يحاول النائب أحمد المليفي الاقتداء بالنائب د. أحمد الربعي يرحمه الله، حيث انتقل الثاني من دائرة مشرف وبيان إلى دائرة الخالدية واليرموك، وها هو الأول ينتقل من نفس الدائرة –الأولى حاليًا- إلى ذات الدائرة –الثالثة حاليًا- في الانتخابات التي ستجري بعد شهر تقريبًا.
وإن كان الدكتور الربعي قد انتقل من دائرة لأخرى لمعالجة الضرر الذي سببه أداؤه الوزاري وانعكس سلبًا على شعبيته الانتخابية، فإن المحامي المليفي ينتقل لمعالجة ضرر أدائه البرلماني الضعيف من وجهة نظري، حيث كان دوره (متأخرًا) دائمًا في القضايا المختلفة، وكأنه ينتظر انقشاع غبار المعارك ليشارك بحصد الغنائم مع طرفها المنتصر!
ولكن الفارق الرئيس أن انتقال الوزير الربعي كان ناجحًا حيث فاز في المرة الأولى من انتقاله، وإن تعرض – يرحمه الله - بعد ذلك لانكشاف (السحر) مجددًا ولم يسعفه الوقت لتغيير دائرته الانتخابية مجددًا.
أما النائب المليفي فلا أتوقع أن يحالفه ذات النجاح الذي حالف سميه، إذ أنه لا يملك نفس مهاراته الخطابية والانتخابية، وجاءت تكتياته للإثارة مكشوفة، حيث هاجم الكثيرون مطالبته – بعد طول صمت – بتغيير رئيس الوزراء، كما جاء اعتراضه الحاد على مزاعم تثمين قصر دسمان في غير وقته، وقس على ذلك كثير.
كما أن النائب الربعي كان مرشح القوى الليبرالية الوحيد بالدائرة، بجانب الرئيس السعدون الذي يعتبر مقربًا منهم، بينما يواجه النائب المليفي الآن عدة مرشحين ليبراليين وهم خالد الخالد وفيصل الشايع ود. أسيل تقي، إضافة إلى صالح الملا وغيره ممن سيخوضها خارج القائمة الرسمية، ومن هم مقربون من تيارهم مثل وأحمد السعدون وعادل الصرعاوي مؤخرًا، وتخطيه لكل هذه الأسماء مستبعد تمامًا.
والرهان الأخير عادة للنائب والمحامي أحمد المليفي هو القوى الإسلامية، ولكن نجاح تنسيق (حدس) و(السلف) سيقفل الباب بثلاث مرشحين أمامه، وهم د. ناصر الصانع وعبد العزيز الشايجي ود. علي العمير، مع وجود د. وليد الطبطبائي ود. فيصل المسلم اللذين سيكون لهما أولوية ملء فراغ المقعد الرابع على بطاقة التيارين الانتخابية.
باختصار فإن قرار الانسحاب من الانتخابات أو الانتقال لمجال عطاء جديد صعب ومؤلم، فقد يعتبره البعض اعترافًا ضمنيًا بالخطأ أو الفشل، نسأل الله أن يهدي المحامي المليفي للقرار الصائب قبل فوات الأوان، وأن يوفق الناخبين لاختيار القوي والأمين دون تأثر بحنجرة قوية أو شعاراتٍ ثورية يجيدها زملائي المحامين أكثر من غيرهم، والحمد لله أولاً وأخيرا.