اسم العملية: حرية العراق
الميزانية المخصصة لها:180 مليار دولار
المبرر: البحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق
الهدف المعلن: اسقاط نظام الحكم في العراق
الهدف المضمر: الاستيلاء على الثروات النفطية العراقية 1 ) مع حرب اكتوبر واستعمال الدول العربية لسلاح البترول ضد الدول الغربية المساندة لاسرئيل في احتلالها للأراضي العربية، ظهرت لأول مرة في القرن العشرين قدرة العرب على التأثير في القرارات الكبرى للقوى الدولية العظمى .لكن هذا كان مبررا للأصوات الغربية المريضة بالتفوق والتي كان ناطقها الرسمي هو مهندس السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط هنري كسنجر الذي قال أن البترول سلاح لايجب تركه في يد العرب ...ليفتح مجال دراسة الأمر أمام الأجيال القادمة من جنود البيت الأبيض في البحث العلمي الموجه من قبل مصالح البيت الأبيض.
2) ولقد تأكدت تبعية العالم طاقيا لمنطقة الخليج العربي بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية التي تستهلك لوحدها 75 مليون برميل حاليا وهي الكمية المرشحة للارتفاع الى 120 مليون برميل مستقبلا ،أي مجموع ما تستهلكه اوروبا الغربية والشرقية وروسيا . إن الولايات المتحدة التي تستهلك ثلثي إنتاج العالم من النفط لوحدها لاتفكر في حمية(régime )، بل في أسواق نفطية جديدة ورخيصة تعادل سبع دول من حجم المملكة العربية السعودية لإمداد شرايين الاقتصاد الأمريكي المتزايد بالطاقة.
3) ولقد كان انهيار جدار برلين وتفتت المنظومة الاشتراكية ونهاية الحرب الباردة وزوال القطبية الدولية الثنائية...ضوءا أخضرا للولايات المتحدة الأمريكية لكي تلعب دور دركي العالم والقطب العالمي الوحيد بخلفية « النظام العالمي الجديد» الذي كانت اولى مهماته : تصفية البقية الباقية من معاقل الاشتراكية في العالم ، ولذلك كان هذان التصنيفان:
أ- دول محور الشر: ايران، كوريا، العراق...
ب- الدول المساندة للارهاب: سوريا، ليبيا، السودان، افغانستان
ولان التدخل في دول اجنبية يحتاج لحجج وحلفاء اوفياء ومشروعية دولية وتعاطف الراي العام العالمي ...
فقد كانت الفرصة الذهبية على الطبق الذهبي هي تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي حررت الولايات المتحدة من كل التزام لا بمواثيق الامم المتحدة ولا بالاسلحة المحظورة ولا باتفاقيات جنيف للاسرى ... وبدأ قانون الغاب .
4) البداية كانت افغانستان لكن الخطوة التانية فهي بلد" الف ليلة وليلة" ، بلاد ما بين النهرين ، ذات تان اكبر احتياطي عالمي للنفط الواصل حد الاربعمئة مليار برميل 400.000.000.000 وبكلفة دولار واحد ..هذا اولا.
ثانيا: العراق بلد صديق لجمهورية الصين الشعبية وهي الدولة المرشحة بعد 30 سنة من اليوم ان تكون القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية الاولى في العالم. وكون الصين ترتبط بعلاقات تاريخية مع بلد تاني اكبر احتياطي عالمي للنفط يتير حنق امريكا التي تفكر جديا في سوق نفطية جديدة تساعدها على التخفيف من تبعيتها طاقيا للمملكة العربية السعودية خاصة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر ، حيث أحجمت السعودية عن تأييد الولايات المتحدة في حربها الصليبية على "الإرهاب" . وهو الأمر الذي جعل الأمريكان يعيدون النظر في علاقتهم بحليف يأوي معظم الطيارين الذي نفدوا عمليات 11 سبتمبر ( 14 طيارا من أصل19) ومعظم أسرى معتقل غوانتانامو....وصل الأمر بالأمريكان الى حد التفكير في معاقبة السعودية بتقسيمها الى ثلات مناطق....لكن تقسيم السعودية ، أحد أكبر أسواق أمريكا النفطية، او التخفيف من التبعية لها يقتضي أولا البحث عن سوق جديدة أولا: العراق
5 ) ولقد رأى العالم إصرار الولايات المتحدة على الحرب ضد العراق رغم تقارير المفتشيين الأمميين الذين أكدوا على خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل وأن عملية التفتيش تتطلب أسابيع إضافية، رغم معارضة كل دول العالم للعدوان ....كما لاحظ العالم حرص الولايات المتحدة على الاستيلاءعلى آبار النفط الجنوبية الستمئة واستغلال النفط العراقي فورا .....كما كان واضحا خوف الولايات المتحدة من اقبال العراقيين على احراق المنشآت النفطية على غرار ما فعلوا في حرب الخليج الثانية ....
6 ) ان الولايات المتحدة دخلت الحرب بعد أن حددت أهدافها ومصالحها الآنية والمستقبلية. وهي تعي أن مصيرها يحدد الآن في هذه الحرب وفي هذا الإحتلال.. ولذلك فمبرراتها لا تكاد تقف على قدميها حتى تقعدها أرضا الأهداف الحقيقية: السيطرة على النفط العراقي وقطع الطريق على خصوم المستقبل من كبريات الدول المصنعة... ولا أدل على ذلك من موقف جيوش الأحتلال الأمريكي من الفوضى وعمليات السلب والنهب وحرق مقرات الوزارات والمؤسسات الحكومية على مراى ومسمع من الجنود الأمريكان الذين، بعد ما أمنوا ابار النفط في الجنوب والشمال واطمأنوا لها، اقتصرت مهمتهم ليس في حماية المواطنين وذاكرتهم من إذاعة ومتاحف بل في حماية بناية واحدة وحيدة، هي وزارة النفط ... هذه هي فلسفة وأدوات التحرير في المنطق الأمريكي: تحرير النفط من يد العرب.