مقدمة: الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونسترشده. وصلى الله على محمد بن عبد الله، رسولِ الله إلى العالمين، الهادي بإذن ربه إلى صراط مستقيم. إنّ أول ما يتبادر إلى الذهن من معنى عنوان المقال أنني سأتحدث عن حاجتنا إلى من يتصدّق علينا. وهذا في الحقيقة خِلاف المراد، وإنما المقصود بيان حاجتنا إلى أن نتصدق على الناس، وليس البحث عن صدقات الآخرين علينا. جاء الإسلام إلى الدنيا، على يد الرسول الأعظم، محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو يحمل إلى البشرية -الضائعة في تيه الحياة- جميعَ المعاني السامية، والتشريعات الحكيمة، والأخلاق الفاضلة، التي تهديها بعد ضياع، وتوحّدها بعد تفرّق، وتصلح شؤونها الدينية والدنيوية على السواء. فنجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد صحّح مفاهيم كثيرة كانت مغلوطة لدى العرب([1])، كما وسّع دوائر مفاهيم أخرى، ليتسع ميدان السباق، للمتسابقين إلى الخيرات، ويتسع أفق الوعي بين المسلمين([2]). وكان من بين المفاهيم التي عمّمها ووسعها -عليه الصلاة والسلام- مفهوم الصدقة، الذي كان مقصورًا على إعطاء الغنيِّ الفقيرَ بعضَ المال. وهذا المعنى الضيّقُ للصدقة، هو المسيطر على عقول أكثر المسلمين في زماننا. وعليه، فإني سأتكلم عن معنى الصّدقة في اللغة وفي الشرع، وعن فضلها وأهميتها، وعن مجالاتها، وعن أنواعها، وعن أفضل حالاتها، وعن فضل إخفائها، وأختم بالحديث عن عمومها وشمولها. أولًا- معنى الصدقة، لغة وشرعًا: لو تأمّلنا الكلمات التالية (الصّدق، والصَّدَاقة، والصَّدقة، والصَّدَاق)، لوجدناها ترجع إلى جذر لُغوي واحد هو (صدق). قال ابن فارس: "الصَّادُ وَالدَّالُ وَالْقَافُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى قُوَّةٍ فِي الشَّيْءِ قَوْلًا وَغَيْرَهُ. مِنْ ذَلِكَ الصِّدْقُ: خِلَافُ الْكَذِبِ، سُمِّيَ لِقُوَّتِهِ فِي نَفْسِهِ، وَلِأَنَّ الْكَذِبَ لَا قُوَّةَ لَهُ، هُوَ بَاطِلٌ. وَأَصْلُ هَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ شَيْءٌ صَدْقٌ، أَيْ صُلْبٌ. وَرُمْحٌ صَدْقٌ. وَيُقَالُ: صَدَقُوهُمُ الْقِتَالَ، وَفِي خِلَافِ ذَلِكَ كَذَبُوهُمْ. وَالصِّدِّيقُ: الْمُلَازِمُ لِلصِّدْقِ. وَالصَّدَاقُ: صَدَاقُ الْمَرْأَةِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقُوَّتِهِ وَأَنَّهُ حَقٌّ يَلْزَمُ"([3]).
وربما سمّي الصداق؛ لأنه تعبير من الزوج عن صدق رغبته بمن يعقد عليها. وقال الراغب الأصفهاني: "والصدق: مطابقة الضمير والمخبَر عنه معاً. .... والصداقة: صدق الاعتقاد في المودة، وذلك مختص بالإنسان دون غيره. ... والصدَقة: ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة، كالزكاة. لكن الصدقة في الأصل تقال للمتطوَّع به، والزكاة للواجب. وقد يُسمّى الواجب صدقة إذا تحرّى صاحبها الصدق في فعله؛ قال تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم) [التوبة/ 103]. وقال : (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)[التوبة/ ٦٠]"([4]). فيستفاد مما سبق أنّ الجذر (صدق) يدل على معنيين أصيلين؛ الأول: القوة في الشيء([5])، والثاني: التطابق بين الظاهر والباطن. وهذان المعنيان يدخلان جميع اشتقاقات الجذر ومنها الصَّدقة؛ فيجب أن يكون فيها قوة في الإيمان أو في القناعة بأدائها، وتدل على صدق صاحبها. هذا من حيث المعنى اللغوي للصدقة، وأما المعنى الشرعي للصدقة، فهو: العطية التي يبتغي بها صاحبها الثوابَ عند الله تعالى([6]). وهذا التعريف يتفق مع ما جاء في كلام الراغب، ولكني أرى أنه ينبغي إضافة قيد (أن تكون لجهة محتاجة حثّ الشرع على البذل لها)، وهو قيد مهم في تعريفها اصطلاحًا؛ لأن العطية لغير المحتاج تُسمّى هدية أو نحلة، والله أعلم. ثانيًا- فضلها وأهميتها: وردت آيات كريمة وأحاديث شريفة كثيرة في بيان فضل الصدقة ومكانتها عند الله عز وجل، ومنها: - قوله تعالى: [إن ٱلۡمُسۡلِمِينَ وَٱلۡمُسۡلِمَٰتِ وَٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ وَٱلۡخَٰشِعِينَ وَٱلۡخَٰشِعَٰتِ وَٱلۡمُتَصَدِّقِينَ وَٱلۡمُتَصَدِّقَٰتِ ... أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمٗا( [الأحزاب/ ٣٥]. فالمتصدقون والمتصدقات ينالون المغفرة والأجر الكبير من الله تعالى. وقوله تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم) [التوبة/ ١٠٣]. ففي الصدقة طهارة وزكاة لمؤدّيها، وكفى بها فضلًا وأجرًا. وقوله -صلى الله عليه وسلّم-: «الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، ...»([7]). فالصدقة حُجة وبرهان لباذلها؛ لأنها تبرهن على ما في قلبه من الإيمان وحبّ الخير للناس. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلاَ يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ»([8]). وعَنِ عبد الله بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَذْكُرُ الصَّدَقَةَ وَالتَّعَفُّفَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ: الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى السَّائِلَةُ»([9]). ثالثًا- مجالاتها: مجال الصدقة هو كل جهة خير حثّ الشرع على البذل لها، وأهمها مصارف الزكاة الثمانية نفسها: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)[التوبة/ ٦٠]. ومن مجالاتها: التصدق على الأقارب (الأرحام): فإذا كانت جهة البر المُتصدَّق عليها من أقارب المتصدّق كانت أفضل، وكان أجرها أكبر؛ لأنها صدقة وصلة للرحم. فقد قال رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لامْرَأَتَينِ تَعُولَانِ أَزْوَاجَهُمَا وَيَتَامَى فِي حُجُورِهِمَا، حين سألتا عن إجزاء صدقتهما على أزواجهما الفقراء ويتامى في كنفهما: «نَعَمْ لَهُمَا أَجْرَانِ أَجْرُ الْقَرَابَةِ، وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ»([10]). رابعًا- أنواعها من حيث الأثر: يمكن تقسيم الصدقة من حيث امتداد أثرها وأجرها إلى قسمين؛ مؤقتة وجارية. أما المؤقتة (الآنيّة)فهي التي تتعلق بحالة تنتهي في وقت قصير، في حياة المتصدِّق غالبًا، كمن يتبرع بمبلغ من المال لأحد المحتاجين. وأما الجارية، فهي التي يدوم نفعها وأثرها مدة طويلة، تمتد إلى ما بعد موت المتصدّق غالبًا. ومن ذلك التصدق بعقار للفقراء أو اليتامى أو طلبة العلم، فهذه مما يستمر من عمل المؤمن بعد موته، ما دام لصدقته أثر دنيوي على جهة الخير التي تصدّق عليها. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ "([11]). وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَسَا مُسْلِمًا ثَوْبًا لَمْ يَزَلْ فِي سِتْرِ اللَّهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ مِنْهُ خَيْطٌ أَوْ سِلْكٌ»([12]). خامسًا- أفضل حالاتها: وهنا يرد سؤال: ما أفضل حالات المسلم للتصدق؟ ويتجه السؤال إلى المتصدِّق وإلى الجهة المتصدَّق عليها. أما أفضل أحوال المسلم للتصدق، فقد جاء جوابه في الحديث الشريف الآتي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: «أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ؛ تَخْشَى الفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الغِنَى، وَلاَ تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلاَنٍ كَذَا، وَلِفُلاَنٍ كَذَا وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ»([13]). وأما أفضل حالات المتصدَّق عليه، فهو العفيف المُتعفّف، ويكون مستحقاً لها لشدة حاجته إليها، وليس الذي يسأل الناس وهو ليس بحاجة، كما جاء في الحديثين الشريفين: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ المِسْكِينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَكِنِ المِسْكِينُ الَّذِي لاَ يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلاَ يُفْطَنُ بِهِ، فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ وَلاَ يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاسَ» ([14]). عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ» ([15]). وهناك رواية أخرى تفسر المجمل في الرواية السابقة: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا لِخَمْسَةٍ: لِعَامِلٍ عَلَيْهَا، أَوْ لِغَازٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ لِغَنِيٍّ اشْتَرَاهَا بِمَالِهِ، أَوْ فَقِيرٍ تُصُدِّقَ عَلَيْهِ فَأَهْدَاهَا لِغَنِيٍّ، أَوْ غَارِمٍ "([16]). سادساً- فضل إخفائها: أما الصدقة المفروضة (زكاة المال وزكاة الفطر)، فيستوي إخفاؤها وإعلانها، وقد يكون إعلانها أفضل في حالات، وربما كان إخفاؤها أفضل في حالات. وأما صدقة التطوع –وهي مجال حديثنا-، فالأفضل إخفاؤها، ولإخفائها عن الناس أجر كبير، وفوائد كثيرة: أما فضلها، فإنّ صاحبها يدخل في السبعة الذين يُظلهم الله تعالى في ظله يوم القيامة؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَدْلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ" ([17]). وعَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ صَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى»([18]). وأما فوائدها فكثيرة، منها ما ذكره الإمام الغزالي في إحيائه، قال: أما الإخفاء ففيه خمسة معانٍ؛ الأول: أنه أبقى للستر على الآخذ. الثاني: أنه أسلم لقلوب الناس وألسنتهم. الثالث: إعانة المعطي على إسرار العمل. الرابع: أنّ في إظهار الأخذ ذلًا وامتهانًا. الخامس: الاحتراز عن شبهة الشركة. ([19]). وقد شرح الغزالي كلًّا من هذه المعاني، ثم بيّن المعاني التي تستفاد من إظهار الصدقة، حيث ذكر سابقًاأن العلماء اختلفوا في أيهما أفضل الإسرار أم الإظهار. سابعاً- عموم الصدقة وشمولها: ذكرت في المقدمة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- غيّر مفاهيم عُرْفيّة كثيرة وأخرى لغويّة، فوسّع المراد بها، ليتسع أفق التفكير والنظر لدى المسلم؛ لأن الإسلام دين عالمي لجميع البشر. ومن هذه المفاهيم مفهوم الصدقة. فماذا يعني عموم الصدقة، وماذا يعني شمولها؟ وكيف وسّع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معنى الصدقة؟ وماذا أصبحت تشمل؟ أما عمومها، فهو يعني أنها تعمّ جميع الناس؛ فكل الناس ينبغي أن يكونوا من المتصدقين بشكل من الأشكال، وبنوع أو أكثر من الأموال والأعمال، كما سيأتي بيانها. وليست الصدقة مطلوبة من جهة دون جهة، أو من فرد دون آخر. فالصدقة بعموم معناها واجبة على كل مسلم في كل يوم، كما في الحديث الشريف الآتي وأمثاله: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِمَاطَتُكَ الْأَذَى عَنِ الْطَرِيقٍ صَدَقَةٌ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ الطَّرِيقَ صَدَقَةٌ، وَعِيَادَتُكَ الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ صَدَقَةٌ، وَاتِّبَاعُكَ جِنَازَتَهُ صَدَقَةٌ، وَرَدُّكَ السَّلَامَ عَلَى الْمُسْلِمِ صَدَقَةٌ "([20]). وهناك روايات كثيرة بهذا المعنى، تتفق في الجملة الأولى، وتختلف في تعداد الأمور التي فيها صدقة، حتى لا تكاد تترك شأنًا مهمًا من أمور الحياة إلا ذكرته. وأما شمولها، فيعني أنها تشمل جميع مناحي الحياة؛ صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها، مادّيّها ومعنويّها، وهو المعنى الواسع لها، كما يُفهم من الحديث الآتي وأمثاله: هذا، وقد وردت أحاديث شريفة كثيرة، مروية عن أبي ذر وأبي الدرداء وأبي هريرة وغيرهم، رضي الله عنهم، في بيان المعنى الواسع الشامل للصدقة، وذلك في إجابته على من استشكل من فقراء الصحابة، بأنّ الأغنياء الصالحين يمكنهم التصدُّق بفضول أموالهم، وهم يصلّون ويصومون ويحجّون كما يفعل الفقراء، فتكون لهم بذلك ميزة، لا يستطيع أن يدركها الفقراء، وهي تحصيل أجر الصدقة بالمال؛ فبيّن لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جوابه أن للصدقة مجالات أخرى، غير التصدق بالمال، ويمكنهم مسابقة الأغنياء فيها، وإدراك أجرهم، وعدّد منها: التسبيح والتهليل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإعانة الضعيف، وإرشاد من ضلّ طريقه، وإماطة الأذى عن الطريق، ومباضعة الرجل امرأته، وإطعامها، وغير ذلك. وهذه بعض الروايات التي تدلّ على ما سبق: 1- عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "يُصْبِحُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنَ ابْنِ آدَمَ صَدَقَةٌ " ثُمَّ قَالَ: "إِمَاطَتُكَ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَتَسْلِيمُكَ عَلَى النَّاسِ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَمُبَاضَعَتُكَ أَهْلَكَ صَدَقَةٌ" قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَقْضِي الرَّجُلُ شَهْوَتَهُ، وَتَكُونُ لَهُ صَدَقَةٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ، أَرَأَيْتَ لَوْ جَعَلَ تِلْكَ الشَّهْوَةَ فِيمَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ، أَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ وِزْرٌ؟ " قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: "فَإِنَّهُ إِذَا جَعَلَهَا فِيمَا أَحَلَّ اللهُ فَهِيَ صَدَقَةٌ"([21]). 2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - وَهَذَا حَدِيثُ قُتَيْبَةَ - أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ (الأغنياء) بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى، وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، فَقَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قَالُوا: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ، وَيُعْتِقُونَ وَلَا نُعْتِقُ، فَقَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفَلَا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ؟ وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ» قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولُ اللهِ قَالَ: «تُسَبِّحُونَ، وَتُكَبِّرُونَ، وَتَحْمَدُونَ، دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً» قَالَ أَبُو صَالِحٍ: فَرَجَعَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: سَمِعَ إِخْوَانُنَا أَهْلُ الْأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا، فَفَعَلُوا مِثْلَهُ، فَقَالَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ»([22]). 3- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ إِذَا كَانَ نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ قَالَ: يَقُولُ لَهُ: أَبُو الدَّرْدَاءِ مُقِيمٌ فَنُسْرِجُ، أَوْ ظَاعِنٌ فَنَعْلِفُ؟ قَالَ: فَإِنْ قَالَ لَهُ: ظَاعِنٌ، قَالَ لَهُ: مَا أَجِدُ لَكَ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ شَيْءٍ أَمَرَنَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ الْأَغْنِيَاءُ بِالْأَجْرِ، يَحُجُّونَ، وَلَا نَحُجُّ، وَيُجَاهِدُونَ وَلَا نُجَاهِدُ، وَكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ، جِئْتُمْ مِنْ أَفْضَلِ مَا يَجِيءُ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ: أَنْ تُكَبِّرُوا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحُوهُ ثَلَاثًا، وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدُوهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ "([23]). وهكذا، نستنتج أن مجالات الصدقة لا تُحصى، وأنها تدخل الأقوال والأفعال والمعاني، وتشمل كل جهة أو فرد محتاج إلى الماديّات، كالغذاء والكساء والمسكن والدواء، أو المعنويات كالإرشاد والإصلاح والتسامح والعفو، وما أكثرها في كل زمان، وفي زماننا خاصة، لكثرة ما نرى من الشدة التي أصابت المسلمين في كثير من البلاد الإسلامية؛ إما بسبب الفقر وقلة الموارد، وإما بسبب الحروب الأهلية والصراع على السلطة، وإما بسبب الظلم والاضطهاد من فئة لفئة أخرى والاستئثار بالخيرات، وغير ذلك. فهل أدركنا مدى حاجتنا إلى الصدقة؟ إننا بحاجة إليها؛ لأنها تكمل النقص في نفوسنا، وتطهّرنا من ذنوبنا، وتداوي مرضانا، وتنمي فينا المعاني السامية من المحبة والكرم ونجدة الملهوف وإرشاد الضالّ وغيرها. ونحن بحاجة إليها؛ لأنها تسدّ الخلل في مجتمعاتنا، وتظهرنا بمظهر المتعاونين المتكافلين المتوادّين المتراحمين؛ لأن المسلمين ينبغي أن يكونوا كالجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمّى. وبحاجة إليها؛ لأن فيها تيسيرًا على المعسرين، وما أكثرهم! عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة"([24]). وختامًا: أسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى أداء ما يجب علينا وما يُستحب لنا من الصدقات، لسد الخلات، وجبر العثرات، ومسح العبرات، وكسب الحسنات. والله ولي التوفيق. =================== [1] ) مثل مفهوم نصرة الأخ الظالم؛ فإنهم كانوا يرون –بناء على نظرتهم العصبية- وجوب الوقوف إلى جانب الأخ أو القريب أو ابن القبيلة، سواء أكان على حق أم على باطل، في نزاعه مع الآخرين. فصحّح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مفهوم نصرة الأخ الظالم، بأنه يعني منعه من الظلم، أو الأخذ على يديه، كما جاء في الحديث الصحيح. [2] ) كما في مفهوم الإفلاس، فالمفهوم الشائع عند الناس قديماً وحديثاً أن المفلس هو من لا يملك من المال والمتاع إلا القليل أو لا يملك شيئًا، فلفت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنظارنا إلى معنى آخر أوسع من هذا المعنى وأهم، كما ورد في الحديث الصحيح المشهور: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «أتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟»، قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ، وَلَا مَتَاعَ، قَالَ: «الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يَأْتِي بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ، قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ، فَطُرِحَ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ». مسند أحمد (14/ 138)، برقم (8414). [3] ) مقاييس اللغة (3/ 339) - ط (1979- 1993هـ)- دار الفكر- بتحقيق عبد السلام هارون. [4] ) مفردات ألفاظ القرآن، ص478- 480، ط1، دار القلم- دمشق. [5] ) الصِّدق: ضدّ الْكَذِب صَدَقَ يصدُق صِدْقاً. وصديق الرجل: الَّذِي يصادقه المودّة. والصّادق والصّدوق وَاحِد. وَهَذَا مِصْداق الْأَمر، أَي حَقِيقَته. والصَّدْق: الصُّلب من كل شَيْء رمح صَدْقٌ، إِذا كَانَ صلباً. جمهرة اللغة، لابن دريد (2/ 656)- ط1 (1987م)- دار العلم للملايين- تحقيق منير بعلبكي. وقال الأزهري: " قَالَ أَبُو عَمْرو: الصَّدْقُ: الصُّلْب، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن السّكيت. .... والصَّدقُ: الْكَامِل من كل شَيْء". تهذيب اللغة (8/ 276)- ط1- دار إحياء التراث العربي- 2001م [6] ) معجم لغة الفقهاء، محمد رواس قلعه جي، ج1 ص273- ط1 – دار النفائس- بيروت. [7] ) صحيح مسلم (1/ 203) برقم (223). [شرح محمد فؤاد عبد الباقي] ... (والصدقة برهان) قال صاحب التحرير معناه يفزع إليها كما يفزع إلى البراهين؛ كأن العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله كانت صدقاته براهين في جواب هذا السؤال فيقول: تصدقت به .. [8] ) أخرجه البخاري برقم (1410)، صحيح البخاري (2/ 108). [9] ) أخرجه مالك في موطئه برقم (2108)، موطأ مالك برواية أبي مصعب الزهري (2/ 177). [10] ) صحيح ابن خزيمة (4/ 107)، برقم (2463). [11] ) صحيح مسلم (3/ 1255)، برقم (1631). [12] ) المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 217)، برقم (7422). وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. [13] ) صحيح البخاري (2/ 110)، برقم (1353). ومعنى (صحيح) ليس فيك مرض أو علة تقطع أملك في الحياة. (شحيح) من شأنك الشح وهو البخل مع الحرص. (تخشى الفقر) تخافه وتحسب له حسابا. (تأمل) تطمع وترجو. [14] ) صحيح البخاري (2/ 125)، برقم (1497). [15] ) سنن ابن ماجه (1/ 589)، برقم (1839). والحديث صحيح. [(لا تحل الصدقة) أي سؤالها. وإلا فهي تحل للفقير وإن كان قوياً صحيح الأعضاء إذا أعطاه أحد بلا سؤال. (المرة) الشدة. (سوي) صحيح الأعضاء] [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]. [16] ) سنن ابن ماجه (1/ 590)، برقم (1841). [17] ) صحيح البخاري (2/ 111)، برقم (1423). [18] ) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (3/ 378)، برقم (3450). وقال: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ إِلَّا الْأَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ الْوَرَّاقُ، وَلَا عَنِ الْأَصْبَغِ إِلَّا صَدَقَةُ تَفَرَّدَ بِهِ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ. [الحديث ضعيف]. [19] ) إحياء علوم الدين، ج1 ص514- 515. ط 1 دار الفكر دمشق. [20] ) مسند إسحاق بن راهويه (1/ 273)، برقم (245). ط1- دار الإيمان- المدينة المنورة، بتحقيق الدكتور عبد الغفور البلوشي. [21] ) مسند أحمد ط الرسالة (35/ 434)، برقم (21548). حديث صحيح، رجاله رجال الصحيح [شعيب الأرناؤوط]. [22] ) صحيح مسلم (1/ 416)، برقم (595). [ (الدثور) واحدها دثر وهو المال الكثير (بالدرجات العلى) جمع العليا تأنيث الأعلى ككبرى وكبر. قيل الباء للتعدية أي أذهبوها وأزالوها، وقيل للمصاحبة، فيكون المعنى استصحبوها معهم ولم يتركوا لنا شيئاً. (والنعيم المقيم) أي الدائم، وهو نعيم الآخرة وعيش الجنة. (يصلون كما نصلي) ما كافة تصحح دخول الجار على الفعل وتفيد تشبيه الجملة بالجملة، كقولك يكتب زيد كما يكتب عمرو. أو مصدرية كما في قوله تعالى: "بما رحبت" أي صلاتهم مثل صلاتنا وصومهم مثل صومنا. (دبر) هو بضم الدال هذا هو المشهور في اللغة، وقال أبو عمر المطرزي في كتابه اليواقيت دبر كل شيء بفتح الدال آخر أوقاته من الصلاة وغيرها، وقال هذا هو المعروف في اللغة، وأما الجارحة فبالضم] [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]. [23] ) مسند أحمد بتخريج الأرناؤوط (45/ 507)، برقم (27515). [24] ) صحيح ابن حبان - محققاً (11/ 425). انظر: الإحسان في تقريب صحيح ابن حِبان برقم (5045)، ط1 – مؤسسة الرسالة. طبقه جديده ...