تكلمت في المقال السابق عن خطورة الترويج للمزاعم الصهيونية، ووجوب التثبت قبل إلصاق التهم بالمكافحين للمشروع الصهيوني العنصري والعدائي، وضربت لذلك مثالاً هو ما سطره الكاتب صالح الشايجي من اتهامات خطيرة موجهة ضد فصيل إسلامي وعربي في حالة حرب مع كيان غاصب.
وللأسف فإن هذا لا يعد المثال الوحيد، فها هو زميله الكاتب عبد الله الهدلق يكتب – مجددًا – مقالاً يتهم فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بأنها السبب وراء كل مشاكل قطاع (غزة) الفلسطيني المحتل.
واتهمهم بممارسة الابتزاز السياسي من خلال حوادث: خطف الصحافيين الأجانب وحرق محلات الفيديو وتعطيل المهرجانات الثقافية ومنع توزيع الكتب وتفجير المدرسة الأمريكية، والحمد لله تعالى أن التطرف لم يصل به إلى اتهامها بالتواطؤ في أحداث 11 سبتمبر الإرهابية في نيويورك!
وسأعتبر الهدلق مخطئًا أو ناسيًا مثل زميله الشايجي، رغم أنه واصل المشوار في مقال ذاته – (الوطن) 22/5 – ليعتبر انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني الأخيرة (صورية) دون أن يسوق أي دليل على مزاعمه، سوى أنه يعتبر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إرهابية ومتطرفة ومتشددة.
ولا أدري ما علاقة الأمرين ببعض، خصوصًا وأن الانتخابات الفلسطينية الأخيرة قد راقبتها منظمات أوربية وأمريكية ودولية وشهدت بنزاهة نتائجها.
المصيبة الأكبر أن الكاتب الكويتي والمسلم عبد الله الهدلق يقول أنه (يلتمس العذر) للحكومة الصهيونية في عدم ثقتها بالوعود والاتفاقات الفلسطينية! وكأن الطرف الفلسطيني المسلم هو الذي ينقض العهود والمواثيق وليس اليهودي المعتدي منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا.
في الختام – ولي عودة إن شاء الله تعالى – أتساءل: ألا يخاف الكاتب الهدلق، من عواقب نشر معلومات غير صحيحة في الدنيا والآخرة؟ وألم يحن الوقت لإقرار قانون كويتي يجرِّم التطبيع مع الكيان الصهيوني أو الدعوة لذلك؟ أعود مع الجزء الثالث إن شاء الله، والحمد لله أولاً وأخيرا.