اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 9 ديسمبر سنوياً يوما دوليا لمكافحة الفساد، وذلك بعدما اعتمدت الجمعية العامة في 31 أكتوبر 2003 اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وقد دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في ديسمبر2005م .
كان اختيار يوم عالمي لمكافحة الفساد من أجل نشر الوعي عن مشكلة الفساد وعن دور اتفاقية الأمم المتحدة في مكافحة الفساد ومنعه؛ حيث يكلف الفساد الدول واقتصادياتها خسائر جسيمة ويعوق حركة التنمية والتقدم للمؤسسات والدول؛ ذلك لأنه تضيع قيم التقدم من الجد والاجتهاد والكفاءة والأمل والقدرة والتفاؤل والإخلاص والولاء والجماعية والإيجابية والمسئولية، لتحل محلها قيم التخلف من الفردية والإنتهازية والمصلحة الشخصية والواسطة والسلبية واللامبالاة والمحسوبية والإحباط واليأس والعجز؛ مما يلقي بظلال سيئة على الجميع في النهاية؛ فالفاسد لن يستمر على الدوام محتفظا بسلطته أو نفوذه، ولكنه يقتل ويشيع الإحباط والسلبية لدى العموم على مستوى المجتمع أو المنظمة.
ويمكن تعريف الفساد بأنه سوء استغلال السلطة العامة لتحقيق مكاسب خاصة.
وتتعدد أنواع الفساد بين عدة تصنيفات من أبرزها:
التصنيف الأول: إداري/ مالي / سياسي
التصنيف الثاني: تنظيمي/سلوكي/ جنائي
وتتعدد أشكال الفساد بين الرشوة والاختلاس والمحسوبية وتبديد المال العام وسوء اختيار القيادات الإدارية وإهدار الكفاءات وغيرها.
وتتعدد أسباب الفساد بين أسباب اقتصادية واجتماعية وتربوية وأخلاقية وقانونية وإدارية وسياسية.
وتعمل الدول العربية على مكافحة الفساد من خلال أجهزة متخصصة ومسئولة ومن خلال استراتيجيات وطنية لمكافحة الفساد.
ويتطلب مكافحة الفساد عدة جوانب من أبرزها:
-التركيز على التعامل مع أسباب الفساد والقضاء عليها وخاصة الأسباب الاقتصادية.
-تطبيق استراتيجيات التغيير من خلال الخلط بين استراتيجيات الإقناع والإجبار والمشاركة واسعة النطاق والمشاركة المركزة.
-التركيز على تطبيق المؤسسية التي تضمن وجود معايير وقواعد واضحة للجميع على المتعاملين مع المؤسسة وعلى العاملين فيها في مختلف الجوانب من تقديم الخدمات والتعيين والترقي وتولي المناصب القيادية في المؤسسة.
-التركيز على الاستراتيجية التعليمية/الثقافية عبر نشر ثقافة مكافحة الفساد من خلال وسائل الإعلام والتعليم والثقافة والتوعية بين جميع الأفراد بالعواقب الوخيمة للفساد على الجميع؛ حيث تتراجع مؤسسات الدولة وبالتالي تتراجع التنمية والتقدم للدولة، ولذلك يعد مكافحة الفساد مهم ولمصلحة جميع الأفراد ومختلف الأجيال في النهاية؛ حتى يشيع الأمل والتفاؤل والإيجابية لدى العموم من أجل أن تتقدم المؤسسات ويزدهر المجتمع وتتقدم الدولة ويعيش الجميع في رخاء ورفاهية وأمان واستقرار.