مفضوحٌ تماماً استخدام التيار الليبرالي - العلمانيون الجدد - للمنهج الإعلامي ( النازي ) المعروف : اكذب اكذب حتى يصدقك الناس ! وهو جزء من منظومة وسائلهم وأساليبهم العامة التي طالما وصفها الوالد حفظه الله بتعبير : متدرج ولكن مميت !
حيث دأب العلمانيون الجدد عبر أقلامهم الصحفية وأبواقهم الإعلامية على ترديد كثير من الافتراءات ضد التيار الإسلامي والمحافظ الذي يمثل غالبية الشعب الكويتي ، وذلك وفقاً لمنهجهم الإعلامي ومنظومة وسائلهم وأساليبهم الموصوفان أعلاه . ولا يشعر الليبراليون بأدنى حرج أو أقل خجل من تكرار مزاعمهم غير المدعومة بأي دليل أو حجة ، وهذا مرده في المقام الأول إلى نقص الإيمان وإلا لوجدتهم يتدبرون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الحياء شعبة من الإيمان ) وقوله عليه الصلاة والسلام : ( إن لم تستح فاصنع ما شئت ) ، أسأل الله تعالى أن يرزقني وإياهم الهداية والرشاد .
وتهمة الإرهاب والتطرف هي واحدة من افتراءات التيار الليبرالي في الكويت ضد خصومه ، رغم أن هذا التيار ( المستورد ) متلبس بهذه التهمة تمام التلبس وفقاً للشواهد التالية :
أولاً - النشأة التاريخية : ففي الستينات خطط الليبراليون ونفذوا جرائم تفجيرات استهدفت رموز السلطة وقوى الأمن ، بل إن بعض مرتكبي هذه الجرائم هربوا من دولة الكويت إلى ( ظفار ) كي يكملوا مسيرة ( النضال الثوري ) هناك !
ثانياً - الخطاب الإعلامي : إن العلمانيين الجدد والقدامى على حد سواء يستخدمون الألفاظ التالية : ( خفافيش الظلام وأعداء الفرحة وقوى الرجعية والتخلف والمتشددين والمتأسلمين والمتطرفين والإرهابيين والاستئصاليين و ... الخ ) بحق منافسيهم من الإسلاميين ! متجاهلين خطورة هذه الألفاظ التحريضية وتأثيرها السيء في زعزعة السلام المجتمعي وإثارة الفتن والأحقاد .
وما العنف الذي ارتكبه داخل حرم الجامعة بعض أنصار قائمـة الوسط الديمقراطي ( الليبرالية ) مؤخراً ، بالتعاون مع القائمة المستقلة التي يحاولون استدراجها لتنضم إليهم في صراعهم ضد القوى المحافظة قسراً ، إلا صورة من صور تأثير هذا الخطاب الإعلامي ( المتطرف ) لليبراليين في شحن نفوس أبناء وبنات الوطن الواحد ضد بعضهم البعض !
والعجيب أن تأتي الأستاذة سعاد المعجل - مدرسة اللغة الإنجليزية بجامعة الكويت لتبرر وتمتدح مثل ذلك العنف اللفظي والبدني قائلة : ( لقد أثبت طلبة المستقلة والوسط الديمقراطي أنهم أكثر قدرة على الدفاع عن حقوقهم من الكثير من المواطنين ) الطليعة 19/5 ، وهي الشخصية المناط بها تثقيف طلاب وطالبات الجامعة وتعليمهم !
ثالثاً – الأداء النيابي : فانفراد العلمانيين القدامى والجدد بالمجالس البرلمانية المتعاقبة في الستينات والسبعينات برهن على أن التطرف ومنع الآخر من ممارسة حقه بالمشاركة والتعبير متأصل فيهم ، وسأضرب مثالين واضحين على ما أقول :
1- حقوق المرأة السياسية : فلم يقدم ذلك التيار ( المستورد ) أكثر من استعراضات إعلامية ومهرجانية هزيلة ومهلهلة لم تحقق للمرأة الكويتية شيئاً على أرض الواقع ، وذلك لإدراكهم مدى الضرر الانتخابي الفادح الذي سيلحق بهم في حال إقرار مثل هذه الحقوق للنساء .
2- حرية الصحافة والنشر : فتحكم الليبراليين بصحيفتين يوميتين هما ( السياسة ) و ( القبس ) من أصل خمس صحف يجعل نسبتهم في التأثير على الرأي العام تتجاوز 40 % ، وهي بلا شك نسبة لا تقترب البتة من النسبة الضئيلة لتواجدهم الحقيقي في المجتمع الكويتي ، ومن الصعب على تيار (وصولي) أن يضحي بنسبة تأثيره الكبيرة تلك من أجل كفالة حرية حقيقية للرأي العام ، وهو ما حدث فعلاً طوال فترة استفرادهم بالتواجد النيابي المنظم .
ختاماً : أرجو أن تسهم مقالتي - ولو بقدرٍ بسيط - في تعرية إرهاب وتطرف التيار الليبرالي في الكويت ، والذي يحاول جاهداً إلصاق تهم التشدد والتعصب بالآخرين رغم تلبسه هو بها ، ابتداءً من تكميم أفواه المخالفين والتغاضي عن حقوقهم المهدرة ومروراً باستخدام لغة الشتم والإيذاء البدني وانتهاءً بالتفجيرات والثورات المسلحة ! اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ... اللهم آمين .