كل عام وأمة الإسلام بخير، وأهنئ المصريين والسودانيين واللبنانيين بأثر رجعي بقدوم شهر رمضان لأنهم سبقوا بقية الأمة إلى الصوم، واسمحوا لي أن أعكنن أمزجتكم في مطلع الشهر الفضيل بإعادة فتح ملف الجنرال وليام بويكن، الذي تبوأ منصبا رفيعا في وزارة الدفاع الأمريكية ثم تبوأ (اختر الحرف الصحيح في آخر هذه الكلمة) على رؤوسنا طبعا الصحف العربية لم تقصر في نقل الإساءات التي وجهها بويكن للإسلام والمسلمين، والرد عليها ولكنني من هواة تقليب المواجع، ولا أحبذ سياسة عفا الله عما سلف إذا كان ما "سلف" أمرا لا ينبغي نسيانه أو السكوت عليه،.. معظم الصحف اكتفت بنقل وصف بويكن للإسلام بأنه الشيطان الذي ينبغي مواجهته وهزيمته بتعاليم المسيح، أي أنه يريدها صليبية على الرغم من البكش الذي يمارسه بوش وجماعته مع المسلمين، ولكن قليلين تذكروا أنه سبق للجنرال بويكن هذا أن قال قبل سنوات ردا على الجنرال الصومالي الراحل محمد فارح عيديد الذي قال إن الأمريكان لن يتمكنوا من أسره لأن الله سيحرسه ويحميه من الأسر: إن إلهي أكبر وأقوى من إلهك!! نعم هذا ما قاله بويكن بالحرف الواحد بل وأضاف أن إلهه المسيحي "حقيقي"، في حين أن إله المسلمين مجرد صنم!! هنا أترك التعليق لفريد زكريا رئيس تحرير جريدة نيوزويك الأمريكية وهو مسلم من أصل هندي، ولكنه أمريكي مائة في المائة وغير معني بالدفاع عن الإسلام والمسلمين، وما كان له أن يشغل منصبه الرفيع لولا أنه مدافع قوي عن مصالح أمريكا... المهم أن زكريا يقول لبويكن في افتتاحية عدد المجلة الأخير: أُقدم معلومة أساسية لكبار مسؤولي الاستخبارات في وزارة الدفاع الأمريكية،.. كان الإسلام في أحد جوانبه ردة فعل على عبادة الأصنام، ويحرم حتى نحت التماثيل!! هل سمعتم بأن لمحمد تمثالا؟
وطبعا حاول بويكن أن يخفف من وقع كلامه المسيء للإسلام بالزعم بأنه عنى بالقول إن إلهه المسيحي أقوى من إله الزعيم الصومالي المسلم بأن المسيحيين يملكون المال والقوة العسكرية، ولكن فؤاد زكريا يرد عليه بمطالبته بأن يقدم تفسيرا لقوله: إن الله هو الذي اختار جورج بوش رئيسا، بمعنى أن الله اصطفاه من دون الخلق ليؤدي رسالة معينة!! وعندما اشتكى بعض المثقفين الأمريكيين وطالبوا بإبعاد بويكن من منصبه قال دونالد رامسفلد وزير الدفاع الأمريكي ذو الوجه الجلمودي: نحن شعب حر ومن حق الرجل أن يعبر عن رأيه!! طيب هل كنت ستحترم رأيه لو قال إن حرب العراق خاطئة؟ أو لو قال إن إسرائيل دولة معتدية؟ هل تحترم يا رامسفلد الرأي الآخر؟ إذن اسمعها مني: أنت المسؤول عن ورطة بلادك المنيلة في العراق، وأنت المسؤول عن كل قطرة دم تراق هناك سواء كانت عراقية أم أمريكية!! هل تحترم وجهة نظري هذه أم ستضعني في قائمة المرشحين لقضاء الشتاء في جوانتانامو؟