لكل أمر ميقات ولكل شأن ساعة فإن فات هذا الميقات ومضت تلك الساعة فلا فائدة ولا نفع . فهو الرشيد من يغتنم الساعة المناسبة ويقتنص الميقات المعلوم.

 

إن أيام وليال الأسابيع الثلاثة القادمة من أهم الأوقات التي تمر بالمجتمع حيث يحاسب الشعب ممثليه ونوابه الحساب الذي يتخوفون منه و يسعون إلى تفاديه وتجاوزه.

و إذ نحن بصدد انتخاب أعضاء المجلس القادم الذي سنحمله إرادتنا وصوتنا ورأينا وقرارنا في كل ما له شأن بالأمة والمواطن لا بد وأن نحسن الاختيار وأن نضع المسئولية في يد من يقدر على حملها وعلى أدائها خير الأداء.

 

كيف يكون حسن الاختيار ؟

 

أولا: إن كان المرشح من الأعضاء السابقين فإن حكمك عليه هو من خلال أداءه السابق ، وستكون شهادتك بشأنه مبينة على أفعال وأقوال سطرتها مسيرته السابقة.و من حقك الكامل أن تسأله عنها وعن أبعادها وأسبابها دون الانسياق وراء الشكوك والظنون والإشاعات و أقاويل المرشحين المنافسين أو الخصوم .

 

ثانيا: وإن كان المرشح من غير الأعضاء السابقين وأردت أن يكون اختيارك مبنيا على الحق و الإنصاف والميزان الحقيقي للرجال دون فزعة عاطفية أو مجاملة اجتماعية أو أملا في خدمة عاجلة أو مكافأة  آجلة، فعليك أن تقلب الأمر في عقلك وقلبك بعد أن تقرأ وتسمع عن هذا المرشح وبعد أن تسأل وتستشير عما يجول في نفسك بشأنه من حيث القدرة والأمانة والكفاءة والصلاح . وإن كنت من المنتمين أو الملتزمين بجماعة سياسية فلا بد وأن يكون قرارك منسجما مع من تراه جماعتك إن كانت تتخذ قراراتها طبقا للشورى و الدراسة الوافية والتقدير الرشيد.

ولعل من أهم وسائل اتخاذ القرار بشأن المرشح المناسب هو المواجهة المباشرة بالسؤال الذي ينشد الحقيقة و الإستفسار الساعي لجلاء غموض أو شك.

 

و فيما يلي حزمة من الأسئلة التي يمكنك أن تختبر بها المرشح لتعرف عمق فهمه لمجريات الأمور المحلية والعربية والدولية ولتطلع على مستوى تحليله للأمور والقضايا ولتكتشف قدراته في تناول العلاجات والحلول.

هي أسئلة ليست في مستوى سؤال الإمام أبن حنبل وشيخه الأمام الشافعي للفقيه الصوفي شيبان الراعي رحمهم الله و رضي عنهم جميعا عمن نسى صلاة لا يدري عينها. وهي ليست أسئلة في التاريخ الإسلامي مثل عمن اخترع الورق الكاغد في زمن الدولة العباسية وأدى ذلك لنشر العلم وتدوينه.

 وأحذر من أن يسلب حقك في السؤال والإستفسار وثابر على حضور الندوات واللقاءات و لا تدع الإجابات المائعة تمنعك من مواصلة السؤال والاستفسار.

وكن على حيطة من الحيل المهرجانية ،التي بها يحاول أن يتجاوز بعض المرشحين محاسبة الناخبين وهضم حقهم في السؤال وفي الجواب الصادق الواضح ومن هذه الحيل : الإطالة في الخطابة وإثارة الحماس والاعتذار عن هذه الإطالة والمسارعة ببسط موائد الطعام وترتيب الأسئلة المعدة من قبل الأنصار والأحباب.

 
السؤال الأول: ما هو رأيك في حالات تكرر حل مجلس الأمة الذي يمثل أرادتها وأنتخب من قبلها؟ وما هو موقفك من ضرورة النظر في إجراءات الحل الدستوري وغير الدستوري وأهمية تلمس المخارج الكفيلة بالنأي بالمؤسسة التشريعية الشعبية عما تسببه هذه الإجراءات من توترات وتشنجات وتهدد من استقرارها وتواصل مسيرتها وتطورها؟

 

السؤال الثاني: ما هو مقدار ما يضمه صندوق الأجيال القادمة خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط؟ وما هي الضمانات المتوفرة لحمايته من السرقة والتلاعب؟ و ما هي أوجه استثماراته ومدى شرعيتها ؟ وما هي الإجراءات التي تراها لحفظه من التآكل بسبب القرارات والإجراءات التي تقوم بها الدول الغربية بين حين وآخر؟

السؤال الثالث: ما هي قيمة الأموال الكويتية الموظفة لدعم الدولار الأمريكي المتهاوي؟ وكيف سيعمل المرشح على إنقاذ الدينار الكويتي ورؤوس الأموال الكويتية من التأثر بتراجع الدولار الأمريكي المستمر؟

السؤال الرابع: هل تعرف قيمة الديون الكويتية المترتبة على العراق من جراء العدوان البعثي على الكويت ؟ و ما هو موقفك من الدعوات لإلغائها أو جدولتها؟

السؤال الخامس: ما هي الآثار السلبية الناتجة عن تواجد المدارس الأجنبية الخاصة على وحدة المجتمع وأخلاقه العامة ؟ وماذا سيكون دورك لوضع حد نهائي لها؟

السؤال السادس: كيف ترى أبعاد الدعوة لإلغاء قانون منع الاختلاط بين الجنسين في الجامعات؟ و أين ستقف من الدعوة لفصل التعليم في جميع المدارس الخاصة الأجنبية منها وغيرها؟

السؤال السابع: ماذا ستفعل كنائب إذا تم إنتخابك تجاه الحصار الغاشم على  غزة؟

السؤال الثامن: كيف ستتعامل مع حملات الترويج للإستسلام للعدو الصهيوني والتطبيع مع الكيان الصهيوني؟

السؤال التاسع : كيف تحقق الدوائر الإنتخابية التمثيل العادل للإرادة الشعبية؟

السؤال العاشر: ما هي رؤيتك للرئيس القادم لمجلس الأمة؟

السؤال الحادي عشر: كيف ستعالج وباء الغلاء؟

السؤال الثاني عشر: ما هي خططك لكسر الاحتكار الحكومي والخاص للأراضي؟

السؤال الثالث عشر: ما هو موقفك من الحريات العامة و خاصة ما يسمى بقانون التجمعات؟

السؤال الرابع عشر: كيف تنظر إلى المسألة الطائفية والعرقية في المجتمع؟ و ما هي معالجتك لدور بعض الأطراف المؤججة لها؟

السؤال الخامس عشر: ما هو موقفك من ازدواجية الجنسية وما هي الحلول لذلك؟

 

وبعد أن تستمع إلى الإجابات توكل وقرر فإنها مسئولية عظيمة لأنها لا تتعلق بك شخصيا فحسب ولكنها تمس عامة المجتمع وأجياله القادمة وأمن وإستقرار الوطن.

الأحد  14 ربيع الآخر 1429 هـ - 20/4/2008م

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية