في الانتخابات الماضية 2006 عندما كانت الدورة الأولى لدخول المرأة في (معمعة) العمل السياسي، لم أشارك كثيرا ولم أهتم بشكل واضح بهذا الجانب الجديد في حياة المرأة الكويتية، قد يكون من أهم أسبابي عدم اقتناعي أصلا إلى اليوم بتعمق المرأة وغوصها في قيعان البحر السياسي،
وهذا لا يعني عدم ابحارها على السطح جالسة في مركب التصويت ، مع تحكمها بهذا المركب من خلال بوصلة الفكر المنير والعقلية الصائبة ، التي يجب أن لا تؤثر بأمواج الكلمات والمشاعر الهلامية ورياح الهدايا الفاخرة والبوفيهات المغرية ، فهذه المرأة القائدة لمركب صوتها عليها أن تتجه إلى مقر التصويت يوم الانتخابات وتثبت بثقة لكل من يحاول تغيير مسارها بأن بوصلة عقها هو من يديرها ويتحكم بها وليس ( الحكي الفاضي) الذي يقال من ورائها طبعا في بعض المجالس الرجالية.

 

  من خلال جولاتي وصولاتي هذه الأيام في مختلف المقرات الإنتخابية النسائية بدعوة طيبة من الأخوات الفاضلات للجان الانتخابية وذلك لحضور الندوات واللقاءات التعارفية النسائية وفتح المقرات لمرشحي ومرشحات مجلس 2008 ، حاولت أن أجمع من كل دعوة بطاقة ومن كل ندوة كلمة ومن كل لقاء رسالة لأسطره اليوم لكم قرائي الكرام لكي تشاركونني وأشاطركم بعض ما عندي، ومن خلال هذه السطور أرسل بعض همساتي القلبية عساها أن تصل إلى الآذان المعنية :

* مرشح ليبرالي ( لعلع صوته ) حتى بانت حنجرته في ندوته وهو يسخر من أداء النواب المحافظين والجماعات الإسلامية ، أهمس له : هذا أداؤك قبل المجلس فماذا ستفعل تحت قبة البرلمان ؟ ولا تنس مهما كان الفكر المحافظ لا يعجبك ، يبقى هو الأصح والأكثر انتشارا في مجتمعاتنا الإسلامية .

* مرشحة لم يحضر في ندوتها إلا بعض محرري الصحف الجديدة وابنها وجارتها، ولاحظنا تأتأتها وبدلياتها منذ أول كلمة نطقت بها ، بالإضافة إلى عدم قدرتها على ايصال برنامجها الإنتخابي بوضوح رغم أن البرنامج كان مكتوبا أمامها، وتوهقت من خلال أسئلة بعض الصحافيين.
أهمس لها : عزيزتي ... لماذا العناد والاصرار على الخطأ ؟ والله فشلة

* مجموعة طالبات جامعيات أعلنن عن رغبتهن للعمل مع المرشحين في أي دائرة أو مثلث أو مربع ولكن بشرط : من سيدفع أكثر؟ وكانت الحجة وراء هذا الشرط هو: مصاريف الجامعة وايد والمكافأة الشهرية 100 د.ك ما تكفينا. لا أدري أصرخ أم أهمس وأقول : أخواتي عذركن أقبح من الذنب، أنتن مثقفات فلا تصبحن مغفلات .

* بعض المرشحين الإسلاميين وناخبين محافظين طالبوا طوال حياتهم ولا زالوا يطالبون وسيطالبون حتى آخر نفس فيهم بمنع الاختلاط في الجامعة بين الطلاب والطالبات، ونراهم اليوم أثناء تنسيقاتهم وتكتيكاتهم الانتخابية المقبلة نسوا وتناسوا كل مفاهيم فصل الاختلاط ، وصاروا يطبقون الاختلاط بحذافيره من خلال ضحك وسوالف وغشمرة، ليكسبوا ويستميلوا الصوت الناعم لصفهم ، ولم لا ؟ أليس عدد الناخبات أكبر وأكثر من عدد الناخبين! أليست أصواتهن تنجح وتسقط ؟ ماذا لعلي أهمس وأقول لهم ، أهكذا تستغل الأحكام الشرعية حسب المصالح والأهواء.  



* لجنة تنظيم بعض المرشحات بالغن كثيرا في الاهتمام بالكماليات من ديكور المكان وإضاءة، وأجود أصناف المأكولات العربية والغربية ، والمشروبات الساخنة والباردة، وهدايا ثمينة وإعلاميات متنوعة ، كل هذا وأهم شي البرنامج الإنتخابي فاضي ولا جديد أو مفيد ، والمصيبة الأكبر أن هؤلاء المرشحات لديهن قناعة تامة بعدم وصولهن للمجلس حتى 2080 ، أهمس بأذنهن : لماذا ضياع المال والوقت والجهد لأجل كم تصريح ولقاء في جريدة وبرنامج تلفزيوني ؟ رحم الله امرء عرف قدر نفسه.

* أسر كويتية حجزت تذاكر سفرها وغيرها من الأسر حجزوا الشاليهات ليوم 17/5 ، معلنين عن مقاطعتهم للانتخابات أكثر من مقاطعتهم للمنتجات اليهودية ، فأكثر من 250 مرشح لم يستطع إقناعهم بمختلف برامجهم الانتخابية ، ولا يودون مشاركة الدولة بعرسها الانتخابي الديمقراطي ، أهمس لهم : إن كانت تذاكر سفركم ومصاريف الشاليه على حسابكم .. فعليكم بالعافية ونحترم اختياركم بحكم الديمقراطية ، ولكن إن كانت الجنسية محبوسة في أدراج أحدهم ، وهناك من دفع للامتناع ، فتأكدوا وناسة الحرام ما تدوم.

 

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية