل الأعمال النوعية، لا تسعى إلى تسمية المعنى، بل إلى معرفة القوانين العامة التي تنظِّم ولادة كل عمل، ولكنها بخلاف هذه العلوم التي هي علم النفس وعلم الاجتماع… ، تبحث عن هذه القوانين داخـل الأدب ذاته. فالشعرية إذن مقاربة للأدب " مجردة " و " باطنية " في نفس الآن" ([22]). فهي حسبه دراسة منهجية للأدب عمادها عاملان هامان، هما :
-1 التجريـد : ويقوم حسبه على الصياغة والكشف الموضوعي لقوانين مجردة لأن العمل الأدبي ليس هو في حد ذاته "موضوع الشعرية، فما تستنطقه هو خصائص الخطاب النوعي الذي هو الخطاب الأدبي وكل عمل عندئذ لا يعتبر إلا تجليا لبنية محددة وعامة، ليس العمل إلا إنجازا من إنجازاتها الممكنة. ولكلّ ذلك فإن هذا العلم لا يعني الأدب الحقيقي بل الأدب الممكن، وبعبارة أخرى يعني تلك الخصائص المجردة التي تصنع فرادة الحدث الأدبي، أي الأدبية"([23]) .
-2 التوجيه الباطني : حيث لا تظهر هذه القوانين المجرّدة على سطح الخطاب الأدبي لكنها لا تغيب عن بنيته الداخلية الباطنية فهي التي تتحكم في صيرورة، ومسار الخطاب لتنقله من حالته العادية إلى " الخطاب النوعي "([24]) بتعبير تودوروف.
ومن خلال ما سبق يتبين جليا أن مفهوم الشعريات (Poetics) بوصفها عِلمًا يدرس الوظيفة الشعرية ،يعرف مدٍّ وجزر؛ فيمتدّ حتى يشمل كل الرسائل اللفظية وفي مقدمتها الرسائل الشعرية، ويتقلص عند البعض ليقتصر على الخطاب النوعي أي الشعر وحده، ويعتبر جاكبسون من وقف الشعريات على الشعر، كون الوظيفة الشعرية تبرز، وتهيمن في مثل هذه الرسائل المتعالية، إذ أَقرَّ بأن هذه الوظيفة "تتحقق في الشعر على وجه الخصوص([25]) ".
وينتهي رومان جاكبسون إلى أن هذا العلم هو جزء لا يتجزأ من الدراسات اللسانية، وعلى اللسانيات ألاّ تتخلى عنه، إذ من حق وواجب اللسانيات أن تتدخل في"توجيه دراسة الفن اللفظي في جميع مظاهره وامتداداته"([26]).
7- الشعرية في الطرح الحداثي العربي. أما رؤية النقاد العرب الحديثة لمفهوم الشعرية أو الشعريات ، فمنهم من يرى في الشعرية خلاصا لرؤاه من العبودية،ككمال أبو ديب عندما يقول: هي"الحلم الأسمى في عالم الإنسان وذاته,نزوعه الدائب إلى خلق بعد الممكن .. وهي قدرة عميقة قادرة على استبطان الإنسان والعالم والطبيعة، وآلهتها ،المجتمع وصراعاته،الحضارة وسموها ، وعظمتها ،الطبقات المسلوبة المستغلة و ملحمة صراعها،ضد طبقات .. تمسح وجودها بالقسر والقهر والقمع وكل ما في اللغة من قافات وقيافات .." ([27]). ومنهم من يرى فيها منفذا نحو الحداثة ،وكسرا لطابوهات القوالب المنمطة، وعقلية الخلافة أو السلطة المطلقة، وفرضا للتغيير باعتباره سنة الحياة ، ومن هؤلاء علي أحمد سعيد ( أدونيس) من خلال مؤلفه حول الشعرية([28]).حيث تدرج تاريخيا بدءا بالعصر الجاهلي وتداول الشعر مشافهة والتي عنون لها بشعرية الإطراب و الدفاع عن الهوية ، ثم أردفه بفصل عنونه بالشعرية والفضاء القرآني، ثم تلاه فصل الشعرية والفكر، وبعده شعرية الحداثة، إذ استعرض أدونيس فيه تطور الشعرية العربية وفق التغيرات التاربخية والاجتماعية والثقافية والسياسية العربية ، وقدكان حريصا على تسمية كل تغيير بكونه حداثة. أما رشيد يحياوي([29])فتناول في مؤلفه (الشعرية العربية) ،الأنواع الشعرية، وأنساقها وأغراضها، محاولا رسم صورة الشعرية عند العرب في النمط الشعري وعلاقاته الداخلية والخارجية، وتطوراتها فيقول :"الشعر كان أشهر أنماط الأدب العربي، على أنه لم يكن مبنيا على الارتباط بنظام الحكم رغم محاولات ترويضه على ذلك الارتباط، وعايش الشعر نمطا آخر هو الخطابة، وقد كانت الخطابة ذات صلة مباشرة بالدولة وأجهزتها، ولكن هذه الصلة لم تدم طويلا"([30]). ويتساءل جمال الدين بن الشيخ،"عن الكيفية التي يمكن بها تحليل الخطاب الشعري دون أن يتعرض إلى أي تكسير" حيث "القصيدة كلية لاتسعى للانسلاخ عن الواقع الذي أنتجها، بل هي تسعى إلى تجاوزه، ذلك أن علاقاتها مع الواقع لا تستنفد دلالاتها، إلا إذا نحن أنكرنا عن الخطاب الشعري، كل وظيفة مستقلة لبنياته الخاصة"([31]) وهو يريد من خلال دراسته أن يقارب بين تركيب الخطاب وبلاغة الأشكال ويلائم بينهما ،بغية إعادة تأليف الحركة التي تؤدي إلى إتمام دراسة الأثر الشعري، أو كما يقول … وقد وسم الباحث نور الدين السد مؤلفا له بعنوان: الشعرية العربية،وقد كانت رؤيته للشعرية هي ذاتها رؤيته للشعر ،حيث تناول من خلاله تطور القصيدة العربية من النشأة حتى العصر العباسي الأول ،مع ما واكبها من نقد تقويمي وتنظيري ،آخذا بعين الاعتبار البعدين المكاني والزماني، وهو يفصح عن غايته من المؤلف ،فيقول :"وغاية هذا الكتاب هي التعريف بخصائص الشعرية العربية القديمة كما هي في تنظيرها وممارسة إنتاجها ،ومن هذا المنطلق كانت الرغبة في تحديد مفهوم القصيدة العربية وبنائها، ورصد تطور المكونات البنيوية،والوظيفة للخطاب الشعري من عهد التأسيس إلى العهد العباسي الأول الذي شهدت فيه الشعرية العربية أرقى درجات تألقها وقمة تطورها."([32]) وبذلك نكتشف أن الرؤية العربية لمفهوم الشعرية فيه من التضارب ما يجعل الدارس أو المتلقي العربي يقف في مفترق طرق ،غير مفرق بين مفاهيم ثلاثة هي: الشعر ،الشعرية والشاعرية، وهل الشعرية هي نفسها الأدبية؟ لعل آخر التدخلات في هذا الشأن تجيب عن هذه التساؤلات… حيث يرى رابح بوحوش:" أن (الشعريات) جزء لا يتجزأ من اللسانيات ،وهي العلم الشامل الذي يبحث في البنيات اللسانية ،وهو التعريف الذي أتى به القاموس الألسني (جون دي بوا) لكلمة POETIQUE ،وقد ألمح إلى أن الاهتمام بها بدأ مع "جاكبسون" ونظرية اللسانية التواصلية التي اهتدى فيها إلى مفهوم "الرسالة" وما يمكن أن تولده من دلالات كالوظيفة الشعرية التي تكون فيها الرسالة غاية في ذاتها، لأنها العمل الفني المعني بالدراسة، والشعريات (POETICS) مفهوم حاول اللسانيون والنقاد العرب نقله إلى العربية، فاختلفوا ولم يتفقوا على تسمية واحدة،من ذلك أن بعضهم سماه " الإنشائية " أو "الأدبية" والبعض الآخر سماه "الشعرية "وهناك من أطلق عليه مصطلح "الشاعرية" فمزقت هذه الاختلافات جوانب العلم ، وأضاعت الغاية المرجوة ، فاختلف القراء في كنهه، وأعرض عنه المبتدئون."([33]) ثم يضيف تعريفه الخاص قائلا:" أما نحن فننظر إلى مصطلح (POETICS) على أنه مفهوم لساني حديث، يتكون من ثلاث وحدات : (POEIM)وهي وحدة معجمية "Lexeme"تعني في اللاتينية" الشعر" أو القصيدة، واللاحقة (IC ) وهي وحدة مرفولوجية (Morpheme) تدل على النسبة، وتشير إلى الجانب العلمي لهذا الحقل المعرفي، و اللاحقة (S) الدالة على الجمع، هذا المستوى من مستويات التفكيك، وجمعها يعطي "علوم الشعر"، ولما كان الذوق العربي قد تعامل مع هذا الضرب من المصطلحات، واطمأن إلى أسلوب نقل أصحابها واستأنس إليه، فإننا نقترح انطلاقا من هذه المبررات تسمية (POETICS ) "بالشعريات" خـــدمة للقارئ العربي،والثقافة اللسانية والنقدية "([34]). كما أن المتفحص في شعرية تودوروف،يتوصل إلى أنها "بحث في القوانين الداخلية للخطابات الأدبية قصد استخلاص القوانين ، أو المقولات التي تؤسسها، وليست النصوص، في ذلك إلا أدوات خاصة ، قصد الوصول إلى الأدوات العامة التي تكون مضمرة ، في بنية الخطاب الأدبي، فشعرية تودوروف ليست شعرية تجريبية ، إنما هي شعرية تجريدية ، ومن ثم فهي لا تهتم بشعرية الكتاب أو المدارس (أو التيارات) الأدبية" ([35]).-8 مختصر القول في الشعرية. ومن هذا المنطلق وكمختصر للقول يبدو أن الشعرية أو الشعريات ـ مادامت الشعريات مجرد جمع لمصطلح الشعريةـ "كعلم للشعر"تهتم بمواصفات الخطاب الفني وماهيته وتسهم في البحث والتأصيل للكتابة النقدية التي تحوم حوله. إذ إن اللغة الأدبية أو اللغة الشعرية، قديما وحديثا ،هي تلك اللغة التجاوزية، التي تخترق المعيار و"تختلف عن اللغة القياسية ،لأنها تنزاح بطبيعتها عن معيارية اللغة ،لأن هدف اللغة الأدبية هو إثارة انفعال لا تقرير وقائع، فهي لغة استشرافية بطبيعتها لأنها لا تعرف اختزال المعنى، إنها توسع وتضيق في ذات الوقت التفاوت بين الرمز والفكرة ، بين العلامة والمكتوب ،والمكتوب والمعنى المحدد "([36]). ومن ثم فإن الشعرية على مستوى السماع تعني الإطراب وشدة الوقع على القلب وإثارة المشاعر،أما على مستوى اللغة ،فهي التمرد على المعيار،والانحراف عن القاعدة،واللعب بحرية على وتر الدلالة،والتملص بمرونة من قبضة مقاصد الألفاظ المتواضع عليها. ومن هنا كان "الشكل في الشعرية القديمة، هو المصدر الأول لإحداث الوقع الجمالي عند المتلقي الانفعالي، وبواسطته يتم إدخاله إلى عالم النص، وبعده يتوارى الكل في مرحلة ما من التلقي،حيث يبقى موجها خفيا ، لتحقيق المتعة الجمالية، أو ما يسميه السيوطي:"الدغدغة النفسية"وهي عبارة عن شهوة داخلية ،شبه البعض سريانها في الجسم بنشوة الخمرة" ([37])يحدثها البعد التأثيري للكلام،ذلك أن "الكلام على ضربين كما شرح (بالي)تلميذ (دي سوسير)،كلام عادي،وكلام فني غير عادي ، أوكلام نفعي وكلام أدبي،والكلام الأدبي هو اضطراب في استعمال اللغة وخروج عن النسيج المألوف في الخطاب ،والكلام الفني الأدبي يقوم على أبعاد ثلاثة هي: بعد تعبيري وبعد دلالي، وبعد تأثيري…"([38]). · محمد مصابيح- ماجستير النقد الأدبي الحديث-جامعة جيلالي ليابس سيدي بلعباس.البريد الإلكتروني:[1] رجاء عيد ،لغة الشعر ،دار المعارف ، القاهرة ،1985 ، ص5.
[2] -ينظر:رابح بوحوش،الشعريات وتحليل الخطاب،الموقف الأدبي،عدد 414،أكتوبر 2005،دمشق.
[3] ينظر: إحسان عباس، فن الشعر، (دن)، بيروت 1959 ،ص210.
* الخال:هو النكتة السوداء في البدن-أنظر :المنجد في اللغة،فصل الخاء،باب الأرض ما عليها.
[5] - ينظر :شكري عزيز الماضي،في نظرية الأدب ،ص39.
[6] -المبارك بن محمد الجزري،النهاية في غريب الأثر،تح:طاهر أحمد الزاوي ومحمد محمود الطانجي،المكتبة العلمية، بيروت،1979،ج3ص173.
[7] - ينظر :شكري عزيز الماضي ،في نظرية الأدب،ص 41.
[8] ينظر:أبو علي أحمد بن محمد المرزوقي،شرح ديوان الحماسة،مطبعة لجنة التأليف للترجمة والنشر،ط1،القاهرة،1951 1ج/7ص.
[9] مصطفى خضر،من مفهوم الشعر إلى مفهوم الشعرية، جريدة الأسبوع الأدبي، ع689،ديسمبر1999.دمشق.
[10] - محمد لطفي اليوسفي،الشعر والشعرية(الفلاسفة والمفكرون العرب)،الدار البيضاء 1992 المغرب، ص 64.
[11] - طراد الكبيسي، في الشعرية العربية ،قراءة جديدة في نظرية قديمة،اتحاد الكتاب العرب،دمشق 2004 ،ص9. على الموقع:www.awu-dam.org
[12] ينظر: جابر عصفور،مفهوم الشعر –دراسة في التراث العربي،دار التنوير،ط2،بيروت،1982،ص9.
[13]ينظر: المرجع نفسه،ص244.
[14] ينظر: الفت كمال الروبي،نظرية الشعر عند الفلاسفة المسلمين،من المكندي حتى ابن رشد،دار لتنوير،بيروت،1983،ص7،8.
[15] - ينظر: المرجع نفسه،ص270.
[16] ينظر: مصطفى خضر، مرجع سابق0
[17] رومان جاكبسون، قضايا الشعرية،ترجمة محمد الولي ومبارك حنون،دار توبقال،المغرب،1988،ص78.
[18] المصدر نفسه،ص28.
[19] تزفتان تودوروف، الشعرية، ترجمة شكري المبخوت ورجاء بن سلامة،دار توبقال ،1990،ص23.
[20] رومان جاكبسون، قضايا الشعرية،ص70.
[21] جون كوهن، بنية اللغة الشعرية،ترجمة محمد الولي ومحمد العمري،دار توبقال،المغرب،ط1،1986،ص7،15
[22] تزفتان تودوروف، الشعرية،ص23.
[23] المرجع نفسه،والصفحة نفسها0
[24] المرجع نفسه،الصفحة نفسها.
[25] رومان جاكبسون، قضايا الشعرية، الصفحة 09.
[26] -رومان جاكوبسون، قضايا الشعرية،ص60.
[27] - كمال أبو ديب ،في الشعرية ،مؤسسة الأبحاث،1987.بيروت ،ص143.
[28] - أدونيس ، الشعرية العربية، دار الآداب ،1985،بيروت.
[29] -رشيد يحياوي ،الشعرية العربية ، إفريقيا الشرق ، 1995 ، الدار البيضاء المغرب.
[30] - المرجع نفسه ،ص129.
[31] - جمال الدين بن الشيخ ، الشعرية العربية ،تر مبارك حنون وآخرون ،دار توبقال ،1996،الدار البيضاء المغرب، ص 6 .
[32] - نور الدين السد ،الشعرية العربية ،ديوان المطبوعات الجامعية، 1995، الجزائر، الغلاف.
[34] - رابح بوحوش، المرجع نفسه،الصفحة نفسها.
[35] - عثماني ميلود ،شعرية تودوروف، م عيون المقالات ،(دت ) الدار البيضاء ص 64.
[36] -عبد الله إبراهيم ،التفكيك الأصول والمقولات ، دار إفريقيا الشرق،1989،المغرب ص75.
1- حميد سمير ، النص وتفاعل المتلقي في الخطاب الأدبي، م إ ك ع،2005،دمشق ص72.على الموقع:www.awu-dam.org
[38] - منقور عبد الجليل، السيميائية والنص الأدبي،مقال ،دفاتر المركز،منشورات(CRASC)ع7 –2004وهران ص9.