الخطاب لغة:خطب: الـخَطْبُ: الشَّأْنُ أَو الأَمْرُ، صَغُر أَو عَظُم؛ وقـيل: هو سَبَبُ الأمر. يقال: ما خَطْبُك؟ أَي ما أَمْرُكَ؟ وتقول: هذا خَطْبٌ جلـيلٌ، وخَطْبٌ يَسير. والـخَطْبُ: الأَمر الذي تَقَعَ فـيه الـمخاطَبة، والشأْنُ والـحالُ؛ ومنه قولهم: جَلَّ الـخَطْبُ أَي عَظُم الأَمرُ والشأْن. وفـي حديث عمر، وقد أَفْطَروا فـي يومِ غيمٍ من رمضان،

فقال: الـخَطْبُ يَسِيرٌ. وفـي التنزيل العزيز: قال فما خَطْبُكُم أَيُّها الـمُرْسلون وجمعه خُطُوبٌ؛ فأَما قول الأَخطل:

كَلَـمْعِ أَيْدِي مَثَاكِيلٍ مُسَلَّبةٍ، يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَناتِ الدَّهْرِ والـخُطُبِ 

إِنما أَراد الـخُطوبَ، فحذفَ تَـخفـيفاً، وقد يكونُ من باب رَهْنٍ ورُهُنٍ.([1])كما عرفه صاحب القاموس المحيط كالآتي:الخَطْبُ: الشأنُ، والأَمْرُ صَغُرَ أو عظُمَ، ج: خُطُوبٌ. وخَطَبَ الخاطِبُ على المِنْبَرِ خَطَابَةً، بالفتحِ، وخُطْبَةً، بالضمِ، وذلك الكلامُ: خُطْبَةٌ أيضاً، أو هي الكلامُ المَنْثُورُ المُسَجَّعُ ونحوهُ. ورجلٌ خطيبٌ: حَسَنُ الخُطْبَة،([2]). 2- الخطاب اصطلاحا:       كل ملفوظ يندرج تحت نظام اللغة وقوانينها فهو نص ،وإذا ما خرج ليندرج تحت السياقات الاجتماعية سمي خطابا ،فالخطاب إذن يضطلع بمهمة توصيل رسالة، ومن ثم فهو مغمور في الأيديولوجيا،ومبالغ في خرق النظام بحثا عن المرجع،هكذا تنظر يمنى العيد إلى الخطاب.وانطلاقا من قولها هذا نصدر حكما مقتضاه أن النص الأدبي هو خطاب ، وليس سوى خطابا.ومن ثم فإن"النص الأدبي في أبسط مظاهره(كلام )ولأنه كذلك ،وجدت العلوم المهتمة بالأفراد طريقها إليه،..والنص الأدبي يبدعه فرد منغرس في الجماعة ،ويتجه به إلى مجموع القراء،لذلك تناوله علم الاجتماع بالدرس،وهكذا إلى آخر العلوم الإنسانية علما علما، لكل منها طريقا تسلكه ،إلى الظاهرة الأدبية فتمتحن مناهجها عليها "([3]) .       حيث ينطلق صاحب النص من كون النص الأدبي مظهرا كلاميا احتوته علوم اللسان من منطلق أنه سلوك لفظي،يومي يتصف بطابع الفوضى،والتحرر ويشكل مصدرا للغة ،لكونه نتاجا فرديا صادرا عن وعي وإرادة ،واختيار حرّ من قبل الناطق ،الذي يستخدم أنساقا للتعبير عن فكره الشخصي ،مستعينا في إبراز ذلك ،بآليات نفسية وفيزيائية ([4])،ولم يقتصر دور اللسانيات وحدها على النص الأدبي،بل تنازعتهعلوم متعددة ،كعلم النفس، وعلم الاجتماع،لكون النص الأدبي ابتدعه فرد منغرس في الجماعة،وله عمق ورؤيا،تختفي وراء نسقه المرئي الذي هوحظ اللسانيات ،والغرض من إبداع النص ليس سوى التوجه به إلى مجموع القراء…       وبذلك تكتمل الحلقة التواصلية مشكلة من باث ومتلق ،ورسالة مشحونة ببلاغ،بالإضافة إلى الشفرة المتعارف عليها لفك الرموز  البانية للخطاب، ذلك لأن "الخطاب لا يتم إلا بين شخصين فما فوق،لأن الكلام لا يتم إلا به،وأن التواصل لا يتحقق إلا بوجوده ،وقد أشار القاضي عبد الجبار إلى أن المخاطبة مفاعلة ،ولا تستعمل إلا بين نفسين يصح لكل واحدمنهما أن يخاطب ابتداء،ويجيب صاحبه عن خطابه"([5]) ولذلك يمكن القول :إن للخطاب جذور في اللسانيات ،لكونه يستمد وجوده من ثنائية اللغة والكلام التي قال  بها دو سوسير في محاضراته الشهيرة،وللخطاب كذلك جذور في الأسلوبيات ،سواء من واجهتها القديمة التي تعنى بالبلاغة إلى جانب قواعد اللغة،أو من واجهتها الحداثية التي راعت النظام الصوتي والتركيب المورفولوجي ،والبناء الدلالي،أي الملفوظ الذي يراه اللسانيون نصا، ويراه النقاد خطابا ،سلوكه لغوي تظهر فيه جدلية الصراع بين الدوال والمدلولات.        أما الخطاب في البحث النقدي ،فهو فعل النطق،أو فعالية تقوّل ،تصوغ في النظام ما يريد المتحدث قوله"الخطاب"إذن كتلة نطقية لها طابع الفوضى وحرارة النفس،ورغبة النطق بشيء ،ليس هو تماما الجملة ،ولاهو تماما النص ،بل هو فعل يريد أن يقول "([6]) ومن خلال ما سبق تبيانه ، يمكن القول بأن العلوم المجاورة والمساعدة ،التي اتخذت من النص الأدبي موضوعا لها ،ترى إلى الخطاب رؤى مختلفة ،فحقل اللسانيات يرى أن"الكلام " يولد خارج النظام ،وضد المؤسسة،لأنه يتميز بطابع فوضوي تحرري،وهو الفضاء الذي تنشأ  فيه الصياغة اللغوية ،وهذه اللغة الجديدة ،لها أن تكون "رسالة "أو بنية أو "نصا " أو"خطابا" فكلها أصلها الكلام.3- مفهوم النص لغة:         إن المفهوم اللغوي لكلمة( نص) في لسان العرب في مادة: نصص: النَّصُّ: رفْعُك الشيء. نَصَّ الـحديث يَنُصُّه نصّاً: رَفَعَه. وكل ما أُظْهِرَ، فقد نُصَّ. وقال عمرو بن دينار: ما رأَيت رجلاً أَنَصَّ للـحديث من الزُّهْرِي أَي أَرْفَعَ له وأَسْنَدَ. يقال: نَصَّ الـحديث إِلـى فلان أَي رفَعَه، وكذلك نَصَصْتُه إِلـيه. ونَصَّت الظبـيةُ جِيدَها: رَفَعَتْه.وَوُضِعَ علـى الـمِنَصَّةِ أَي علـى غاية الفَضِيحة والشهرة والظهور. والـمِنَصّةُ: ما تُظْهَرُ علـيه العروسُ لتُرَى، ونَصَّ الـمتاعَ نصّاً: جعلَ بعضه علـى بعض. ([7]) 4- مفهوم النص اصطلاحا:        أما معناه في معجم (المحيط) يطلق على الكلام المفهوم من الكتاب والسنة ، والنص يعني في (معجم المصطلحات في اللغة والأدب) لمجدي وهبة وكامل المهندس:الكلمات المطبوعة أو المخطوطة التي يتألف منها الأثر الأدبي.       أما في اللغات الأجنبية فالنص(TEXT) مشتق من الفعل  TEXTEREفي اللاتينية،والذي يعني الحياكة ، والنسيج،في حين أن  تعريفه في قاموس LAROUSSE (الفرنسي) (النص) هو مجمل المصطلحات الخاصة التي نقرؤها عن كاتب، وتعريفه في قاموس (ROBERT) الفرنسي (النص) مجموعة من الكلمات والجمل التي تشكل مكتوبا أو منطوقا.       والنص بتعريف قاموس الألسنية( لاروس) هو المجموعة الواحدة من الملفوظات (ENONCES) أي الجمل المنفذة،حين تكون خاضعة للتحليل،تسمى (نصا )فالنص عينة من السلوك الألسني،وإن هذه العينة يمكن أن تكون مكتوبة أو منطوقة.([8])       وقد أورد محمد عزام([9]) أن العالم الألسني (هيلمسليف) HJELMSLEV.L  يستعمل مصطلح النص بمعنى واسع جدا،فهو يطلقه على أي ملفوظ أي كلام منفذ ،قديما كان أو حديثا،مكتوبا أو محكيا،طويلا أو قصيرا،فإن عبارة ستوب (stop) أي قف ،هي في نظره نصا،كما أن جماع المادة اللغوية لرواية بكاملها، هي أيضا نص،وقد نرى أن هذه التعاريف المعجمية البسيطة لا تفي بالغرض،ولا بد من كشف جل التعريفات  التي تناولت النص والنص الأدبي خصوصا،لدى باحثين مختلفين في المنهج والتوجه، حيث تتعدد الرؤى حول النص من حقـل علمي إلى آخر ،ضمن العلوم المجاورة والمتعالقة مع الأدب، ونظرا لذلك يرى محمد عزام ضرورة مقاربة هــذه التعريفات،من أجل بناء تعريف شامل،يكون أقرب مايكون للدقة والموضوعية.       فكلمة نص (TEXTE) عند رولان بارث ROLAND BARTH:"تعني النسيج ولكن بينما اعتبر هذا النسيج دائما إلى الآن على أنه نتاج وستار جاهز يكمن خلفه المعنى (الحقيقة) ويختفي بهذا القدر أو ذاك ،فإننا الآن نشدد داخل النسيج على الفكرة التوليدية التي ترى إلى النص يصنع ذاته ويعمل ما في ذاته عبر تشابك دائم: تنفك الذات وسط هذا النسيج، ضائعة فيه ،كأنها عنكبوت تذوب هي ذاتها في الإفرازات المشيدة لنسيجها ،ولو أحببنا استحداث الألفاظ ، لأمكننا تعريف نظرية النص بأنها علم نسيج العنكبوت "([10]) ثم يقول في موضع آخر "أحب النص لأنه بالنسبة إلي هو هذا الفضاء اللغوي النادر الذي يغيب فيه كل شجار (بمعنى الشجار بين الأزواج) وتغيب فيه كل مماحكة لفظية ،وليس النص أبدا "حوارا" ليس فيه شيء من مخاطر المراوغة والعدوان والمساومة وليس فيه تنافس للهجات الفردية(Idiolects) إنه يؤسس في حضن العلاقة البشرية … "([11]).9- بين النص والخطابيرى سعيد يقطين أن العلاقة قائمة بين النص والخطاب ،وأنها متعددة الأوجه انطلاقا من الرأي الذي يرى أنهما (الخطاب والنص)واحد، أي هما وجهان لعملة واحدة،تسمى النص كما تسمى الخطاب،وهناك من يرى أن النص أعم من الخطاب،وهو أقرب إلى المنطق ،وهناك من يرى عكس ذلك ،ومن الأسس التي بنى عليها سعيد يقطين نظرته للنص والخطاب:       أ – انطلاقه من (الشعرية) باعتبارها نظرية عامة للخطاب الأدبي،مع أنه يحصر عمله في السرديات،بصفتها فرعا من تلك النظرية.           ب – تشبعه بالروح البنيوية،كما تجلت في الأدبيات الغربية،وتعامله مع إنجازاتها،كونها  تمثيلا لحقبة جديدة من التفكير و التنظير،رغم كون رواد البنيوية كانوالا يفرقون بين النص والخطاب،إلا بعد السبعينيات.       ج – لجوءه في مؤلفه (تحليل الخطاب وانفتاح النص)إلى ربط الخطاب بالمظهر "النحوي" والنص بالمظهر "الدلالي"، وقد جاء ذلك من قناعة،أن التحليل لا يمكنه التوقف عند حدود الوصف(الخطاب)وأن يتعداه إلى التفسير(النص) وكان انفتاح النص عاملا مساعدا له للتوصل إلى التفاعل النصي(التناص).([12])يختلف الخطاب(DISCOURS) عن النص (TEXTE) حيث يعتبر الخطاب رسالة تواصلية إبلاغية متعدد المعاني يصدر عن باث (المخاطب) موجه إلى متلق معين عبر سياق محدد،وهو يفترض من متلقيه أن يكون سامعا له لحظة إنتاجه،ولا يتجاوز سامعه إلى غيره ،يتميز بالشفوية ويدرس ضمن لسانيات الخطاب، إلا أن النص هو تلك الرسالة أو التتابع الجملي الذي يهدف إلى عرض تواصلي، ولكنه يوجه إلى متلق غائب، ويثبت بالكتابة ،كما يتميز بالديمومة،ولهذا تتعدد قراءات النص،وتتجدد بتعدد قرائه،ووجهات النظر فيه،ووفق المناهج النقدية التي يقرأ بها ،ويعنى بوصف العلاقات الداخلية والخارجية لأبنية النص بكل مستوياتها علم النص (النصية)،وتشرح المظاهر التواصلية،واستخدامات اللغة وتحليلها في علوم مختلفة ،من هذا المنطلق نجد علوما مختلفة،ومتعددة تتضافر لتكون (علم النص) كالألسنية والأسلوبية والسيميائيات والنحو ([13]) .       وقد أورد صلاح فضل  مقولة بول ريكورP.RICOEUR"لنطلق كلمة نص على كل خطاب،تم تثبيته بواسطة الكتابة وأن هذا التثبيت،أمر مؤسس للنص ذاته ومقوم له،وعلى هذا فمفهوم النص ينطوي على أن الرسالة المكتوبة،مركبة مثل العلامة،فهي تضم من جهة مجموعة الدوال بحدودها المادية من حروف متسلسلة في كلمات وجمل متتاليات، ومن جهة ثانية تضم المدلول بمستوياته المختلفة،ويمكن أن نخلص من ذلك إلى أن مفهوم النص له توران كبيران،أحدهما : استاتيكي(ثابت) والآخر ديناميكي(متحرك) وبوسع التحليل تتبع هاتين الظاهرتين،على أن التصورات النصية لا تقوم كلها في مستوى واحد،بل هناك درجات عديدة للتناص، يمكن أن يقودنا إليها التحليل النصي "([14])       أما تودوروف فعنده النص يمكن أن يلتقي مع الجملة ،مثلما يلتقي مع كتاب بأكمله فهو (النص) يتحدد بواسطة استقلاليته وانغلاقه(على الرغم من أن بعض النصوص ليست منغلقة ) ويشكل النص نسقا لا ينبغي مطابقته مع النسق اللسني ويمكن وضعه في علاقته معه وبألفاظ هيلمسليفية، إن النص نظام إيحائي،لأنه ثان إزاء نظام آخر للدلالة ([15])تعتبر نظرية التواصل الخطاب ،رسالة بين مرسل ومتلق،تنجز بوسائل داخل سياق محدد في المكان والزمان ،قصد التبادل والتبليغ والتأثير.وبالتالي فالخطاب هو تلك "الصياغة لفكرة مقصودة، في تتابع لغوي وفق ما تقتضيه القواعد اللغوية،للغة معينة،ومن الضروري هنا ضبط الصحة ، والسلامة في التأليف اللغوي، لأن سوء التأليف قد يؤدي إلى الاضطراب في العملية الإبلاغية، ليتم بعد ذلك إرسال (الخطاب) في الهواء إلى المتلقي،إذا كانت الرسالة منطوقة،(أو) تدون في المدونة الكتابية"([16])ولهذا يمكن القول إنه قبل أن يكون الخطاب ،كان النص ،ذلك النسيج اللغوي الذي يحمل بين طياته دلالة ما .       وليس النص ذلك الغياب الذي يختفي بين الألفاظ الماثلة فقط ،بل هو" تميمة ، وهذه التميمة ترغب في القارئ،ويخطب النص وده ،عن طريق ترتيب كامل لشاشات غير مرئية ،وعن طريق مماحكات انتقائية ،تتصل بالمفردات وبالمراجع وبقابلية القراءة  والآخر ، المؤلف يضيع دائما وسط النص (لا وراءه على شاكلة إله من آلهة آلية من الآليات)لقد مات المؤلف، من حيث هو مؤسسة:اختفى شخصه المدني ،والغرامي والسيري،ولما جرد من كل ما لديه،فإنه لم يعد يمارس على مؤلفه تلك الأبوية الرائعة التي تكفل كل من تاريخ الأدب والتعليم بإقرار سردها وتجديده: بيد أني أرغب في المؤلف  على نحو ما داخل النص:إني بحاجة إلى صورتة"([17])وإن كان النص مجرد تميمةمجهول ذلك الذي خطّها،وعرف فقط من علقها ،لعله وحده من ينتفع بأسرارها،فتلك التميمة لاموضع لها.        ذلك لأن"النص لا مكان له ،إن لم يكن ذلك من جهة استهلاكه فعلى الأقل من جهة إنتاجه،فما هو بلهجة ،ولا بمنتوج خيال ،والنسق فيه منغمر ومنفك (هذا الانغمار وهذا الانفكاك هو توليد الدلالة)إن النص يستمد بما له من خاصية لامكانية غريبة ويوصلها إلى القارئ ،فهو في الوقت نفسه مقصي وهادئ"([18]) هكذا هو تصوربارث للنص بعد أن يتّمه،وهو في غاية التأثر والسكر حتى الثمالة بنظرية(موت الإله)للفيلسوف الألماني (نيتشه).يرى عبد الفتاح كيليطو إن "كلاما ما لا يصير نصا إلا داخل ثقافة معينة، فعملية تحديد النص ينبغي أن تحترم وجهة نظر المنتمين إلى ثقافة خاصة،لأن الكلام الذي تعتبره ثقافة ما نصا،قد لا يعتبر كذلك من طرف ثقافة أخرى،بل هذا ما يحدث في الغالب وفي هذا الإطار أشار بعض السيميائيين إلى أنه من جهة نظر ثقافة معينة تظهر الثقافات الأخرى كخليط من الظواهر العشوائية التي تتواجد دون رابط يجمع شتاتها،ويجعل منها نظاما موحدا ومتلاحم الأجزاء "([19]).          أما (جوليا كريستيفا ) فترى أن النص " جهاز عبر لساني،يعيد توزيع نظام اللسان LANGUE عن طريق ربطه بالكلام PAROLE التواصلي، راميا بذلك إلى الإخبار المباشر، مع مختلف أنماط الملفوظات السابقة والمعاصرة"([20]).                               و يقول صلاح فضل :" النص عند جوليا كريستيفا،هو جهاز عبر لغوي، يعيد توزيع نظام اللغة ،ذلك بكشف العلاقة  بين الكلمات التواصلية ، مشيرا إلى بيانات مباشرة، تربطها أنماط مختلفة من الأقوال السابقة عليها والمتزامنة معها" ([21])ثم يعقب " والنص بذلك يعتبر عملية إنتاجية تعني أمرين:        أ- علاقة النص باللغة التي يتموقع فيها إذ تصبح من قبيل  إعادة التوزيع ،عن طريق التفكيك ، وإعادة البناء مما يجعله صالحا لأن يعالج بمقولات منطقية ،ورياضية .      ب – يمثل النص عملية استبدال من نصوص أخرى ، أي عملية تناص،ففي فضاء النص تتقاطع أقوال عديدة، مأخوذة من نصوص أخرى مما يجعل بعضها يقوم بتحييد البعض الآخر،ونقضه "([22]) وبالتالي انهاء مهمته.        ويعتبر النص أيقونة متعددة الدلالات،لكونه يمثل نقولا متضمنة،وإشارات ، وأصداء للغات أخرى، وثقافات متعددة، وهو بذلك لا يجيب عن الحقيقة ،وإنما يتبدد إزاءها([23]).        أما اللساني فان ديك (Van Dijck) فقدم نظرية في النص الأدبي، متجاوزا الحد السكوني الذي تقف عنده الشعريات ،والسرديات ،في مقاربة دينامية للنص محددا إياه بأنه كل ما تجاوز الجملة ،وقد اعتبره إنتاجا لعملية إنتاجية،وأساسا لأفعال وعمليات تلق،واستعمال داخل نظام التواصل والتفاعل،وهذه العملية التواصلية الأدبية، تقع في عدة سياقات ،تداولية ومعرفية وسوسيوثقافية وتاريخية، وفي كتابه (النص والسياق) يوضح (فان ديك) الفرق بين النص والخطاب،من خلال إقامة نحو عام للنص،يأخذ بعين الاعتبار كل الأبعاد البنيوية،والسياقية والثقافية،ومنطلقه في ذلك هو أن اللسانيين اعتبروا الجملة أعلى وحدة قابلة للوصف اللساني،معتبرا أن الملفوظات لأن يعاد بناؤها،في وحدة واحدة، هي (النص) الذي يعد وحدة  مجردة، لا تتجسد إلا من خلال الخطاب، كفعالية تواصلية،وفي إطار هذه العلاقة،يتم الربط بين النص كإعادة بناء نظري مجرد وبين سياقه التداولي ([24]).        أما (هاليداي ورقية حسن) فعرفا النص على أساس أنه وحدة لغوية في طور الاستعمال وأنه ليس وحدة نحوية ،مثل الجملة، فقد يكون كلمة أو جملة ،أو عملا أدبيا ،وبتعبير أعمق (النص وحدة دلالية) إنه وحدة معنى لا وحدة شكل ،والمعنى والدلالة بعد أساسي في النظرية الوظيفية،التي يعتبر (هاليداي (أحد أبرز ممثليها([25]) ومن أساسيات النص التي استنبطها صلاح فضل من( نظرية النص لدى رولان بارث)النقاط التالية([26])       1-النص ليس مجرد شيء يمكن تمييزه خارجيا ،وإنما هو إنتاج متقاطع يخترق عملا أو عدة أعمال أدبية.        2-النص قوة متحركة تتجاوز جميع الأجناس والمراتب،المتعارف عليها لتصبح واقعا نقيضا يقاوم الجهد ،وقواعد المعقول والمفهوم.       3- النص يمارس التأجيل الدائم،واختلاف الدلالة، فهو تأخير دائب مبيت ،مثل اللغة لكنه ليس متمركزا ولا معلقا، إنه لا نهائي ، لا يحيل إلى فكرة معصومة.      4-إن النص وهو يتكون من نقول متضمنة،وإشارات وأصداء للغات أخرى،وثقافات عديدة، تكتمل فيه خارطة التعدد الدلالي،وهو لا يجيب عن الحقيقة وإنما يتبدد إزاءها.     5 - إن وضع المؤلف يتمثل في مجرد الاحتكاك بالنص،فهو لا يحيل إلى مبدأ النص،ولا إلى نهايته، بل إلى غيبة الأب ، مما يمسح مفهوم الانتماء.     6- النص مفتوح يتجه إلى القارئ،في عملية مشاركة ، وليست عملية استهلاك،هذه المشاركة تتضمن قطيعة بين البنية والقراءة،وإنما تعني اندماجها،في عملية دلالية واحدة، لأن ممارسة القراءة إسهام في التأليف.      7- يتصل النص بنوع من اللذة الشبقية،المشاكلة للجنس ، فهو إذا واقعة غزلية.    ثم بين أن هذه المبادئ،تعد لونا من التطبيق المبكر لمفاهيم التفكيكية،وجماليات القراءة،وتفتح آفاقا حركية متجاوزة لفكرة النص، بالتركيز على ديناميته،ومن خلال ما تبين فالنص عند كل من بارث وجوليا كريستيفاJ.KRISTEVA ،هو عملية تجسيد لنظام اللغة ولذلك فقد تركزت جهود البنيويين، في الكشف عن القواعد التنظيمية للبنية اللسانية للأدب،لاعتقادهم بأن اللغة تنتج المعنى وليست حاملة له فقط.8-             النص وجود مبهم لا يتحقق إلا بالقارئ،ومصيره معلق عليه.9-              النص توليد سياقي ينشأ عن عمليات اقتباس من المستودع اللغوي ،لتأسيس قوة خاصة بداخله تميزه. 10- النص عند البنيويين.كان الاعتقاد السائد قبل البنيوية،أن النص يقوم على المقومات التالية:أ‌-                    الانغلاق:بحيث تكون له بداية ونهاية،ومنغلق على ذاته.ب‌-                  الأحادية: أي له دلالة محددة،والقارئ المثالي هو من يمسك  بها وقد أرهقت  النظريات نفسها في تحديد هذه الدلالة.ت‌-                 سلطة الكاتب: الكاتب هو صاحب النص،وله السلطة العليا عليه،ودور القارئ هو الاهتداء إلى تلك الدلالة،التي تكمن في وعي أو لا وعي الكاتب.ومن خلال ذلك يتوصل سعيد يقطين إلى أن كلا من الكاتب والنص كان متعاليا على القارئ،وكان لهما سلطة ، مما يحتم على القارئ أن ينطلق باحثا عن قصدية المؤلف ،انطلاقا من شخصيته،أومن بيئته أو تاريخه وسيرته،وكان ذلك مبررا لتطويق الأدب بعلم النفس وعلم الاجتماع.ولكن يرى البنيويون إلى النص باعتباره بنية كبرى لنظام لساني معين، يستدعي سنن معين لجعله موضع تواصل، أي رسالة موجهة من مرسل إلى متلق(خطاب) ,ترى نظرية علم القراءة، أن ذلك المتلقي لا يقتصر دوره على استهلاك تلك الرسالة وحسب ، بل عليه أن يسهم في إعادة تشكيلها،وشحنها بمفاهيم هي غائبة أصلا من ركح النص، وذلك من منطلق أن النص في نظرية التلقي  مشمول بمجال واسع من العلاقات السياقية.       ذلك إن "النص بنية متضمنة للنظام اللساني، وهذا النمط قائم على التشفير،أي النص يتحول بذلك إلى شفرة CODE   ،تستدعي القيام بجهد نظري،وإجرائي لوضع تلك الشفرة موضع التواصل،وذلك من خلال التمكن من وسائل التحليل اللساني المعاصرة،وهذا هو الملمح الذي تتصف به القراءة البنيوية ،التي تصوغ المعنى من خلال بنية مخبوءة في النص"([27]).        العمل الأدبي أو الخطاب ليس مجرد متوالية من الفقرات أو الجمل، بل يتضمن تنظيما داخليا ،يحيله إلى مستوى متراتب أفقيا ومبنين في جملته ،يحتوي على دلالات غير قابلة للتجزئة، مثل أن يكون رواية،أو قصة أو قصيدة،وكل ما يجعل منه أنه يمثل وظيفة ثقافية محددة، وينقل دلالتها كاملة غير ناقصة،والقارئ يعرف كل من هذه النصوص بمجموعة من الخصائص… ومن سمات النص تلك للتي شغلت البنيويين،ومن بعدهم وهي  علاقة النص بالكتابة ،وارتباطهما بمصطلح الخطاب ،حيث يصبح من هذا المنظور حالة وسطية قائمة بين اللغة والكلام،وهذه السمة ذات أهمية في العملية الإنتاجية للنصوص،وإعادة انتاجها.([28])       والمنهج البنيوي يقطع النص عن مؤلفه أو مبدعه وسياقه الاجتماعي أو التاريخي  حيث صار بعض المختصين يطلقون على الفكرة (موت المؤلف أو الكاتب)وهو طرح ينحي عن النص ميزات صاحبه،وبالتالي ينحّي عن مؤلفه صفة الإبداع،والعبقرية والشاعرية ويحوله إلى مجرد مستخدم للغة([29])،التي ورثها كما ورثها غيره،وبالتالي فالنص لا خصوصية له ،فهو منفتح على جميع التأويلات ،التي يشارك بها المتلقي .       ويرى سعيد يقطين ،إلى النص باعتباره بنية دلالية،تنتجها ذات فردية، أو جماعية، ضمن بنية نصية منتجة، وفي إطار بنيات ثقافية واجتماعية محددة.فيثني  محمد عزام على هذا المفهوم بمجموعة من الآراء والرؤى مفادها أن النص -حسب سعيد يقطين- مكون من عناصر ثلاثة هي ([30])1-             كونه عنصرا بنيويا،فهو يتضمن أربع بنيات (بنية دلالية) تستوعب دالا ومدلولا،و(بنية صرفية ونحوية) وما تتصف به من تعالقات فيما بينها و(بنية نصية) هي جماع بنيات داخلية ،صرفية /نحوية يتم إنتاج النص ضمنها،تقوم على أساس التفاعل الذي يأخذ طابع البناء أو الهدم،و(وبنية ثقافية اجتماعية) ينتج النص  في إطارها.2-             وعنصر (الإنتاجية) ناجم عن علاقات تفاعلية بين البنيات المذكورة،بوصفها         ليست معزولة عن بعضها ،وبإمكانها أن تنتج ذاتها في إطار علاقاتها مع         الموضوع الذي توجد فيه،ونتيجة تضافر العنصرين البنيوي والإنتاجي، يتأسس          انفتاح النص،ويتداخل مع نصوص أخرى، وانتاج النص يكون مزدوجا من           قبل الكاتب والقارئ.ومن خلال ما سبق يمكن تحديد مكونات النص في ثلاث:       أ – البناء النصي( النص بنية دلالية تنتجها ذات).      ب – التفاعل النصي(ضمن بنية نصية منتجة) .      ج- البناء السوسيونصي (في إطار بنيات ثقافية معينة).        فقد نظرت البنيوية برؤية مغايرة للنص الأدبي ، لدى الشكلانيين الروس ،بحيث أعادته إلى أصله اللساني، فركزت اهتمامها عليه من الداخل،وانطلقت تقييماتها للنص من أسلوب التعبير فيه،وقد صممت البنيوية لذلك النهج سمات مميزة لإخراجه من التقليد الذي كان فيه، إذ جعلته منفتحا بعد أن كان حكرا على مؤلفه،وصيرته عملية إنتاجية يتم التركيز فيها على الدال عوض الاعتماد على المدلول.وقد أدى ذلك الانفتاح،إلى تعدد دلالاته،وقراءاته ،التي أتاحت إنتاجه من جديد ،ولم يعد مستهلكا كما كان في السابق قبل البنيوية،ومن ثم فإن تعدد القراءات وتعدد دلالاته ،وانفتاحه على غيره ترتب عليه تداخلات نصية أو ما يسمى بـ (التناص) ، ذلك التفاعل الدلالي والثقافي([31]) وهذا يدل على أن "النص الحداثي هو نص الفكر والمعرفة المعقدة والثقافة المتعددة الروافد"([32]) أو كما يقول عنه إدوارد سعيد :"النص مظنة لكتلة متراصة من الموضوعات الماضيات ،التي يحاول النقد قنوطا تذييل نفسه بها في الزمن الحاضر، النص مرتبط ارتباطا ديالكتيكيا بالزمن، والحواس  "([33])   لذا نجد (رولان بارث) يميز بين العمل الأدبي والنص،حيث يرى أن العمل الأدبي هو ما يمكن وضعه على رفوف المكتبة ، وتستطيع اليد أن تمسكه به، أما النص فتمسكه اللغة ودليل العمل الأدبي متنه ،بينما دليل النص فهو مفتوح،على آفاق عديدة.وكذلك (ريفاتير)REFFATERE يستبعد أن تكون هناك علاقات بين النص ومبدعه،وبالواقع،وذلك من أجل إظهار (علاقات)النص وحدها ،وأنساقه ، وعلاقته بالقارئ وردة فعله إزاء النص،ومن هذا المنطلق يقول هذا الأخير بتقسيم النص إلى وحداته الأسلوبية، التي هي مجموعة الكلمات والجمل المترابطة، ترابطا غير توزيعي، وهو يستبعد الاتجاه النقدي الأسلوبي الذي يعتمد تواتر الكلمات ليجعل منها مفاتيحالنص الجديد، كما يرى أن عملية التواصل الأدبي تقتضي النص والقارئ فقط ، مستبعدا من ذلك دور الباث،والمرجع والسنن،والصلة .       والتحليل البنيوي -عند ريفاتير- هو وحده الكفيل باكتشاف ورصد الظاهرة الأدبية في النص، وذلك من منطلق كونه يرتكز على النص بمفرده،مراعيا علاقاته الداخلية البينية للكلمات وعلاقة ذلك كله بالقارئ ،([34])ويرى أن مفهوم (النص الأدبي) يتوقف على مشكل (الأدبية) ،وأنه لا أدبية خارج نطاق النص ، ولهذا فهو يبحث عن الأدبية في النص الأدبي، ويرى أنها علم قائم على تعميم الظواهر المستخرجة من النصوص .11- النص عند السيميائيين.          لعل الجهود الكبرى التي أوليت لخدمة النص،وتعميق البحث في ماهيته،هي تلك التي  بذلها السيميائيون،من منطلق أن " السيميائيات تعرف بأنها علم يختص بمدارسة السنن طورا،وبمدارسة جميع الأنساق الدالة طورا آخر،...(كما) حددت السيميائيات التحليلية SEMANALYSE كما بسطتها جوليا كريستيفا J. KRISTEVA علم النص وعلاقته بإنتاج المعنى،متجاوزة الإجراءات الشكلانيةللأنساق السيميائية ،لتهتم بدراسة الممارسات الدالة "([35]) السيميائية قرنت النص بمصطلح (التناص) أو التداخل النصي،أي النص مجموعة من النصوص المتداخلة،أو " فسيفساء من الاقتباسات "عند كريستيفا.       أما جاك ديريدا فيرى النص نسيجا من التداخلات ،وهو لعبة منفتحة ومنغلقة في آن واحد،وأن النصوص لا تملك أبا واحدا ،ولا جذرا واحدا،إنما (النص) نسق من الجذور،وهو يؤدي في النهاية إلى محو مفهوم الجذر والنسق،ثم إن الانتماء التاريخي لنص من النصوص ،لا يكون أبدا في خط مستقيم ،فالنص دائما من منظور ديريدا التفكيكي ،له عدة أعمار متشعبة حسب الجذور التي أسهمت في تكوينه([36])أمابيير زيما فيقيّم سوسولوجيا النص، التي ترى النص ذا طابع مزدوج فهو بالإضافة إلى كونه بنية مستقلة فهو كذلك بنية تواصلية، أي أنه دليل  SIGNE مركب من العملالمادي،الذي له قيمة الرمز الحسي، وهو (موضوع جمالي) متجذر في الوعي.والمظهران الاستقلالي والتواصلي متضافران،ولا يمكن عزل أحدهما عن الآخر،ومنهفإن النص فوق كونه (مجسدا )في نظام من القيم ،فإنه يعبر عن معايير اجتماعية، ويستنتج من ذلك أن العالم الاجتماعي،بمثابة جماع لغات اجتماعية استوعبتوحولت بواسطة النص الأدبي،([37]) ويعتبر  (بيير زيما)أن( السيميولوجيا) هي التي بإمكانها أن تتيح نقل مفاهيم السرديات الشكلية إلى سوسيولوجيا الأدب ،ولذا فإن على سوسيولوجيا النص الأدبي أن تستفيد من (السيميولوجيا) التي توفر لها الأساس (الدلالي)الذي لا يمكن أن يتوفر بين البنية السردية ،والبنية الاجتماعية، إلا إذاتدخلت السيميائيات،([38])  لذا نجد (بول ريكور) يرى أن النص هو كل خطاب مثبت بواسطة الكتابة، وعن طريق المظهر الكتابي،يختلف النص عن الكلام،باعتبار أن الكتابة مؤسسة لاحقة للكلام،أريد لها أن تثبته،بواسطة الخط،وعليه تجد أنها ذات علاقة مباشرة بالقراءة.       قراءة النص ذلك النظام الإيحائي،تحيل إيحائيته،على "عالمه الدلالي ،وأشيائه التي عبر عنها ببنى لغوية تتفحصها السيميولوجيا،تنظر إلى النص من حيث خصوصيته الإنتاجية لا كمنسوج، لكن كدليل منفتح ومتعدد، الدلالات، والعلم الذي يدرس النص وفق هذه المميزات ،يأخذ اسم التحليل السيميولوجي  SEMANALYSE وهو ينطلق من اللسانيات ،باعتبار النص ينتج من خلال اللغة،ثم يتجاوزها إلى توليد النسج اللساني،وتوليد (الأنا) التي تتموضع لتقديم التدليل ،وهذه العملية تسميها (كريستيفا)النص المكون(GENO -TEXTE)"([39])     أما السيميولوجي الإيطالي (أمبرتو إيكو)،فيركز اهتمامه على الخصائص الصوتية، في النص الأدبي،والعلاقات الاستبدالية،القائمة على محور التركيب والدلالات الإشارية   والإيمائية،وعلى الفضاء الأيديولوجي،وذلك ما يعطي التحليل طابعا حركيا،يفرض إجراءات تكشف (التناصات) التداخلات النصية.([40])وتعود أهم التعريفات التي حامت حول النص إلى جماعة (تل كل)TEL QUELوخاصة (جوليا كريستيفا،وفيليب سولرز)الذين أعطوا للنص ثلاثة مستويات:   1- طبقة سطحية للنص (الكتابة بألفاظها وجملها ومقاطعها).  2-  طبقة وسطى :الجسد المادي للنص المؤلف من نصوص متقاطعة فيما بينها ،داخل النص المجمل(التناص)والذي يمثله (سولرز)بالكوميديا الإلهية لدانتي،وقد أسماه(اختراقية الكتابة).  3- الطبقة العميقة :فهي تعبر عن انفتاح اللغة ،بحيث النص المكتوب هو نص لانهائي، مشكل من متتالية تكمن دلالاتها في علاقاتها ببعضها ،والقاريء مرغم لأن يصبح طرفا فيها.([41])إلا أن "هناك حقيقة معينة تحكم وتؤسس كل ما هو ملفوظ،وهي أن اللغة دائما علم ،والخطاب دائما معرفة بالنسبة لمن يتلفظ بالكلام أو ينصت له داخل حلقة القول – السماع، وتستمد منه هدفها وقصديتها، فإنها تحدد موضوعها (النص)ككلام ،أي بدوره كإرادة قول الحقيقة"([42]).       أما السيميائيات التواصلية ،فترى للخطاب مكونات وعلاقات بأشكال أخرى هي: أ ـ حقل الخطاب : العلاقة بين النص و الموضوع.       ب ـ نوع الخطاب : العلاقة بين (المخاطب و المتلقي) اللغة المكتوبة والمنطوقة.       ج ـ فحوى الخطاب : العلاقة بين المخاطب والمتلقي في مقامات التفاعل الاجتماعي .و أخيرا البحث النقدي فيرى أن الخطاب يتشكل انطلاقا من مرجعية، فالشعر ينجب خطابا شعريا، والسرد ينجب خطابا سرديا وهكذا.([43])    النص والسياق الأدبي.       بعد طول عهد من التشبث بنسقية النص،وعزله عن مراجعه ،يقول رولان بارث في  كتابه (لذة النص)الذي يعكس مرحلة من المراحل النقدية المتنوعة التي تلون عبرها طوال مساره النقدي:"بعضهم يريد نصا (فنا ،لوحة)لا ظل له ،مقطوع الصلة ب(الأيديولوجيا) السائدة ،ولكن ذلك يعني أنهم يريدون نصا لا خصوصية فيه ولا إنتاجية، نصا عقيما… إن النص في حاجة إلى ظله، وهذا الظل هو قليل من الأيديولوجيا،قليل من الذات… لا بد للانحراف أن ينتج مفعول تعارضه الخاص.ضوء /ظلمة "([44]). مهما نُسّق النص،إلا أن علاقته بسياقه لا تندثر.       ومن ثم فقد "أضحى التساؤل عما يعبر عنه النص ضرب من الجهد العقيم     (في ضوء المناهج النسقية)،لأن النص في إيحائيته لا بد وأن يساءل عن الكيفية التي يعبر بها ،فيحدث الأثر المشاهد في عملية التلقي،مادامت المضامين مرتبطة بالحيز الذي تحتله المؤلفات"([45]).ذلك لأن النص هو ذلك الوجود المبهم الذي لا يمكنه أن يتحقق إلا بوجود القارئ،الذي يعد رقما مهما في معادلة النظرية التواصلية،إذ بدونه تتوقف حياة النص،من منطلق أن هذا الأخير وجد فقط ليقرأ،وبالقراءة يحيا ويستمر في الوجود .       ولكن هل يحيا برموزه وإشاراته أم بمضمونه وإيحاءاته ؟        فمادام النص يُبقي أثرا في نفس القارئ، وذلك الأثر لا بد أن يكون مشهدا حسيا، فهذا دليل جازم بأن النص نص ببعده السياقي ،لا النسقي،كما أن انفتاحيته وتعدده وإيحائيته اللامتناهية،وتداخلاته وتقاطعاته،كلها من قبيل سياقه لا نسقه.   إن السياق للنص هو السماء للنجم ـ كما يرى محمد عزام ـ إذ كما أنه لاوجود للنجم خارج سمائه،فكذلك ليس للنص وجود خارج سياقه ،وكما أن قيمة النجم هي في ما نراه فيه ، وما نسبغه عليه ،حتى وإن كان النجم قد احترق من آلاف السنين،فإن معناه ووجوده يظلان قائمين في نظر كل منا ، من خلال ذلك النور المنبعث من السماء، فكذلك الحال مع النص بكونه لا يحمل معناه وقيمته كجوهر ثابت فيه ، ولكن  القارئ هو الذي يمنحه وجوده كنص .([46])     ويمكن أن نسلم بفكرة أن القارئ هو من يمنح النص وجوده، ذلك لأن" النص مكون من نقول متضمنة إشارات،وأصداء للغات وثقافات متعددة،تكتمل فيه خارطة التعدد الدلالي،وهو لا يجيب عن الحقيقة،وإنما يتبدد إزاءها،والنص المفتوح يتجه إلى القارئ في عملية مشاركة،وليست مجرد استهلاك، حيث أن هذه المشاركة لا تتضمن قطيعة بين البنية والقراء ،وإنما تعني اندماجها في عملية دلالية واحدة لأن ممارسة القراءة إسهام في التأليف"([47])وهنا يبرز مجال التأويل وتعدد القراءات.     والنص الأدبي ليس سوى خطابا،منفتح الأفق " يخترق وجه العلم والأيديولوجيا والسياسة،ويتنطع لمواجهتها،وفتحها وإعادة صهرها،ومن حيث هو خطاب متعدد، ومتعدد اللسان أحيانا،ومتعدد الأصوات غالبا(من خلال تعدد أنماط الملفوظات التي يقوم بمفصلتها)يقوم النص باستحضار (Presentifie)كتابة (Graphique) مأخوذة في نقطة معينة من لاتناهيها، أي كنقطة من التاريخ الحاضر حيث يلج هذا البعداللامتناهي"([48])فالنص الأدبي يتموقع في نقطة تقاطع العديد من النزعات التي تتجاذبهحيث تراه النزعة السسيولوجية،مرآة للواقع الإجتماعي،وخزان لآمال وآلام الشعوبوترى النزعة الجمالية، أن ذلك إجحاف في حــق النص، وما وجد ليكون خادما للسوسيولوجيا، ولكن ليعبر عن الجمال والفن،وكل الأبعاد الروحية في الإنسان .       ناهيك عن اللسانيات التي تنظر إلى النص بكونه ذلك الأديم المسطح ،الذي لاينبغي أن تتعدى حدوده العلامية ،خلال قراءته. إذ " إن النص ليس مجموعة من الملفوظات النحوية و اللانحوية ،إنه كل ما ينصاع للقراءة عبر خاصية الجمع بين مختلف طبقات الدلالية الحاضرة، داخل اللسان ،والعاملة على تحريك ذاكرته التاريخية، هذا يعني أنه ممارسة مركبة ،يلزم الإمساك بحروفها،عبر نظرية للفعل الدال الخصوصي الذي يمارس لعبته داخلها بواسطة اللسان" ([49])       ويقول صلاح فضل في هذا الصدد:"عندما نتحدث عن نص فإننا نحيل على أفق خاص له حدود معينة وتتجلى في هذا الفضاء مجموعة من الدلالات التي يسمح بها النص وهي دلالات يتعين على القراءات النقدية تحديد مكوناتها، وكشفها وتفسيرها بمنظور أسلوبي،أو بنيوي أو سيميولوجي،حيث تمثل شبكة من التقنيات الفنية المحددة بالاستعارات،والرموز وأشكال التكرار والتوازي والإيقاع والتصوير،والشفرات السردية ،مما يتميز به النص الأدبي عن النصوص اللغوية الأخرى،ويدعو قارئه إلى أن يتبين فيه دلالات مفتوحة،غير أحادية منسجمة مع شكل الخطاب،ومرتبطة في الآن ذاته بطبيعته الشعرية"([50])  .         فالنص وإن أرادت المناهج النسقية أن تجلي جماليته وتبين حلته ورونقه،ومدى قدرة المتكلم على الخلق الدلالي فيه ،من خلال نسجه لعلاقات خارقة بين العلامات الدلالية، وتوسيع مجال الدلالة وفق ما أتاحته أساليب التواصل البشري، إلا أنه(النص) أو (اللفظ المركب المفيد بالوضع) كما يسميه ابن آجروم الصنهاجي([51])لابد له من محمول ثقافي أو سياسي أو اجتماعي ،إذ أن " النص ليس تلك اللغة التواصلية،التي يقننها النحو،فهو لا يكتفي بتصوير الواقع والدلالة عليه،فحيثما يكون النص دالا فإنه يشارك في تحريك وتحويل الواقع الذي يمسك به في لحظة انغلاقه، بعبارة أخرى لا يجمع  النص شتات واقع ثابت أو يوهم به دائما،وإنما يبني المسرح المتنقل لحركته التي يساهم هو فيها،ويكون محمولا وصفة لها"([52])ما هو النص ؟يقول الدكتور محمد عزام:   1- النص مدونة كلامية .   2- النص حدث يقع في زمان ومكان معينين.   3-النص يهدف إلى توصيل معلومات ومعارف،ونقل تجارب إلى المتلقي.   4- النص مغلق وتوالدي:مغلق بفعل انغلاق سمته الكتابية الأيقونية، التي لها بداية ونهاية،وتوالدي لأن الحدث اللغوي ليس منبثقا من عدم ،وإنما هو متوالد من أحداث تاريخية ولغوية،ونفسانية حيث تتناسل منه أحداث لغوية أخرى لاحقة له"([53]).  5- النص عند عبد الله الغذامي كيان عملت السياقية على تغييبه،عن وعي أو عن غير وعي،بدلالته العائمة،وهو لا يتشكل -حسبه- إلا "من خلال حضوره كدال باعتبار حضور المدلول فيه عائد إلى إمكانية قرائية غيابية مؤسسة من القارئ بناء على أعراف الجنس الأدبي ،وسياقات دلالتها الكبرى وهي دلالات أسمى مستوى ودلالات النص الصريحة،وتتعانق كإمكانية ضمنية يحيل بها النص،وهي في رحمه لا يمل من حملها"([54])ما هو النص الأدبي؟        1-" النص الأدبي طبقة معقدة وعجيبة، فهو ممارسة لغوية في إطار اجتماعي تاريخي محدد ،ومن ثم فإنه لا يمكن معاملة /فهم النص على أساس أنه عالم لغوي ذري مغلق كما تريد البنيوية… النص الأدبي هو ممارسة إنتاجية /إبداعية للغة تمت وفققوانين خاصة أدبيا واجتماعيا وتاريخيا،ولذلك فهو يتمتع باستقلال نسبي"([55]).         2- النص الأدبي عند كريستيفا"خطاب يخترق خاليا وجه العلم والأيديولوجيا،والسياسية،ويتنطع لمواجهتها وفتحها وإعادة صهرها،من حيث هو خطاب متعدد،ومتعدد اللسان أحيانا ومتعدد الأصوات غالبا،من خلال تعدد أنماط الملفوظات التي تقوم بمفصلتها،يقوم النص باستحضار كتابة،ذلك البلور الذي هو محل الدلالية المأخوذة في نقطة معينة من لا تناهيها… يتميز النص عن الأثر الأدبي الذي أقره تأويل انطباعي وفينومينولوجي… إن النص ليس مجموعة من الملفوظات النحوية أو اللانحوية، إنه كل ما ينصاع للقراءة، عبر خاصية الجمع بين مختلف طبقات الدلاليةالحاضرة هنا داخل اللسان، والعاملة على تحريك ذاكرته التاريخية.."([56]).3      -إن كلمة أدب في النص الأدبي توحي بعالم من  أشياء وشخصيات وأحداث خيالية،ومن ناحية ثانية يحيل على الوظيفة الشعرية كما حددها جاكوبسون، النص الأدبي يتميز بتقييم للإمكانيات اللغوية ،بحيث أن وظائف الكلام الأخرى تكاد تنمحي،لتترك المجال لنظام من العلاقات الدقيقة بين عناصر النص ،علاقات تتجلى مثلا في الوزن والقافية،والجناس والطباق،وبتمعن في التعريفين ،نكتشف  أن الأول يخض الرواية،والمسرحية ،بينما التعريف الثاني فيختص بالشعر بالدرجة الأولى.([57]) 4      -  النص الأدبي" مشحون بكثافة إيحائية  لايمكن حصر تعدد أبعادها ،واختزالها في بعد واحد، ومن ثم الزج بها في نسق منغلق على ذاته،قد يفقد النص انفتاحه الدلالي   ويفرغه في شحنته الإيحائية،ويجرده من كثافته الترميزية ،فيأتي عاريا كجدران القبر خاليا من حرارة الدفء والتوهج"([58]).          ويرى حسين الواد أن "النص الأدبي في أبسط مظاهره كلام ،ولأنه كذلك وجدت علوم اللسان إليه سبيلا،والنص إبداع فردي، ولأنه كذلك وجدت العلوم المهتمة بالأفراد طريقها إليه،والنص الأدبي ينتجه فرد منغرس في الجماعة ،ويتجه به إلى جموع القراء،لذلك تناوله علم الاجتماع بالدرس،وهكذا إلى آخر العلوم الإنسانية"([59]). 5      - النص الأدبي تتحكم فيه عوامل (الغياب)وتطغى على عناصره، ولا حضور إلا لعاملين فقط هما القارئ، والنص، و"هذان العاملان في رأي ريفاتير،يشركان في صناعة الأدبية،فالنص ينتصب أمام القارئ بحضور معلّق ،والمطلوب من القارئ هو أن يوجد العناصر الغائبة عن النص لكي يحقق بها للنص وجودا طبيعيا ،أو قيمة مفهومة،والنص يعتمد على هذه الفعالية ،وبدونها يضيع (…) والصلة بين الغياب والحضور هي صلة حياة ووجود في النص، الكلمات تتضمن غياب الأشياء كما أن الرغبات تمثل غياب المرغوب فيه"([60]) .  *- محمد مصابيح- ماجستير في النقد الأدبي الحديث-جامعة جيلالي ليابس سيدي بلعباس-الجزائر.   البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. 

[1] - أبو الفضل ابن منظور،لسان العرب،دار صادر للطباعة والنشر،بيروت،1965، مادة  خطب.

[2] -الفيروز أبادي، القاموس المحيط مادة :خطب.

[3] - حسين واد ،في مناهج الدراسة الأدبية، دار سراس للنشر، تونس 1985، ص 37.

[4] -ينظر : رابح بوحوش، الأسلوبيات وتحليل الخطاب،مختبر جامعة عنابة ،2006،الجزائر ص 71.

[5] - أحمد يوسف ،سيميائيات التواصل وفعالية الحوار،م مخبر السيميائيات جامعة وهران،2004 الجزائر،ص 22.

[6] - رابح بوحوش، المرجع السابق،ص 85.

[7] - ابن منظور ،لسان العرب،مادة،نصص.

[8] - J.Dubois,et all,Dictionnaire de Linguistiques,ed.Larousse,  Paris- 1972   P 486. FRANCE

[9]- ينظر : محمد عزام ، النص الغائب،منشورات اتحاد الكتاب العرب،2001،دمشق ص15.www.awu-dam.org

[10] - رولان بارث،لذة النص، تر،فؤاد صفا والحسين سبحان ،دار توبقال ط1 1988 الدار البيضاء ،ص 62.

[11] -المرجع نفسه ،ص 24.

[12] - ينظر : سعيد يقطين، النص والنص المترابط ، المركز الثقافي العربي،المغرب –لبنان،2005 ص 116.

[13] -ينظر : محمد عزام،النص الغائب،ص49.

[14] - صلاح فضل ، مناهج النقد المعاصر، دار إفريقيا الشرق، 2002 ،المغرب /بيروت ص133.

[15] -ينظر:عثماني ميلود ،شعرية تودوروف، ص56.

[16] - عبد الحليم بن عيسى،الاتصال اللغوي بين الدقة والغموض،مقال،مجلة اللغة والاتصال،جامعة وهران العدد1، أكتوبر 2005 ،ص23.

[17] - المرجع نفسه،ص 33.

[18] -المرجع نفسه،ص 35.

[19] - عبد الفتاح كيليطو،النص والأدب،مقال أورده عبد السلام المسدي،قضية البنيوية،دار الجنوب للنشر،1995 ص 150.

[20] - جوليا كريستيفا ،علم النص ،تر فريد الزاهي وعبد الجليل ناظم، دار توبقال،ط2 1997 المغرب ص22.

[21] - صلاح فضل ،مناهج النقد المعاصر،ص 127.

[22] - المرجع نفسه، ص128.

[23] - ينظر : المرجع نفسه ،ص 129.

[24] - ينظر محمد عزام ،تحليل الخطاب في ضوء المناهج النقدية الحديثة، م إ ك ع ،2003،دمشق ،ص188 .www.awu-dam.org

[25] - ينظر:المرجع نفسه،ص 177،نقلا عن :هاليداي ورقية حسن، الانسجام في اللغة الإنجليزية،1976.

[26] - ينظر : صلاح فضل ،مناهج النقد المعاصر،ص129.

[27] - المرجع السابق،ص 127.

[28] - ينظر صلاح فضل ،مناهج النقد المعاصر،ص 132.

[29] - ينظر: صالح بلعيد، نظرية النظم ،دار هومة، 2004،الجزائر ،ص164.

[30] - ينظر : محمد عزام ، تحليل الخطاب في ضوء المناهج النقدية الحديثة، ص193.

[31] - ينظر سعيد يقطين ، النص والنص المترابط،  ص120.

[32] - قادة عقاق ، دلالة المدينة، منشورات اتحاد الكتاب العرب،دمشق ،2001 ص8.

[33] - إدوارد سعيد ،العالم والنص والناقد، تر:عبد الكريم محفوظ،منشورات اتحاد الكتاب العرب ،2000،دمشق ص 64. www.awu-dam.org.

[34] - ينظر ، محمد عزام ، النص الغائب، منشورات ا تحاد الكتاب العرب ،2001،دمشق ص 20.على الموقع:www.awu-dam.org.

[35] - أحمد يوسف،سيميائية التواصل وفعالية الحوار،م مختبر السيميائيات لجامعة وهران،2004 الجزائر ص16.

[36] -ينظر :سارة كوفمان وروجيه لابورت،مدخل إلى فلسفة دريدا.تر: إدريس كثير وعز الدين الخطابي،الدار البيضاء ،1991،ص83.

[37] - ينظر: د محمد عزام ،النص الغائب، ص 23.

[38] - ينظر : محمد عزام ، تحليل الخطاب في ضوء المناهج النقدية الحديثة ،ص192.

[39] - ينظر :المرجع نفسه، ص191.

[40] - ينظر : محمد عزام ،النص الغائب، ص23.

[41] - ينظر : المرجع نفسه ، ص 24.

[42] - جوليا كريستيفا ، علم النص، تر :فريد الزاهي،دار توبقال ،1997، المغرب ص 44 ، .

[43] -ينظر :جوليا كريستيفا،علم النص،ص90-91 .

[44] - رولان بارث ، لذة النص، ص 37.
[45] - حبيب مونسي ،القراءة والحداثة بمقاربة الكائن والممكن في القراءة العربية،إتحاد الكتاب العرب،

 دمشق.2000 ، ص322، www.awu-dam.org

[46] - ينظر : محمد عزام ، تحليل الخطاب في ضوء المناهج النقدية الحديثة، ص130

[47] - صلاح فضل ،مناهج النقد المعاصر،ص 129.

[48]- جوليا كريستيفا،علم النص، ص 13-14.

[49] - المرجع نفسه ،ص 14.

[50] - صلاح فضل،مناهج النقد المعاصر، ص 191.

[51] - محمد بن صالح العثيمين،شرح الآجرومية، مكتبة نور الهدى،السعودية،(دت) ص10.

[52] - جوليا كريستيفا ،م،س ،ص 9.

[53] - محمد عزام ، النص الغائب، ص 15.

[54] - عبد الله الغذامي،تشريح النص، دار الطليعة ،ط1،1987،بيروت ص37.

[55] -إبراهيم علي ، المجال الأدبي والمجال الأيديولوجي ،مقال دفاتر المركز،منشورات (CRASC) ع7 -2004 وهران ،الجزائر.ص52.

[56] - جوليا كريستيفا، م،س،ص 14.

[57] - ينظر: عبد السلام المسدي ،قضية البنيوية، دار الجنوب -تونس ،1995، ص 152

[58] -عبد العزيز بن عرفة،الإبداع الشعري وتجربة التخوم ،الدار التونسية،تونس ،1988 ،ص17

[59] - حسين الواد ،في مناهج الدراسة الأدبية، درا سراس ، تونس ،1985، ،ص 37

[60] - محمد عزام ، تحليل الخطاب في ضوء المناهج النقدية الحديثة، ص 130-131

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية