أوصى مشاركون في مؤتمر عالمي للنضال الشعبي المشترك، افتتح أعماله اليوم، المواطنين الفلسطينيين بتصعيد نضالهم الشعبي السلمي المقاوم لجدار الفصل العنصري، آخذين بعين الاعتبار الأبعاد الجديدة التي أدخلتها قرية بلعين.
ودعا المشاركون في " المؤتمر العالمي للنضال الشعبي المشترك ضد الجدار والاحتلال"، والذي عقد هذا العام في بلعين غرب رام الله بالضفة الغربية وتزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لنضال أهالي القرية ضد الجدار، المواطنين الفلسطيني والقرى والبلدات بالوحدة وتحويل النضال الشعبي إلى ظاهرة مقاومة حتى إنهاء الاحتلال.
وأكد المشاركون على ضرورة تفعيل دور حركة التضامن الدولي(ISM) في الأراضي الفلسطينية لتسهم في دعم صمود الأهالي في القرى والبلدات التي يتهددها جدار الفصل العنصري، تعمل في بلادها على الضغط تجاه تفعيل وتطبيق قرار محكمة لاهاي الاستشاري القاضي بعدم قانونية جدار الفصل العنصري الذي يبنى حاليا في الأراضي الفلسطينية.
شارك في هذا المؤتمر الذي تستمر أعماله حتى يوم غد كل من رئيس بلدية فوس الفرنسية، وممثلين عن حركات التضامن الدولي، ومنظمات السلام الإسرائيلية، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، وأعضاء مجلس تشريعي منتخبين، ورؤساء وأعضاء مجالس محلية من القرى المجاورة.
هذا وافتتح المؤتمر بتلاوة عطرة للقرآن الكريم، وثم بكلمة لعضو مجلس قروي بلعين محمد أبو رحمة الذي خاطب الحضور الذين تجاوز عددهم 250 مشاركا قائلا:"حضوركم يمثل صدق انتمائكم وتمسككم بالقيم المثالية، خصوصا إنهاء الاحتلال".
وأضاف "نحن في هذه القرية قررنا أن لا تكون أرضنا لقمة صائغة وطرية لجرافات الاحتلال، وقد نجحنا في تطوير أساليب مبتكرة ورائعة للتصدي لها خلال العام الماضي، ونجحنا في الصمود وقول لا لجنود الاحتلال الذين داهموا منازلنا بشكل مستمر واعتقل قرابة 30 من مواطني القرية".
وفي ختام كلمته طالب أبو رحمة المجتمع الدولي بدعم مواطني القرية من قبل المؤسسات المجتمعية، حتى يتمكنوا من مواصلة صمودهم وتصديهم لجدار الفصل العنصري، مؤكدا أن أهالي القرية بصمودهم نجحوا في إيصال قضيتهم إلى العالم.
وعن مراحل تطور النضال الشعبي في الأراضي الفلسطينية تحدث وزير الدولة السابق لشؤون الجدار قدورة فارس، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني شهد عبر تاريخه النضالي الطويل الذي يمتد إلى مئة عام مضت ثورات شعبية عديدة أبرزها ثورة العام 1929 وثورة 1936.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني أكد من خلال هذه الثورات أنه مصمم على التمسك بحقه في مواجهة الاحتلال حتى ينال حريته واستقلاله، ودوما كان في مقدمة الشعوب المناضلة ضد الاحتلال، ولكن إسرائيل أغرقت هذا النضال الشعبي بالدم وعدمت إلى وصفه بالإرهاب لكن الدوليين المتواجدين في الأراضي الفلسطينية دوما.
وفي هذا السياق ذكر فارس الحضور الذين كان جلهم من خارج الأراضي الفلسطيني بمساعي إسرائيل لإلقاء اللوم على الأمهات الفلسطينيات بزعم أنهن يرسلن أبنائهن إلى الحواجز ليقتلون، بينما تجاهلت دوما أن جنود الاحتلال كان يقتلون الأطفال الفلسطينيين بعد سبق الإصرار والترصد بهم.
وقال فارس أن الشعب الفلسطيني متمسك بالخيار الكفاحي الشعبي، وأن هذه المشاركة الفعالة في المقاومة السلمية للجدار يؤكد من خلالها المواطنون على حقهم في الحياة ورغبتهم في استرجاع أرضهم التي يسرقها الاحتلال، وسعيهم إلى إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
وفي موضوع النضال الفلسطيني-الإسرائيلي-الدولي المشترك للتصدي لجدار الفصل العنصري والاحتلال تحدث ناشد السلام الإسرائيلي أوري أفنيري، قال أنه في كل مرة يحضر إلى بلعين يشعر بابتهاج كبير لأن هذه القرية أصبحت مثالا للنضال الشعبي الفلسطيني، بل النضال العالمي ضد الاحتلال.
وأضاف أفنيري أن النضال الشعبي الفلسطيني أصبح رمزا للحرية الشعوب نضالها ضد المحتل، مؤكدا أن هدف المتضامنين الدوليين وحركات السلام الإسرائيلية هو تحقيق السلام في الأراضي المقدسة، وإنهاء معاناة تعيشها الشعوب منذ قرابة 120 عاما.
واستذكر أفنيري تاريخ الرئيس الشهيد ياسر عرفات مؤكدا أنه كان رجل سلام، إذ عمل لتحقيق السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي حتى في أحلك الظروف.
وأوضح أفنيري أن حركات التضامن ونشطاء السلام نجحوا في تقريب الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي تجاه السلام، حيث أصبح مقبولا حاليا الحديث عن إقامة الدولة الفلسطينية واعترفت إسرائيل بالشعب الفلسطيني.
وعن جدار الفصل العنصري أكد أفنيري أنه سوف يسقط كما هو جدار برلين، مشيرا أنه شاهد قطعا من جدار برلين تباع في المزاد العلني في زيارته الأخيرة لألمانيا، ومعبرا عن أمله أجراء من جدار الفصل العنصري إلى جانبها.
وتحدث أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطيني د.مصطفى البرغوثي عن أبعاد ومخاطر مواصلة بناء جدار الفصل العنصري، ومؤكدا أنه لا توجد إمكانية لتحقيق سلام حقيقي في حال تواصل بناء جدار الفصل العنصري في شرق الأراضي الفلسطينية وغربها.
وقال البرغوثي أن جدار مشابها لذلك الذي يبنى في الضفة يجري الإعداد لبناء حول قطاع غزة، وهذه الجدار حولت الأراضي الفلسطينية إلى معازل لا يمكن أن يكتب لها الحياة إلا في حال تدير جدار الفصل العنصري وليس نقله غرب فقط.
في سياق متصل أكد عضو المجلس التشريعي المنتخب عن قائمة البديل قيس عبد الكريم أن المجتمع الفلسطيني حاليا أمام نظام سياسي جديد، متعدد سياسيا، جاء حصيلة عملية ديمقراطية قام بها الشعب على مرأى ومراقبة العالم بأسره الذي شهد بأنها كان نزيه وشفافة ومتميزة.
وأضاف أن إسرائيل تحول استغلال هذا التغيير الديمقراطي لفرض عقوبات على الشعب الفلسطيني ومواصلة بناء جدار الفصل العنصري، وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى معازل يستحيل إقامة دولة فيها.وأضاف أن هدف هذه العقوبات التي تلوح بها الحكومة الإسرائيلية حاليا هو فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني وإجباره على قبول الحلول أحادية الجانب التي ترغب هذه الحكومة العنصري في تنفيذها من جانب واحد.
وتوقع عبد الكريم أن تشهد الأراضي الفلسطيني تصعيدا غير مسبوق من قبل الاحتلال الإسرائيلي بعد وصفه الجانب الفلسطيني بالعدو ورفضه التعاون مع حكومة تشكلها حماس، داعيا الحكومة الفلسطينية المقبلة على رسم استراتيجية موحدة للتصدي لجدار الفصل العنصري وإلى الهجمة الاحتلالية الشرسة التي تستهدف الأراضي الفلسطينية حاليا.
وتحدث الصحفي قاسم الخطيب مراسل قناة أم بي سي الفضائية عن دور الإعلام في النضال الشعبي الفلسطيني، مؤكدا أن الصحفيين الفلسطينيين وجدوا دوما قصصا متميزا في تغطيتهم الإخبارية لمقاومة المواطنين وتصديهم لجدار الفصل العنصري.
بعد ذلك انقسم المشاركون إلى مجموعات لتبادل التجارب النضالية في مختلف أنحاء العالم والخروج بتوصيات، ثم جرى عرض فلم عن تجربة بلعين النضالية، ومن المقرر أن يتواصل المؤتمر يوم غد الثلاثاء.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية