من المهم الإشارة إلى الاهتمام العالمي وعبر المؤسسات الصحية ( منظمة الصحة العالمية ) والأممية ( منظمة الأمم المتحدة ) بمثل هذا المرض الفتاك الذي يدك مضاجع المجتمع البشري مما دفع بهذه المنظمات إلى عقد مؤتمرات لدراسته ،وتأسيس هيئات خاصة لمتابعة المستجد في تطوره وإمكانية مكافحته ، وأخر هذه الأنشطة المؤتمر العالمي الـ 15 الذي انعقد في تايلاند لمكافحة الإيدز بتاريخ 11/7/2004وتحت شعار( تأمين العلاج للجميع )
وتستدعي الأرقام المخيفة إلى مثل هذا الاستنفار العالمي ( ففي العالم الآن 40مليون إصابة ، 30 مليون منها في أفريقيا وآسيا ، وينتظر العالم الثالث 3 مليون إصابة للعام 2005. وتحتاج إلى 5مليارات دولار للعلاج ، ولا توجد أرقام دقيقة حول انتشار مرض الإيدز في المنطقة العربية بسبب سوء الإحصاءات.
تم أول اكتشاف لهذا الفيروس بوساطة الباحثين الفرنسيين عام 1983م والباحثين الأمريكيين في عام 1984م وفي البداية ارتبط اسم الفيروس بالجهاز المناعي للإنسان ، وفي عام 1985م أطلق على الفيروس اسم فيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV) كما اكتشف العلماء فيروسا أخر أطلق عليه اسم (HIV-2) ، يهاجم الفيروس بصورة أساسية كريات دم بيضاء ( الخلايا التائية المساعدة والبلاعم ) التي تؤدي دورا مهما في وظيفة جهاز المناعة ، وفي داخل هذه الخلايا يتكاثر هذا الفيروس مما يؤدي إلى تحطيم الوظيفة الطبيعية في جهاز المناعة لهذا السبب فإن الشخص المصاب بالفيروس يصبح سهل التعرض لأمراض خطيرة ، جرثومية وغيرها ..
هو مرض فيروسي معدي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي الشاذ، وعن طريق نقل الدم ،
يسببه فيروس يدخل في جهاز المناعة في الجسم و يعطله وبالتالي يفقد الإنسان قدرته على مقاومة الجراثيم المعدية مما يؤدي إلى إصابات مميتة و بعض أنواع مرض السرطان. يترجم هكذا( مرض نقص المناعة البشرية المكتسب ) أو باختصار (HiV).
يصيب فيروس الإيدز نوعًا من خلايا جهاز المناعة والذي يسمى- ( (Cd4 وهي تلعب دورًا أساسيا في وقاية الجسم من الأمراض ، ويؤدي الخلل الوظيفي لهذه الخلايا إلى ظهور خلايا سرطانية ، ينمو الفيروس في الخلية المصابة ويتكاثر فيها حتى يدمرها لينتقل إلى مجموعة أخرى من الخلايا فيدمرها وهكذا إلي أن يدمر معظم ذلك النوع من الخلايا ويحرم الجسم من سلاح مهم في الدفاع عن نفسه ، وعادة يمر وقت طويل بين دخول الإيدز إلى الجسم وبين فقدان الجسم لمناعته ، قد تمتد سنوات طويلة يكون المصاب خلالها حاملاً للفيروس.
من الصعب معرفة مكان نشأة الإيدز والآلية التي حدث فيها التحول إلى فيروس غير منضبط و ممرض . ولكن من الثابت أن هذا الفيروس ليس من صنع الإنسان فالجراثيم يمكن أن تتحول أحياناً من كونها غير ضارة إلى ضارة. ربما هذا ما حدث لفيروس الإيدز قبل أن ينتشر بسرعة ويتحول إلى مرض.
يحتوي جهاز المناعة في أجسامنا على كريات الدم البيضاء في مجرى الدم والغدد الليمفاوية التي تستطيع أن تتعرف على المواد الغريبة أو الجراثيم التي تدخل أجسامنا وتقضي عليها. عندما يهاجم الفيروس جهاز المناعة في أجسامنا فإنه يبدأ بالقضاء على كريات الدم البيضاء. يمكن أن يبقى الفيروس في الجسم لبعض الوقت بدون أن تصاب بالمرض ( قد تمتد هذه الفترة إلى عشر سنوات) ولكن في نهاية الأمر وعندما يتم القضاء على المزيد من كريات الدم البيضاء يفقد الجسم قدرته على مقاومة الجراثيم الكثيرة التي تهجم على الجسم .
1- الاتصال الجنسي الطبيعي أو الشاذ مع شخص مصاب بالمرض وهو السبب الرئيسي لانتقال الفيروس
2-التعرض للدم الملوث ( أبر وأدوات جراحية حادة أو أدوات ملوثة كشفرات الحلاقة ، وحقن المدمنين)
3 – انتقال الفيروس من الأم الحامل إلى الجنين.
لا ينتقل عن طريق اللمس , و المصافحة، والتقبيل ،والمعانقة
ولا عن طريق السعال أو العطاس ، أو السباحة في البرك ، واستعمال المناشف والشراشف وأدوات الطعام ، أو عن طريق لدغ الحشرات.
قد يكمن الفيروس في الجسم لعشر سنوات أو أكثر بدون أن تظهر أية أعراض ، لكن مع انتقال الإصابة إلى المرحلة الأخيرة ( الإيدز ) تتضح الأعراض .. يمر المصاب بعدة مراحل بدءًا من الإصابة حتى ظهور المرض الذي ينتهي بالوفاة.
- المرحلة الأولى:
تأتي بعد الإصابة مباشرة وحتى ثلاثة أسابيع ،وقد يشعر فيها المريض بأعراض بسيطة تشبه الأنفلونزا لا تستدعي انتباهه وتستغرق تلك المرحلة زمنا بسيطا وتنتهي بظهور أجسام مضادة للفيروس في مصل الدم ويستخدم ظهور تلك الأجسام في الكشف المخبري عن الإصابة بالمرض.
- المرحلة الثانية:
يكون فيها المصاب حاملاً للفيروس ، ولا تظهر عليه أي أعراض مرضية، ولكنه يصبح مصدرًا لعدوى الآخرين، ويشكل بؤرة انتانية لنشر المرض .
- المرحلة الثالثة:
وفيها يبدأ ظهور الأعراض في صورة ارتفاع في درجة الحرارة ونقص مطرد في الوزن، كثرة الإصابة بالإسهال وتضخم الغدد الليمفاوية في جميع أجزاء الجسم، الطفح الجلدي . ويبدأ الفيروس بالقضاء على جهاز المناعة بشكل متزايد إلى درجة قد يموت فيها الشخص المصاب .
- مرحلة الإيدز (المرحلة الرابعة ):
تمثل أسوأ مراحل العدوى وتظهر العلامات السابقة ولكن بصورة أشد وضوحا مع وجود أمراض انتهازية وأورام خبيثة نتيجة للعجز المناعي، تظهر الأعراض على 25% من المرضى بعد مرور 5 سنوات على الإصابة، وعلى 50% من المرضى بعد 10 سنوات وبعض المرضى لا تظهر عليهم الأعراض أبدًا، الأعراض المتلازمة فقط تؤكد العدوى. أما عدا ذلك فالمريض يبدو في كامل صحته. العوارض الرئيسية هي:
فقدان الوزن أكثر من عشرة بالمائة من وزن الجسم، حرارة مرتفعة لأكثر من شهر.
إسهال مزمن لأكثر من شهر، تعب حاد مستمر (إعياء)،
كما توجد علامات ثانوية أخرى مثل السعال والتعرق المرافق للحمى وطفح جلدي مع حكاك، وإصابات فطرية في الفم ، واضطراب في التفكير ، ويترافق مع أمراض انتهازية مثل غرن كابوزي الذي تبلغ نسبته مع الإيدز إلى 65%..
لم يتم حتى الوقت الحاضر اكتشاف لقاح فعال ضد فيروس الإيدز. ومن أهم العقبات التي تعوق بلوغ الهدف أن الفيروس يغير من تركيبه بصفة مستمرة وذلك يجعل استنباط لقاح ضد الإيدز عملاً في غاية الصعوبة.
يشكل علاج الإيدز مشكلة كبيرة تعود في الأساس إلى طبيعة الفيروس المتغيرة باستمرار ، ويجب الإشارة إلى وجود خمسة عشر عقارا موجودا في السوق يثبط تكاثر فيروس الإيدز ـ وهي الأساس الداعم للجسم في مواجهة إبطاء أو وقف تطور المرض . وجميع هذه الأدوية تعمل عن طريق مهاجمة اثنين من الإنزيمات الثلاثة التي يستخدمها الفيروس داخل الخلية الإنسانية ، وهناك تجارب تجرى على عقار يستهدف الفيروس قبل دخول الخلية ، ويدعى ( انتغراز)
وإحدى هذه المواد الدوائية الجديدة والتي يتم تطويرها من قبل شركة شيرنيغ ـ بلاو للأدوية ـ تربط وتوصل بمستقبل (سى.سى. آر ـ5) أحد جزأين من المكان الذي يستقر فيه فيروس الإيدز (ثم يهاجم بضراوة في نهاية المطاف) ويستوطن خلايا الجهاز المناعي للإنسان ، ومن الجدير بالذكر أن المرضى يبدؤون ـ في المتوسط ـ بـ(40.000) فيروس في كل مليليتر من الدم. والتركيبة الدوائية ـ والتي تسمى (ستش سي) ـ تعمل على تقليل وتخفيض كمية الفيروسات الموجودة في مجرى الدم بنسبة 68% في كل عشرة مرضى من بين اثني عشر مريضا، وبنسبة 90% في كل 4 منهم وهناك عدة أدوية أخرى ثبتت فعاليتها في دراسات أنابيب الاختبارات ضد نوعية واسعة من فيروسات الإيدز .
من حسن الحظ أن جميع طرق نقل العدوى قابلة للوقاية، وبما أنه من الواضح لنا طرق انتقال الفيروس ، فمن المنطقي أن نقر بسهولة الوقاية كأساس لمنع انتشار المرض ، مثلا تمكنت تايلاند من تخفيض عدد الإصابات من 143ألف سنويا إلى 19ألف في السنة من خلال التوعية الصحية فقط لذا تبرز أهمية الوقاية كأساس هام في تجنب كوارث هذا المرض ، و تتلخص الوقاية بما يلي :
1- التزام الإنسان بالعلاقات الجنسية الزوجيةالسليمة .
2- نشر الوعي الصحي والثقافة الطبية حول المرض وآليات انتشاره والأخطار الناجمة عنه.
3- مكافحة الإدمان .
4- التركيز على التعقيم وفحص عينات الدم قبل نقلها .
5- اعتماد المبدأ العظيم " درهم وقاية خير من قنطار علاج "