قال ابن الملقن في ترجمة الشيخ عبد العزيز الديريني رحمهما الله: "[عبد العزيز الديريني] (٦١٢ - ٦٩٧ للهجرة): عبد العزيز بن احمد بن سعيد، الديريني، الزاهد القدوة، ذو الأحوال المذكورة والكرامات المشهورة، والمصنفات الكثيرة، والنظم الشائع. وكان مقامه الريف، والناس يقصدونه للتبرك مات سنة سبع وتسعين وستمائة، وقد أوضحت ترجمته في " طبقات الفقهاء". (ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (ت ٨٠٤هـ): "طبقات الأولياء"، بتحقيق: نور الدين شريبه من علماء الأزهر، مكتبة الخانجي، بالقاهرة، الطبعة: الثانية، ١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م، ص 447).

 

وقال ابن الغزي: "الديريني: عبد العزيز بن أحمد بن سعيد. الإمام الفقيه العالم الأديب. الصوفي عز الدين أبو محمد الدميري المصري الشافعي. له مصنفات كثيرة منها: تفسير في مجلدين. وتفسير منظوم في مجلد. وطهارة القلوب. ونظم الوجيز. ونظم التنبيه. توفي سنة ٦٩٤". (ينظر: شمس الدين أبو المعالي محمد بن عبد الرحمن بن الغزي (ت ١١٦٧هـ): " ديوان الإسلام"، المحقق: سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، ١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م، 2/ 282).

وقال عمر رضا كحالة: " عبد العزيز الدّيريني (٦١٢ - ٦٩٤ هـ) (١٢١٥ - ١٢٩٥ م) عبد العزيز بن احمد بن سعيد بن عبد الله الدميري، الدهري، الشافعي، المعروف بالديريني (عز الدين، ضياء الدين، أبو محمد). مفسر، فقيه، متكلم، مؤرخ، واعظ، أديب. من تصانيفه: المصباح المنير في علم التفسير في مجلدين، طهارة القلوب والخضوع لعلام الغيوب، إرشاد الحيارى في ردع من مارى في أدلة التوحيد ورد النصارى، نظم الوجيز للغزالي في فروع الفقه الشافعي، والشجرة في سيرة النبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه العشرة". (ينظر: عمر رضا كحالة: "معجم المؤلفين"، مكتبة المثنى - بيروت، دار إحياء التراث العربي بيروت، 5/ 241(.

من مؤلفات الشيخ عبد العزيز الديريني رحمه الله كتابه الموسوم "طهارة القلوب والخضوع لعلام الغيوب". والقارئ للكتاب يتبين له مدى إيمان الشيخ الديريني العميق بالله سبحانه. يقول الشيخ رحمه الله في مقدمة الكتاب: "أحمد الله الذي تفرد قبل وجود اللغات بالأسماء الحسنى، وتوحد في محامد الصفات بالمجد الذى وله القاصدون إليه رغبة وطلبا، وتوله بذكره الواجدون شوقا وطربا ، وتأله لجبروته العابدون عبودية ورقا، وتفرد بأوصاف الإلهية فهو المعبود حقا، الأول الأزلي بلا بداية، المتفضل أولا بالعناية، الآخر الأبدي الباقي الدائم بلا نهاية، المتفضل آخراً بالغفران والإحسان والكفاية والرعاية، الملك القادر على المالك المنصرف فليس لحكمه دفاع، القدوس البرى عن الآفات، البوح المنزه المسبح بجميع اللغات، السلام السالم من نقائص المخلوقات، المتفضل بالسلامة والسلام على الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، الصمد السيد الذي لا يشبهه شيء من المخلوقات، الغني عن الأغيار فلا تحويه الجهات القيوم المدير الذى يمسك بقدرته الأرض والسموات، الواحد فلا شريك له في ملكه وأفعاله ، الأحد فلا نظير له في صفات كماله ، الوتر الفرد فلا سمي له في جلاله الحميد المحمود بصفات الكمال، الحي الذى ليس لحياته زوال ، العالم بعلم قديم ليس بضرورة ولا استدلال، العليم الخبير الواسع المحصي المحيط بباطن الأحوال، المؤمن الذي صدق نفسه بعلمه وقوله وإخباره بصدقه ، المهيمن الشهيد الذي شهد نفسه بالوحدانية قبل شهادة خلفه ، العالم بصدق الصادقين من بريته ، الشاهد فلا يخفى عليه شيء عن علمه ورؤيته ، السميع بغير إضفاء ولا إنصات البصير بغير جارحة ولا التفات، الرقيب فلا يخفى عليه شيء من أعمال العباد، القريب بعلمه من الكافة وبتقريب الأسرار من أهل الوداد ، الحفيظ الذي لا يعتريه سهو ولا نسيان ، الحافظ لمن يشاء فلا يكون للشيطان عليه سلطان ، القادر بقدرة قديمة أوجد بها الأعيان والآثار ، القدير المقتدر القوي المتين القاهر القهار، المريد بإرادة قديمة فهو المقدم المؤخر لما شاء كما شاء بحكمته، فكل خير وشر ونفع وضر وإيمان و كفرا وربح و خسران فهو بقضائه ومشيئته الرحمن الرؤوف الكريم الصبور الحليم الودود الغفور الغفار ، العفو الجليل البار ، رحمته ورأفته إرادته البر والإحسان والإنعام، وداده ومحبته إرادته التقريب والإكرام، ومغفرته إرادته الستر على الزلات، وعفوه إرادته محو آثار السيئات، وصبره وحلمه إرادته تأخير العقوبات، وجماله و بره إرادته جميع الخيرات، المتكلم بكلام قديم أولي أزلي لا يشبه كلام الخلق، به يأمر وينهى، ويبشر وينشر، وينذر ويعد، ويتوعد ويخبر، والقرآن كلامه القديم ليس بمخلوق فيفنى بتصرم الأيام، ولا صفة المخارق فتفنيه الأقلام ، جلت صفات المهيمن العلام عن إحاطة الأوهام ، كلامه مقروء بالأسنة مكتوب في المصاحف، محفوظا في الصدور، وصفاته لا يوصف بها غيره، ولا يغيرها حوادث الدهور الشكور الذى يثني على المحسنين بقوله و يجزي الشاكرين بمنته وطَوله..." (ينظر: الشيخ عبد العزيز الديريني: "طهارة القلوب والخضوع لعلام الغيوب"، دار الكتب العلمية، بيروت، 1424 ه – 2003م، ص 5-6).

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية