(حدس) هو اختصار الحركة الدستورية الإسلامية، وهو التنظيم السياسي الذي أسس في الكويت المحتلة 13 أكتوبر 1990 وأشهر في الكويت المحررة 31 مارس 1991، وقد تشرفت بالعمل في الحملات الانتخابية للحركة – بأدوار مختلفة – منذ 1992 وحتى وقتنا الحاضر، والحمد لله رب العالمين.
وأود في هذا المقال أن أحدد أسباب اعتزامي انتخاب مرشحي (حدس) في الانتخابات الجارية، حتى يكون دعمي لها – كعادتي إن شاء الله – دعمًا مبصرًا وليس طاعة عمياء، وذلك من خلال التساؤلات التالية:
هل أنتخبها لأنها قدمت أداء وزاري مميز، من خلال الناطق الرسمي السابق باسمها ووزير الكهرباء والماء الحالي، المهندس محمد العليم، الذي أدار أزمات الكهرباء المتتابعة بشفافية لم نتعودها من الوزراء منذ عقود؟
حيث صارح النائب السابق والوزير الحالي العليم المواطنين عمومًا والنوّاب خصوصًا، بحجم المشكلة وخططه لحلها، وأشرك الجميع معه في القضية ليجعل (ترشيد) الطاقة عادة جماعية يومية جديدة.
أم أنتخبها لأنها قدمت أداء نيابي مسؤول، فلم تتطرف مع المطالبات الشعبوية الفوضوية، ولم تتعصب مع التوجهات الرأسمالية الطبقية، بل وقفت موقف الحكيم المالك لقراره؟
حيث لم تؤيد (حدس) المطالبة بإسقاط كافة القروض عن جميع المواطنين، لكنها أيضًا لم تعارض إسقاطها بصورة مطلقة وقاطعة، بل قدمت اقتراح المحفظة المالية لسداد ديون المعسرين، وقدمت كذلك ضوابط تبناها الجميع بعد ذلك، مثل إسقاطها عن المعسرين ومنع المستفيد من الاقتراض مجددًا لحين سداده لأقساطه وقصرها على الديون الحقيقية وليس الاستثمارية أو الاستهلاكية البحتة.
أم أنتخبها لأنها احترمت عقل الناخب فطرحت برنامجها الانتخابي علي، ولم تكتفِ بالشعارات الثورية والعبارات الحماسية، بل طلبت مني انتخابها بناء على برنامج مفصل أستطيع محاسبتها عليه بعد ذلك؟
وكم هو مؤسف أن يتشدق الآخرون بعبارات ضخمة مثل (التنمية) و(الإصلاح) و(التعددية)، ويكون ما وراء هذه العبارات هو نقضيها أو الفراغ التام في أحسن الأحوال! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أم أنتخب (حدس) لأنها كانت التيار الوحيد الذي ندد بالإجراءات القمعية التي صاحبت محاول إفشال الانتخابات الفرعية لقبائل الكويت، بينما وقف التيار الشعوبي والتحالف العلماني موقف المحرض أحيانًا والمتفرج أحيانًا أخرى؟
من المعيب حقًا أن يقدم الشعبويون مصالحهم الانتخابية على حقوق غيرهم من المواطنين، وأن يغمض العلمانيون أعينهم لنزعة عنصرية تسيطر عليهم منذ نشأتهم! وعسى أن يكون فيما حدث تنبيه للغافل الذي ما زال يرسم لهؤلاء صورة جميلة في مخيلته.
أم أنتخب (حدس) لأنها حركة ذات مبادئ إسلامية، تنطلق منها وتفتخر بها، فأنا أعتبر مصلحة الوطن جزء من مبدئي الإسلامي، كما أن الإسلام بدوره مكوِّن أساسي لنظامنا الدستوري؟
وأسجل هنا استنكاري لكل من يعطي صوته لفلان أو علاّن، وهو يعلم أنه لن يؤيد – بل قد يعارض – قوانين مثل فرض الزكاة أو فصل الاختلاط أو تحريم الربا أو تطبيق الحدود، بحجة أنه (وطني) أو (إصلاحي)، ولا أدري أي وطن سيبقى بلا دين يصونه، أو أي إصلاح سيتم دون اتباع شرع رب العالمين، ولهذا قال شاعر الإسلام محمد إقبال:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان ،،، ولا دنيا لمن لم يحيِ دينا
ومن رام الحياة بغير دينٍ ،،، فقد جعل الخراب له قرينا
في الختام كان هذا جانبًا من التساؤلات التي قادتني لدعم مرشحي الحركة الدستورية الإسلامية وعزمي انتخابهم في 17/5 بمشيئة الله، أما المجاملات والمعاملات فلها ميادين أخرى غير ميدان الشهادة أمام عالم الغيب والشهادة، والحمد لله أولاً وأخيرا.