تعلمنا النظرية السيميائية - مع مدرسة باريس - أنّ هناك متسع للاستزادة الدائمة من مختلف المباحث العلمية ، و بالخصوص تلك التي عرفت مناهجها و مفاهيمها قبولا و اعترافا بين الأوساط العلمية ، إن بدقة مناهجها أو حداثة رؤاها ؛ فالإطار المفهوميّ اللّسانيّ سواء السويسريّ و اليامسليفيّ و الياكوبسونيّ ، و مرفلوجيابروب ، و بنيوية ليفي ستراوس ،
و النماذج المنطقية و الرياضية المختلفة - كالمربع السميائيّ و مجمــوعة 4كلين - تمثل الشاهد و الدليل البيّن على الأفق النظريّ السيميائيّ المفتوح الذي يصبو في برنامجـــه إلى (( إنشاء نظريّة للدلالة - و ليس فقط ( نظرية ) تواصليّة قصديّة ،إنّها نظريّة تتكفل بالألسن و كذلك بكل اللّغات)).(1) و حتى يتسنّى تمييز هذا البرنامج عن غيره من الاتجاهات السيميائية الأخـــرى* و البحوث الدلاليّة المتعددة ، جاءت التسمية " مدرسة باريس " كعلامة لسانيّة يحيل مدلولها إلى العمل النظريّ القاعديّ لغريماس : " الدلاليّات البنيويّة " الذي أحدث أثرا كبيرا بين أوساط اللّسانيين(2) ، و كذلك الفلاسفة ، و الذي تبنته مجموعة من الباحثين من كل أنحاء العالم انطلاقا من رؤية نظرية جديدة للدلالة ، ذلك أن مقصد النظرية السيميائيّة (( بوصفها نظرية للدلالة تهتم بتوضيح - في شكل بناء مفهوميّ - شروط القبض على إنتاج المعنى)) (2) متبعة التقليد السويسيريّ و اليامسليفيّ المبنيّ على مبدإ الاختلاف ، والتركيب الثنائي للعلامة، ثمّ إن ما يميّز هذا الاتجاه السيميائي نوعيّة المتن المستهدف الذي لم ينحصـر في الخطابات اللّفظيّة ، و إنما امتدّ ليشمل كل الوقائع الدالة التي تنتجها الممارسة الإنسانية ؛ يقــولكورتاس (( إنّ ميادين التطبيق السيميائيّ[...] تشمل كل النشاطات الإنسانية ( وحتى الحيوانيّة و النباتيّة ! ) )) (1) و أغلب الثقافات ، وهذا ما دفع بالبحث السيميائي إلى الاستعانة بالمباحث التي شهدت نتائجها اعترافا بين الأوساط العلمية. ولعلّ وجود المفاهيم اللّسانيّة الخاصة ، سواء المستعارة من مباحث لسانية أو غير لسانيّة كمفهوم : العامل ، و القيمة ، و الموضوع و الكفاءة ، و الأداء و الصيغة و التلفظ ، و الأيقونيّـــة ، و السنن ، و البنية إلخ، دليل بيّن على انفتاح المشروع السيميائي، هذا بالإضافة إلى المفاهيم السيميائية المبتدعة(2) كالتشاكل ، و المحور الدلاليّ ، و السيمات ، و البنية الأوليّة للدّلالة. ومن اللازم كذلك الإشارة إلى أن وجود هذا المشروع السيميائي وبروزه، إنما يرجع إلى إسهامات مجموعة من الباحثين السيميائيين و على رأسهم :غريماس ( A .J. Gremas ) " المنظر الأوّل لهذه المدرسة و جوزيف كورتاس ( J. Courtés ) و كوكي ( (J. C. Coquet ، و ميشال أريفي (M. Arrivé) ، و كالام ( C .Calame ( و شابرول ( ( C. Chabrol ، و دولورم ( J. Delorme (، و جينينا سكا (C. Geninasca) ، و لندوفسكي ( E Landowski ) وغيرهم.
و في سياق الحديث عن مدرسة باريس السيميائيّة ، من اللازم الإشارة إلى ذلك البعد الفاصل بين ما كانت عليه البدايات السيميائيّة مع غريماس خلال الستينات ، و حال المشروع السيميائيّ اليوم ؛ ذلك أن هذا المسار السيميائيّ لا يزال في حالة تحوّل مستمر ، و يبدو من الصعب حصر قائمة الحوادث التي ميّزته و حوّلت مساره ، كما يبدو تحديد الاكتشافات التي أغنت مفاهيمه و منهجياته وإحصائها أمرا مضنيا، فسبيل المعرفة السيميائية بالخصوص دائم التحوّل، منذغريماس (3) واستكشافاته التي أثرت المسار السيميائي وأكسبته هذا الوجود الواسع اليوم في فضاء البحث الدلالي؛ فكم كان يبدو الاهتمام بمسألة التلفظ ، ، و الرغبات ، و حالات النفس والأيقونيّة من الموضوعات المستعصية و ذلك لإحالتها إلى خارج الملفوظ أ و بمساسها بمبدأ المحايثـة و الموضوعيّة في البحث ، لكنها ما لبثت أن تحولت إلى موضوعات رئيسة في التحليل السيميائيّ اليوم مع "فونتانيل" و " جينينا سكا" و "كورتاس " و غيرهم ؛ والسّبب مردّه إلى كون هذه التحوّلات تتحكم فيها إرادة معرفة جامحة (vouloir savoir) لها من الكفاءة (المفهوميّة) اللازمة التي تؤهلها من مقاربة هذه الموضوعات من دون أن تخشى الانحراف عن مسارها العلميّ .
I .الفعل السيميائيّ مع جوزيف كورتاس :
شهد البرنامج السيميائيّ تطورات عديدة ، تبدو الآن متجهة في كل الاتجاهات - كما جاء في القاموس السيميائيّ - و هذا بفضل جهود عدد كبير من الباحثين السيميائيّين الذين وجدوا بالخصوص في مؤلف "غريماس " : " الدلاليات البنيويّة " ، منطلقا نظـريّا ، و قاعدة إكسيوماتيّة لمجمل الفرضيات التي عمل غريماس على تحيينها (1) و تبدو إسهامات " جوزيف كورتاس " السيميائيّة متميّزة عن غيرها بالتطبيقات النوعيّة العديدة حول مختلف الخطابات سواء أكانت لفظيّة أم غير لفظيّة ، ومن جهة ثانية محاولة استظهار الأبعاد الأسطوريّة للحكاية الشعبيّة الغرائبيّة الفرنسيّة من خلال طرح فرضية لدلاليات الحكاية العجيبة، ثم الإسهام في إنشاء دلاليات للتلفظ.
ومن اللازم إضافة إلى هذا كله ، الإشارة إلى العمل النظريّ العظيم الذي ساهم فيه كورتــاس مع غريماس ، و المتمثل في القاموس السيميائيّ بجزأيه (1979- 1986) ، و الذي يعتبر علامة تحول في المفاهيم السيميائيّة التي أمست في حاجة إلى تجديد لتساير البحث السيميائيّ ، و موضوعاته الجديدة ، و بالخصوص فيما يتعلق بإمكانية إنشاء سيميائيّات الرغبات ، و دلاليات للتلفظ ، و إمكانية إيجاد قاعدة نظرية تمكن من إنشاء لغة واصفة لعلم النفس ) métapsychologie (2)(التي طالما حلم بها " فرويد ".
و الظاهر أن الثقل التنظيريّ الذي يحمله القاموس السيميائيّ ، تعتبره الباحثة السيميائية " آن إينو "(1) درجة ثالثة في المسار التطوريّ السيميائيّ، و إسهام جوزيف كورتاس في هذا الإنجاز النظريّ دليل بيّن على عمق الفعل السيميائيّ لدى هذا الباحث الذي لا يرى فصــلا بين التنظير و التطبيق ؛ فهو يجد - كما يلاحظجينيناسكا – (( أن فاعليّة أي نظرية هي قبل أي شيء في براغماتيتها ، و هي تقتصر على الاستقبال الذي يبديه له جمهور القرّاء)) (2).فأين المزيّة إذا انحصرت السميائيات في فضاء التنظير ؟
1. 1. إستراتيجية كورتاس السيميائية :
لقد شهد شهد القاموس السيميائيّ ( 1979- 1986) لغريماس و كورتاس ذيوعا مشهودا بين الأوساط العلميّة من خلال ترجمته إلى عدة لغات؛ فلم يعد الفعل السيميائيّ مقتصرا على جمهور محدد من المختصين بالنظريات اللّغويات و الأدبيّة ، و إنما أمسى موجها إلى أصناف عديدة من القّراء ، سواء أكانوا لسانيين أم علماء اجتماع ، أم عـلماء نفس أم صحفيين ، أم رسامين ، أم مختصين في التواصــل(3) ( البيـذاتي intersubjective ، و التواصل الاجتماعي والتواصل الثقافي).
و لتحقيق توسع المعرفة السيميائيّة ، و الإسهام في نشرها بين جمهور القرّاء شرع جوزيف كورتاس في مؤلفاته العديدة إلى بسط المفاهيم السيميائيّة الرئيسيّة ، من أجل توسيع فضاء التلقي ، و حتى لا تبقى (السيميائيّات ) مقتصرة على زمرة محدودة من المختصين اللّسانيين و الأدبيين .
إن تيارات البحث - في إطار علم اللّغة - على اختلافها ؛ كنظرية الأفعــال الكلامـة ، أو التداولية ، أو المنطق الرياضيّ ، أو الدلاليات المفرداتية (lexicale ( ...إلخ ، تسعى إلى استكتشاف الدلالة و أنساقها وفق تصورات مختلفة ، و علاقتها بالسيميائيّات ليست علاقة نفي و إقصاء و إنما - كما ينصكورتاس (1) - هي علاقة تكامل، فالمشروع السيميائي مقدم بوصفه مجموعة فرضيات وليست مسلّمات يقينية، يقول كورتاس: (( إنّ سيميائياتنا مقدّمة بوصفها مجموعة فرضيات نرجو منها أن تكون ملائمة لتأويل النصوص والخطابات)) (2) والغلبة والبقاء في فضاء البحث الدلالي؛ للدراسات المبنية على مبدأ التفاعل والانفتاح على الاتجاهات الأخرى.
1. التحليل السيميائيّ و نوعيات الخطاب:
يبدو جليّا تميّز البرنامج السيميائيّ اليوم لدى مدرسة باريس ، و بالخصوص عند جوزيف كورتاس بتعدد التحاليل و المقاربات السيميائيّة لخطابات متنوّعة، سواء أكانت لفظيّة أو غير لفظيّة ؛ذلك أنّ مصطلح " اللّغة" لا يبدو - وِفق التصور السيميائيّ - مقتصرا على المعنى اللّسانيّ،و إنّما أضحى يشمل اللّغات الطبيعيّة، وبشكل أوسع كل الأنساق التّمثيليّة الممكنة(3). و يمكننا أن نحصي منها انطلاقا من هذا التحديد دراسة الخطابات الأدبيّة و الاجتماعيّة (قانون ، أسطورة ، عقيدة،إلخ)، و دراسة التّمثيلات المشاهدة (كتابة ، صورة ثابتة أو متحركة ، فوتوغرافيا ، إلخ)، ودراسة التّنظيمات الفضائيّة ( هندسة معماريّة ، إلخ)، وكذا دراسة الممارسات السيميّائيّة ( موسيقى ، لباس ، مطبخ ، إلخ)، و بكلمة موجزة ، دراسة أي شيء حامل لمعنى في إطار ثقافة محدّدة.
وقد اشتملت مؤلّفـات كورتاس السيميائيّة على تحليلات عديدة لخطابات نوعيّة مختلفة ، منها ما هو لسانيّ ، و منها ما هو غير لسانيّ ليثبت شموليّة المقاربة السيميائيّة ، و عدم اقتصارها
علـى النص الأدبيّ ، الذي كان يمثّل في بدايات المشروع السيميائيّ مع غريماس و كوكي (1) مركز الاهتمام . فقد قدّم كورتاس في مؤلّفه : التحليل السميائيّ للخطاب تحليلات عديدة لخطابات متنوّعة :
- تحليل سميائيّ لحكاية شعبيّة روسيّة (بابا جاغا ).
- تحليل لموكب جنائزيّ.
- تحليل لقصة قصيرة "لموبسان" (الثأرvendetta ( .
- تحليل لظاهرة اجتماعيّة (الإضراب).
و أما كتابه " من المقروء إلى المرئي " فقد اشتمل على تحليلين مفصلين لخطابين مختلفين :
- قصة قصيرة "لموبسان"(طاقم الذهب La Parure)
- شريط صور لرابيي:(Le basset phénomène)
وأظهر في تحليله لهذين النصين المختلفين أنّ هناك إمكانية الاعتماد عل منهجية واحدة (تركّز على شكل المضمون) (2) في مقاربة الخطابات على اختلاف طبيعتها.
واشتمل كتابه: "دلاليات الملفوظ" على:
- تحليل خطاب روائيّ (مقطع من رواية الأسد لـ:جوزيف كيسيل )
- تحليل خطاب دينيّ (نصّ إنجيليّ)
- تحليل خطاب مرئي (شريط صور لـ:رابيي)
كما لم تخل مؤلفاته العديدة من تحليلات سيميائيّة ؛ فقد قدم كذلك في كتابه : " سيميائيّات اللّغة " تحليلا لحكاية خرافيّة لـ:"لافونتين" (الغراب و الثعلب) ، و اشتمل كتابه : "مقدمة للسيميائيّـات السرديّة و الخطابيـّة "على قراءة سيميّائيّة لحكاية شعبيّة فرنسّة (سوندريون)، و خصصّ كتابا لدراسـة المتن الحكائيّ الفرنسيّ ؛ عنونه بـ:"الحكاية الشعبيّة: شعريّـة و ميتولوجيا ، في محاولة منه لإنشاء دلاليات للحكاية العجيبة ،هذا من دون جرد مقالاته العديدة في مختلف المجالات التي يطول إحصاؤها، و يظهر لنا جليا أنّ إستراتيجيةكورتاس وسعيه السيميائيّ استهدف استظهار القيمة الحقيقية للمفاهيم السيميائيّة من خلال إثبات النظريّ بالتّطبيقيّ؛ ذلك أنّ التحليلات النصّـيّة على اختلاف اتجاهاتها و مسمياتها (تحليل السرد ، تحليل الخطاب، نحو النصّ ،
السيميائيّات السرديّة و الخطابيّة ...) قد تدعي كلّها ، على المستوى النظريّ ، الوصول إلى منظومة الخطابات ، كما يقول كورتاس(1) ، لكن لا يمكننا قياس حقيقتها الوصفيّة إلا في إطار الممارسات التطبيقيّة . و يسعى هذا السيميائيّ من خلال تحليلاته السيميائيّة على مختلف الخطابات إلى إثبات أنّ المقاربة السيميائيّة قابلة لأن تطبّق على أيّ موضوع دال ،و على أي نوع خطابيّ(2) ، فالمستوى الظاهريّ للخطاب - شكل التعبير - قد يتجلّّى في أشكال مختلفة ، و تتنوع وسائل تعبيره ؛ كاعتماد النصوص الأدبيّة على الكلمة ، و اعتماد السينما على الصورة ، و اعتماد الرّسم على اللّون ، لكنّ المستوى الثانيّ مستوى المحتوى هو محل انتظام الدلالة، و عواملها الأوليّة.
و هذا يعني (( أنّ مواد الدال لا تمثل مركز الاهتمام ، فاللون ، أو الشكل لا يقصدان لذاتيهما ، و إنما المقصد في الوظائف التي تقيمها)) (3)، بمعنى أن الثابت المستهدف يكمن في إطار المحتوى فهو يتعدّى تنوّع التعبير واختلافه.
و من اللازم الإشارة إلى أنه من خلال مضاعفة التّحليلات - كما يقول كوكي - (4) يمكننا رفع فرص تحديد هيكل موضوع المعرفة ؛ فمختلف التحليلات الأدبيّة كانت تمثل المنطق الأساسيّ في المسار التطوريّ للسيميائيات الأولية ، (( و لم تتوقف السيميائيات الأدبيّة (كما تقولإينو) عن كونها المخبر التجريبيّ للمصطلحات الموظفة في التطبيقات السيميائيّة الأخرى)) (5)،وبالخصوص ما يتصل بالمتن الحكائي .
و نخلص من هذا كله إلى أنّ الفعل السيميائيّ عند كورتاس تجلى في تقديم المصطلحات السيميائيّة الأساسيّة بطريقة تعليميّة ديداكتيكيّة ، و تكثيف التحليلات على مختلف النصوص و الخطابات ؛ إنما القصد منه نشر المعرفة السيميائيّة بين مختلف القرّاء ، فمن الخطأ حمل معنى التحليل السيميائي وربطه بالخطاب اللساني فقط، ذلك لأن الدلالة تتعدى شكل التعبير إلى شكل المحتوى.
يسعى كورتاس - كما أشرنا سابقا - من خلال تحليلاته السيميائيّة على مختلف الخطابات إلى إثبات أنّ المقاربة السيميائيّة قابلة لأن تطبّق على أيّ موضوع دال ، و على أي موضوع خطابيّ ، و إنّه لا يمكن قياس القيمة الحقيقيّة لأيّ منهج إلاّ من خلال الممارسات التّطبيقيّة لكن ثمّة شيء مهم لابد من تحديده هـو أنّ السيميائيّات أو الدلاليات - كما ينصّكورتاس – (( معارف[...] تولد من خلال التّطبيقات الفعليّة المختلفة)) (1).بحيث إنّ مفهوم النظرية والتطبيق في إطار التصور السيميائي يبدوان غير منفصلين .
و يبدو جليا أن فرضية إنشاء دلاليات للحكاية العجيبة كانت مؤسّسة على دراسات عديدة و تطبيقات مختلفة ( مقارنات تيميّة ، دراسات تاريخيّة ...) على المتن الحكائيّ ؛ بحيث كانت تمثل مورفولوجيابروب ، و أبحاث ليفي استراوس ، و دوميزيل، و بانوفسكي، و غريماس، السند المنهجيّ و النظريّ (2) لدلاليات الحكاية العجيبة عند كورتاس.
الأستاذ/ مسكين دايري- سعيدة.
الهوامش
(1) - J .M. Floch , Introduction quelques concepts fondamentaux en sémiotique générale , Questions de
sémiotique ,(sous la dir.A.Henault), Paris,éd. PUF ,2002 , p 107.
* تشير إلى سيميائيات بورس
(2) -A.J.Greimas et J.Courtés, Sémiotique, dictionnaire raisonné de la théorie du langage, 1979, p. 345.
(1) - J, Courtés, Sémiotique du langage, France, éd. Armand Colin, 2005, p. 69.
(2) - A. Hénault, Histoire de la sémiotique, Paris, éd. PVF, 1992, p. 104.
(3) - J, Geninasca, Et maintenant ?, In, Lire Greimas, ,(sous la dir.ُ.Landowski), éd. PULIM, 1990, p. 57.
(1) – A. Hénault, Histoire de la sémiotique, p. 103.
(2) – Ibid ., P.103.
(1) - A. Hénault, Histoire de la sémiotique, p. 115.
(2) – J. Geninasca, Et maintenant ?, in, Lire Greimas, p. 52.
(3) – J. Courtes, Sémiotique du langage, p. 5.
(1) – J. Courtes, Analyse sémiotique du discours : de l'énoncé à l'énonciation, Paris, éd. Hachette, 1991, p. 3.
(2) - Ibid., p. 4.
(3) – J. Courtes, Sémiotique du langage, p. 7.
(1) – A. Hénault, Questions de sémiotique, p. 96.
(2) – J. Courtes, Du lisible au visible, initiation à la sémiotique du texte et de l’image, Βruxelles,éd.De Βoeck université, 1995 p.11.
(1) – J. Courtes,Sémiotique de l’énoncé : application pratique, Paris, éd. Hachette, 1989, p.3.
(2) – J. Courtes, Analyse sémiotique du discours, p. 4.
(3) – J. C. Coquet, L école de Paris, éd. Hachette, 1982, p. 42.
(4) - Ibid., p. 40.
(5 ) – A. Hénault, Questions de sémiotique, p. 96.
(1) – J. Courtes, Sémiotique du langage, p. 4.
(2) – J. Courtes, Le conte populaire : poétique et mythologie, France, éd. PUF, 1986, p. 17.