صادف الأسبوع الماضي ذكرى يوم النكسة العربية في تاريخ 5-حزيران – 1967 ، وبالتالي نتوقف اليوم الثلاثاء مع تأملات بهذا الشأن الكبير الذي خسرنا فيه فلسطين كاملة وأجزاءً من مصر وسوريا والأردن.

- لكل شيء صورتان ، فهذا اليوم بالنسبة لنا نحن العرب نكسة وهزيمة وهو بالنسبة للصهيونية يوم عزة وفخر وانتصار...أقول هذا كي نتذكر في أيام انتصاراتنا أن هناك أيام ذل أيضاً مررنا بها وعلينا تجنبها وعدم الرقص على ماضي الانتصارات فقط.

- حسب كافة التقارير الاستخباراتية العربية التي تخرج فإن خسارة الحرب لم تكن بسبب أمريكا ولا قوة إسرائيل ، لكن بسبب ظننا السيء ببعضنا البعض فكم من تقرير أكد معرفة موعد الهجوم وطريقته من مصادر مختلفة لكن عدم الرغبة بالتصديق جعلنا نخسر كل شيء.... تقول الحكمة : " دائماً اسأل ماذا سأخسر لو صدقت الكاذب ، فبعض كذبه صدق!!".

- كثيرون لا يعرفون أن الحرب استمرت ما بين 5-10 حزيران عام 1967 ، لذلك توجب أن نجعل هذا الأسبوع أسبوع نكسة وليس يوم نكسة فقط فاختزال القضايا الكبيرة ليس بالجيد !

- نحن من أقصر الأمم طول بال في التاريخ ، فلأن مناسبة إعلان الدولة الصهيونية جاء في 15-أيار (مايو) وسقوط باقي فلسطين جاء في 5-حزيران (يونيو) وجدت الاهتمام أكبر بالأولى والثانية كان أقل لأن البعض " يمل للأسف بسرعة!".

- حسب المواقع الالكترونية العالمية مثل ويكبيديا وحسب كتب باللغة الإنجليزية تباع في بلادنا فإن " لا أحد يعرف حتى الآن إن كان الهجوم الإسرائيلي عدواني أم دفاع عن النفس"...فقط للتذكير كيف يرى العالم صراعنا ونحن مهتمون حتى الآن بالهوامش وترتيب الكلمات أيهما يأتي أولاً الفعل أم الفاعل.

- عندما تقرأ عن تلك الحرب تعرف أن العرب كانوا يستعدون بالعدد والاستعراض ، لكن العدو كان يستعد بالفاعلية والأشياء القادرة على حسم الحرب...مشكلتنا ليست فقط بالحرب بل بكل شيء في حياتنا أننا نأخذ الأمور بالمظاهر ولا نعرف معنى كلمة "حسم " حتى الآن.

- الإعلام العربي الذي نهاجمه اليوم ونصفه بالكاذب والمضلل كان كذلك منذ عام 1967 ، بل كان يزف للناس أنباء الانتصار وكيف نأسر الصهاينة ونقتلهم وكيف دخلنا القدس كاملة وحررنا فلسطين....صدقوني مشكلة المعرفة الصحيحة هي مشكلة العرب منذ عصور ، وإن لم نتخلص من هذا فلا نهضة لهذه الأمة!.

- مما يؤكد أهمية الفن وأهمية التلفاز في صنع الرأي العام وفي خلق ثقافة للمشاهدين بشكل صحيح أو خاطىء حسبما ما يريد صاحب المحطات الإعلامية ، أن كثيرين يعرفون تفاصيل حرب 67 ويعرفون ردة فعل الناس عليها من مسلسل رأفت الهجان الذي كان يبكي ويكرر مقولة " ليه يا ريس".


- كم هناك دولة عربية تعلم طلابها الأطفال ما جرى في عام 1967 وتعلمهم أن أسرانا دفنوا أحياءً؟؟؟؟....للعلم الصهاينة يعلمون أطفالهم كل شيء منذ الصغر كي لا يخرج جيل غير مهتم بما يجري مثلما يحصل لدينا!.

- في الأسفل مقطعان فيديو ، الأول لجمال عبد الناصر الرئيس الذي أحترمه وأحبه جداً وهو يتنحى ويعترف بمسؤوليته أمام الناس وإن ادعى البعض أنه خطاب صوري لا أكثر لكنه على الأقل تجرأ عليه ، والثاني لنعرف أسباب نكستنا من مسرحية لدريد لحام كانت تحمل اسم كاسك يا وطن (فقط راقبوا كلام دريد لحام وهو يصف وضعنا).

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية