أنا أحب إكوادور وشعبها، فقد أثبتوا أنهم يتحلون بوعي سياسي رفيع، فقبل سنوات انتخبوا رئيسا وعدهم بتحسين مستويات المعيشة، وتقديم الحليب للأطفال في البيوت عبر خطوط أنابيب، وبأن يتم تعديل الأشجار جينيا حتى تطرح سندويتشات باللحم والكتشاب، وجلس الرجل على كرسي الحكم ولحس كلامه ذاك، أي نسي أمر وعوده، فكان أن خرجت مظاهرات عارمة أطاحت به، فقد اكتشف شعب إكوادور أن الرجل واسمه أبو كرم مستهبل،.. وما لم يكونوا يعرفونه هو أنه عربي "يعني معذور" لأن الاستهبال في جيناته ومن ثم فقد كان يقول ما لن يفعل،.. وكلام الليل يمحوه النهار!! ومنذ أن طار أبو كرم وأكوادور تنعم بالاستقرار والازدهار!! ولكن وقبل أسبوع طفحت الجينات العربية في أحد المسؤولين الإكوادوريين (ففي تلك البلاد جالية عربية ضخمة عمرها نحو مئتي سنة)، فقد عقد محافظ إحدى مقاطعات إكوادور مؤتمرا صحفيا، مصطحبا معه ببغاء، وكلما طرح الصحفيون سؤالا على المحافظ تولى الببغاء الرد: كل شيء يسير حسب الخطة المرسومة... هذا السؤال تردده جهات مغرضة حاقدة تخطط للنيل من مكتسبات بلادنا... لا نعاني من مشكلات في الخدمات... لا توجد عندنا مشكلة مجاري بعد أن بدأنا في ضخ الكولونيا في شبكات الصرف الصحي!! والفرق بين ذلك المسؤول الاكوادوري والمسؤولين عندنا، هو أن الأول جاء ببغاء حقيقي ليقول الكلام المكرر والمعاد والممجوج، بينما جماعتنا يأتون ببغاوات بشرية ثقيلة الدم لتقول نفس الكلام السخيف عاما بعد عام ولتؤكد لنا أننا نرى الأمور بالمقلوب،... عندما استولى عساكر الجبهة الإسلامية على الحكم في السودان في عام 1989 فرضوا حظر التجوال الليلي على الناس طوال أربع سنوات وبرر الدكتور حسن الترابي (قبل أن يصبح من دعاة الديمقراطية بعد أن راح لاحقا ضحية القمع الذي كان يقننه)... بأن حظر التجوال والحد من حرية الحركة يساعد على الترابط الأُسري والتناسل والتكاثر.
وبوصفي إعلاميا فإنني أدرك كم يعاني العاملون في الأجهزة الإعلامية العربية وهم يرددون كلاما لا يقنع حتى هبنقة،.. وتحويل ابن آدم إلى ببغاء فيه إهدار لكرامته، ومن ثم فإنني أقترح إلغاء وظائف المذيعين واستبدالهم بكائنات افتراضية (فيرشوال) أي يتم تجميعها إلكترونيا لتتولى تقديم الوعود الرسمية والضحك على عقولنا فنوفر بذلك مبالغ ضخمة يمكن إنفاقها على الحفلات الرسمية التي تقام بمناسبة افتتاح المشروعات الافتراضية (الوهمية).