عملية تضليل كبرى تجري عبر ترشيح التحالف الوطني الديمقراطي للدكتورة أسيل العوضي كمرشحة له في الدائرة الثالثة ضمن قائمة تضم النائب السابق فيصل الشايع وعضو البلدي (المعيَّن) خالد الخالد.
ومن واجبي تجاه المرشحة الناشئة وتجاه الآخرين تقديم النصيحة، انطلاقًا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) حديث شريف.
إنها عملية تضليل للدكتورة العوضي على اعتبار إقحامها في عملية انتخابية وترشيحها لأدوار تشريعية ورقابية كبيرة، وهي لم تستقر في الكويت مؤخرًا أكثر من سنة واحدة! حيث أنها كانت في (تكساس) الأمريكية عام 2006 ونحن الآن في النصف الأول من سنة 2008، ولا أظن أن شهورًا قليلة كافية لتأهيلها لهذا الدور الهام سواءً على صعيد العلاقات الاجتماعية أو المهارات الانتخابية أو المعلومات السياسية.
إن كون المرشحة خريجة دكتوراة في الفلسفة السياسية أو حتى العلوم السياسية، لا يعطي المرء دون خبرة عمرية وممارسة عملية المهارة الكافية للنجاح في الانتخابات أو العمل البرلماني بعد ذلك، حيث تتميز الساحة الكويتية بجوانب مختلفة، سيجد من لا يجيد التعاطي معها نفسه واقعًا في منزلقات شبيهة بما وقعت به الحكومة (الرشيدة) في قضايا التعديات والتأبين والفرعيات.
كما أن ترشيح الدكتورة أسيل يعد بمثابة عملية تضليل لها من جانب فرص الفوز المنعدمة، ولعل اكتشاف هذه الحقيقة هو ما صرف نظر ناشطات مخضرمات أخريات عن قبول استخدامهن كوسيلة متاحة لتحسين الصورة الإعلامية للتحالف (الليبرالي) دون رغبة جدية منه بدعمهن حتى نهاية المشوار.
حيث أن التحالف الوطني الديمقراطي قد رشح عضوين معها، مما يعطي لحملته الانتخابية هامش تحرك بمقدار اسم واحد على البطاقة الانتخابية، ويتنافس على هذا المقعد الرابع كل من: د. رولا دشتي وصالح الملا وأحمد السعدون وأحمد المليفي وآخرين، ومن الواضح أن التضحية بها ستكون أسهل مع ازدياد حدة المنافسة، وسنجد جموع الليبراليين والمتعاطفين معهم ينتخبون للشايع والخالد والسعدون والملا مثلاً، وسيذكرون بالخير تضحية (المرأة) مع أجل رفاق درب النضال الوطني!
إن عملية التضليل هذه لا تقف عند جانبي القدرة والفرصة لدى المرشحة د. أسيل العوضي، ولكنها تتجاوز ذلك لتضمن تضليل الناخبات عبر دغدغة مشاعرهن بعملية وهمية بحسب رأيي، وهو مأزق يضاف لمآزق لوائح مرشحي التيار الليبرالي المنهزم قبل دخوله لساحة المعركة الديمقراطية، ما لم يبادر إلى رفع مستوى التحالف الليبرالي- الحكومي في (الداخلية)، أسوة بالتحالف الشعبي- الحكومي في (الخارجية)! والله أكبرولله الحمد.