صُلِبَ الميسحُ!.. بل شُبِّهَ لهم
واعتُقِلَ صدَّام ، بل شُبِّهَ لهم أيضاً..
هاهو يصولُ ويجولُ في العالم وخاصةً العربي.
يبطش، يقتل، يأسر، يقهر، يعدم ، ينفي، يظلم، يمتصُّ دماء الشعوب، ينهبُ ثرواتها وخيراتها،
يجرِّدها من أبسط حقوقها وهو الحياة، يقضي ألاَّ يُعبَدَ إلاَّ إيَّاهُ وبإخواننا ظلماً وتنكيلا، يقتلُ الأبناءَ
ويستحيِ النساء، يُخرِجنا وإخواننا من ديارنا لأننا لسنا على ملَّته، ويُبقينا إن اتَّبَعناها..
هو ذا الطاغية الحقيقي * بوشَّارون وما صدَّام وسواه إلاَّ صورٌ وهميةٌ لخداع من في قلبه مرض ـ بمعنى من كان بلا عقلٍ أو بصيرة...
ذكرتْ صحيفة ها آريتز أن اعتقاله تمَّ كما الفأر من جُحرٍ رغم المال والسلاح اللذان في حوْزَته؛ إن في ذلك لآيةٌ لأولي الألباب... فالعبرةُ تقولُ أن كلٌّ من المال والسلاح اللذان في حوزة كل حاكمٍ عربيٍّ لن يُبعِدهُ عن ذلك المصير الذي إليه آل صدَّام ـ كما الفأر ـ بموجب الصحيفة العبرية...
وماذا نملكُ أن نقول سوى/ هبُّوا واستفيقوا أيها العربُ فقد طغى الغربُ حتى غرقَ الأوسطُ...
نعم لقد طمى بل طغى الغرب وجاوزَ في الطغيان وهاهو الشرقُ يغرقُ بالسلاح والمخدِّرات وأفلام الدعارة والفياغرا وغيرها من الملوِّثات الأخلاقية والدينية والاجتماعية والثقافية والفكرية وووو...
لقد غرقَ الشرقُ بسابق ألف إنذارٍ وإنذار لكن ما تُغني النُذُرُ عن قومٍ لا يتفكَّرون...
إن اعتقال صدّام هو الانذار الأخير لكل حاكمٍ عربيٍّ بأن يعود لشعبه ، أن يحكم بين الناس بالحق والعدل
في كافة الأمور _ التوزيع العادل للثروات ـ فلا غني ولا فقير كما الرسول وأصحاب الرسول حين كان الكلُّ سواسية..
وللأخوة في العراق ؛ يؤسِفُني تقديم التهاني لاعتقال رئيسهم بهذا الشكل ، بل هم في سَكْرَتهم يعمهون، سُكارى وماهم بسُكارى، إنما عن الحقيقة مُدْبِرون...
حين قام صدام بإبادة الأكراد وقتل الشيعة وتعذيب الشعب والتنكيل به، أين كانت أمــــــــــــريــــــــكـــــــــــــا
قطعاً لم تكن في غفلةٍ عمَّا يعمل، بل قالتْ له :يا صدام كُن ناراً وجحيماً وحمماً على شعب العراق، فكان!..
بل مدَّتْه كما غيره من الأنظمة الحاكمة العربية بالسلاح ووسائل التعذيب ليكون لأمريكا ما تشاء من البلاد
بعد إبادة العباد...
قطعاً كما غيره كان يستجيب فهو ليس نبيٌّ عن الخطيئة بمعصوم، بل بشرٌ كما الآخرون ، يحلُمون ويحتملون؛
يحلمون بالخلود في الحُكم لقصورٍ في الحِكمة، ويحتَمِلون الذل الأمريكي لتحقيق الملذَّات الدنيوية من القصور
الفخمة والأموال والنساء مثنى وثلاث ورباع وما يفوق، وذلك يعود لخواءٍ روحيٍّ وروحاني...
" فانظرْ كيف كان عاقبة المنذَرين" ...
إن مشهد صدام حين كان الطبيبُ الأمريكي يفحصه أيضاً فيه عبرةٌ للآخرين؛ وهي
أن الرجل العربي إنسانُ كهوفٍ مظلمةٍ تعلوه القذارةُ بأنواعها، عاجزٌ كما الحيوانُ عن النُطْقِ، فريسةٌ للأقوى منه... أما الرجل الأمريكي فهو إنسانُ الحضارةِ والرقي، يمتازُ بالعلم ( إشارة إلى الطبيب) ، بالحلم
( إشارة إلى المعاملة الانسانية لصدام) ، بالطُهر ( إشارة إلى قفازات الطبيب أثناء الفحص) ...
عجباً من هذا الفيلم الأمريكي!...
ألم يستحق من العرب بعض وِقْفَةٍ حين أُظهِرَتْ صورة صدام بلحية ثم فيما بعد بدونها ؟!..
أعتقد كما الجميع أن اللحية رمزٌ للمسلمين وحلقها يعني الكثير لمن فهِمَ القليل!.....
ويُطالبون بمحكمةٍ عادلة!... يا لهذا السُخف ، أي محكمةٍ وعن ماذا؟!..
عن أفعالٍ بالَ الزمانُ عليها ومن قبلُ أمريكا والآخرون؟..
والسيناريو يتكرر بل سيتكرر حتى لو أُعدِمَ صدام ومن حذا حذوه فقد قضى بوشَّارون ألاَّ يُعْبَدَ إلاَّ إياهُ!...
......................................
بوشَّارون ، تعني بوش وشارون وهي بالفرنسية bucheron من bucher أي الحطَّابُ الذي يُعدُّ المحرقة أو المِخْرَقة لا فرق!.......