سؤال ... كثيراً ما يتردد عل ألسنة الأمهات ، دون أن يكون لذلك جواب واضح ، رغم أن جداتنا كانت تردد دائما ( أن على الحامل ألا تنر فز كثيراً ... فيأتي الوليد عصبي المزاج ) !
والآن : هل فعلاً ... تعمل حواس الجنين وهو في بطن أمه؟
نعم ... لقد اكتشف حديثاً أن الحواس الخمس تعمل عند الجنين ، وبشكل مبكر :
1. فحاسة اللمس : هي أول حاسة تظهر عند الجنين ، وذلك في نهاية الشهر الثاني من الحمل.
2. وحاستي الشم والذوق : تظهران في منتصف الشهر الثالث من الحمل. 3. وحاسة السمع : تظهر عند منتصف الشهر الخامس من الحمل ، حيث وجد أن الجنين يجيب بعد هذا العمر من الحمل على أي منبه سمعي بإغلاق جفنيه ، واللذين يكونان عادة مفتوحين ، وهكذا فإن الجنين يسمع أمه ويشعر بدقات قلبها . وفي حوالي الشهر السابع ، يبدأ الجنين قدرته على سماع الأصوات الحادة وتمييزها، ويبدأ بتخزين الصوت الأكثر تكراراً وهو صوت أبيه ، ولذلك عند مولده ، يتعرف بسهولة على صوت أبيه والذي كان قد اختزنه في ذاكرته أثناء الحياة الجنينية لتكراره.
4. أما حاسة البصر : فقد وجد ان الجنين ومنذ الشهر السابع يرتكس للضوء المسلط على بطن أمه ، بأن يدور برأسه نحو مصدر الضوء ، ويقبض فتحتي الجفنين.


والآن : هل عملياً ... لهذه المعارف الحديثة من تطبيقات مفيدة؟

نعم ... بل ولذلك تطبيقات هامة جداً :
1. لقد وجد أن الجنين الذي يتعرض بعد الشهر الخامس من الحياة الرحمية ( حيث يبدأ السمع ) الى أصوات صاخبة ن وضجيج متعال ، يبدأ بالارتكاس والتململ معلناً احتجاجه وانزعاجه، فتزداد حركاته وتقلباته داخل الرحم ، حيث تشعر الأم الحامل بهذه الحركات الغير اعتيادية والزائدة عن المألوف، ونتيجة لذلك وجد أن هؤلاء الأجنة يتعرضون بعد ولادتهم الى اضطرابات في النوم ، وعليه فإن الأم الحامل عليها أن تعيش فترة حملها وسط جو هادئ وبعيد عن الصخب والضوضاء.
2. لقد وجد أن الأم التي تعيش حملها في قلق نفسي مستمر واضطراب عاطفي متواصل ، تنقل هذه المشاعر الى جنينها ، فيصاب بعد ولادته باضطرابات نفسية تختلف درجتها حسب اختلاف خطورة الاضطراب الذي كانت تعانيه الأم أثناء حملها ، ومن هنا أيضاً توصى الأم الحامل أن تعيش في وسط أسروي هادئ ومفعم بالود والحب والوئام بعيداً عن الاضطرابات العائلية والمشاكل الحياتية والتقلبات النفسية والعاطفية. وهنا يبرز دور الزوج أولا ثم الاسرة من أم أو أخت ثانياً في رعاية الحامل أثناء هذه الفترة العصيبة والتي سماها القرآن الكريم فترة الوهن أي الضعف ، فلا أبلغ في وصف هذه الفترة من هذا الوصف الرباني المعجز : ( ... حملته أمه وهناً على وهن ... لقمان 14 ) وفي سورة أخرى : ( ... حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً ... الأحقاف 15) .


3. تبرز هنا أيضاً قضية هامة للغاية ، وهي ضرورة مناغاة الطفل ومناجاته ، بل ومحادثته ... وذلك عبر جدار البطن من قبل الأم وأيضاً الأب ، فما دامت كل أحاسيس الجنين موجودة ومتفاعلة ، فلابد أن لذلك تأثير حسن في نفسيته وأعصابه ، وتهذيب طباعه وسلوكه ، وطمأنة نفسه وروحه ، ودراسات عديدة تعكف حالياً لدراسة تأثير مثل هذه الاتصالات المبكرة مع الجنين على مستقبله النفسي والعاطفي وحتى الصحي .

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية