"ما زلتُ أتذكر الرجُل الذي وقف وأسرته أمام متجرٍ صغير يُحاولُ أن يشتري لهم شيئًا، وليسَ في جيبهِ إلا دنانير كويتية لم تعُد ذات قيمة، فطفرت من عينهِ دمعة لم يمسحها حتى وجد أمامهُ رُزمةً من المالِ ألقى بها عابرٌ أمامهُ، وتوارى وهو يخفي وجهه." محمد حسن علوان

الذكرى السنويّة المجيدة للعيد الوطني وعيد التحرير تعود. تعودُ لتذكر أهل الكويتِ بنشوةِ الحُرية، تلكَ التي سُلِبت منهم إبّان الغزو الصدّامي الغاشم؛ التي امتطى فيه شعبُها صهوة الحُزنِ المذهول والتساؤلات التي تكادُ لا تنفك عن قرعِ الطبولِ بداخلِ رؤوسهم.

ذكرى الاستقلال، هو ذلك اليوم الذي ودعت في الكويت ماضٍ طبعَ فيه الآباء والأجداد على جبينِ الكويت قُبلا من التضحية في سبيل العيش الكريم والدفاع عن تراب الوطن.

 

وقد أعلِن استقلالها في التاسع عشر من شهر يونيو عام 1961 م في عهد المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح الذي تولى مقاليد الحكم عام 1950 م. وكان عيد جلوس سموه في الخامس والعشرين من شهر فبراير، فاتفق على أن يجمع العيدان في يوم واحد. ومنذ ذلك الحين ودولة الكويت تحتفل بعيدها الوطني وبوجودها النبيلِ في قلوبِ شعبها في الخامس والعشرين من فبراير من كل عام.

وها هي الكويت الآن تتسربلُ بثوبٍ أنيقٍ في ذكرى العيد الوطني الحادي والخمسين على الاستقلال، وهو ما يتوافق مع الذكرى الحادية والعشرين على تحريرها. تكتسي أبهى الثياب/ثيابٌ تليقُ بعِزتِها، تليقُ بانتصارها المؤزّر.

كويتُ اليوم: عددٌ من المغردين في تويتر يُطلِقون مبادرة لزيارة شهداء بيت القرين ووضع الورد في ذكرى استشهادهم  يوم 24 فبراير في حملة لتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ كل ما يسيء للنسيج الاجتماعي. بيت القرين هو موقع المعركة، وصار الآن متحفًا وطنيًا.

وكتب أحدهم بخصوص هذه المبادرة: "إنّ شهداء القرين بشارة النصر الكويتي، اختارهم الله قبل تحرير الكويت بساعات فاختلط الدم السني بالشيعي ليسطروا أروع ملاحم الوحدة الوطنية."

أما في الدعاية والإعلان فإنّ دعاية شركة «زين» للاتصالات تنحتُ البسمة على قلوبِ مُشاهديها، إذ دمجت عدة أغانٍ وطنيّة أصيلة المعنى. غنّى الجميعُ بقلبٍ واحد.. وصوتٍ واحدٍ يهتِفُ باسمِ الكويت ولأجلها؛ فوطنٌ كالكويت يستحقُ كل هذا الحُب. في الشرق الأوسط، تُعد الكويت النموذجَ الوحيد الباقي للوحدةِ الوطنيّة في مجتمعٍ تعددي ومتنوع، وتشكّل التجربة الأمثل لباقي دول المنطقة.

ففي محلات الخُضر تجدُ البائع قد صفّها وزيّنها لتُصبِحَ علمًا، وفي «السوبر ماركت» ترى المشروبات الغازيّة وقد عبأتِ المكانَ وطنيةً، اصطفت وكأنها تأبى إلا أن تبدي فرحتها لكويتها، أما السيّد «جوجل» فيحتفلُ على طريقتهِ الخاصة جدًا.

"هذهِ الأرضُ التي تُدعى الكويت.. هي منّا ولنا.. كل دبوسٍ إذا أوجعها.. هو في قلبي أنا" د.سعاد الصباح

أدام اللهُ على الكويتِ الأمان، وسياجَ العُنفوان. هنيئًا لها بشبعها، وهنيئًا لشعبِها بها.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية