شعرت بنشوة جهادية كبيرة حينما رأيت هذه الصورة في الجريدة ويبدو فيها الشيخ محمد العريفي الداعية الاسلامي في الزي العسكري حاملاً السلاح مقاتلاً الحوثيين الضالين.. ولا شك أن الشعوب الاسلامية اليوم متعطشة لفتح باب الجهاد خصوصاً شباب الصحوة الاسلامية..
لم يكن الأمر مفرحاً أن ترى المسلمين يتقاتلون في ما بينهم وإن كنت أعتقد بانحراف الحوثيين عن المنهج الصحيح للإسلام.. لكن هل قتالهم اليوم مشروع؟ وهل هو جهاد فعلاً؟
والحكم على هذه المسألة يحتاج إلى قرينة تاريخية نحتكم على أساسها.. فرأيت تشابهاً عجيباً بين قتال الحوثيين وقتال الخوارج في النهروان. لم يقمع الامام علي كرم الله وجهه فكر الخوارج ولم يصادر آراءهم ولم يمنعهم من حرية الدعوة إلى فكرهم المنحرف.. إيماناً منه أن الفكر المنحرف لا يُواجه إلا بالفكر الصحيح .. لكن لم يرفع الامام علي السلاح عليهم إلا بعدما رفعوا هم السلاح عليه.. فالسبب الذي جعل الامام علي أن يقاتلهم ليس انحراف عقيدتهم.. إنما ابتداءهم بالقتال.
الحوثيين.. نرى أنهم على غير منهج الصحابة وغير منهج آل البيت.. وانحرافهم لا يبرر قتالهم لكنهم بدأوا بالعدوان على جنوب المملكة العربية السعودية ولذلك شُرع قتالهم من باب جهاد الدفع ومن قتل دون أرضه فهو شهيد..
ليس لدي أدنى شك في شرعية (الجهاد) هنا.. وقد أعجبني منظر الشيخ العريفي الذي جسّد صورة الداعية القدوة الذي يفعل ما يقول لا كالذي يخطب ويدعو الناس للجهاد على المنابر ثم تراه أول من يتولى يوم الزحف..
أهدي الشيخ محمد العريفي رسالة شكر على هذا الموقف
لكن يا شيخ إإذن لي بالعتاب الآن.. والمؤمنون يتناصحون فيما بينهم
قد أعلنتم الجهاد على الحوثيين وحرضتم المؤمنين على القتال.. لكن أينكم من إعلان فتح باب الجهاد منذ زمن على الصهاينة؟ أينكم من تحريض المؤمنين على تحرير المسجد الأقصى ثالث الحرمين؟ أينكم من الضغط على الأنظمة والحُكام للتحرك لرفع الظلم على إخواننا المسلمين في غزة؟ آلآن صار الجهاد مشروعاً؟ على الحوثيين فقط؟ هل نعلن الجهاد على الحوثيين لأنهم عدو ضعيف وسهل ولا نعلنه على إسرائيل لأنها تملك القوة والسلاح؟
أرجو من كل قلبي أن أرى الشيخ العريفي وغيره من الدعاة في الصفوف الأولى في مواجهة عدو الإسلام الأكبر.. هذا هو الجهاد الأكبر
عتاب آخر يا شيخ.. إن الله سبحانه وتعالي يقول: "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله" .. المنهج الرباني يحثنا على محاولة إنهاء القتال بالصلح حقناً للدماء وحفظاً لوحدة المسلمين ودرءاً لشماتة الأعداء.. أيننا يا شيح من هذا الصلح ونحن نتهجم على السيستاني ونستفز الطائفة الشيعية في هذا الوقت الحرج الذي نحن أحوج فيه إلى الحوار وإخماد نار الطائفية؟ فإن المطلوب من الآية هو الاصلاح ثم القتال إذا بغت إحداهما على الأخرى.. لماذا اقتطعنا الجزء الأول من الآية وأخذنا بآخرها؟
كلي أملٌ أن أرى المسلمين يوماً ما في صف واحد أمام العدو الصهيوني