أرضٌ.. منذ ماموث ويافث،
لكِنها تبَدو طازجَةً جدّاً..
لتحولاّتي. I

لحظاتٌ إكسيريّة..
تبلّل فيها النورُ و سَلى
كمْ أحِسّ أنّني مائِعٌ أرضيّ مُبرّد.!
نتوءٌ يتعرّى علَى نَشَقَ المَوْت
أغورُ في زُلالِ خُسوفي الكلّي
أمصَاراً، فَواجعاً..أماكناً مؤجّلة.
مِنْ فَراغ..
تلكَ القوّةُ الخَلاّقة.

وذاتَ غادِرةٍ،
فيما كُنت أسَير في شارع المَدينة
سَقَطت جُمْجمةٌ من السّماء على رأسِي
غَطّت بي غيْهَب الجُبّ:
كَمْ أحِسُّ أنّني أموت!.
عُقمٌ عَاو هنا
لا أحَدَ غَيْري
فَقْمةٌ تتعبّأ خواء كلَّ مرّة..
و تخُور.
انتظارٌ رهَيبٌ هُنا..
أتيهُ في مَوْعِدٍ لازمَان لَه
والمَكان فِكرةٌ تسْتبسلُ بصَاحِبها
أرذَل القَدَر
لاجَدوى مِن وجودِ أيّ شَيْء
أحتَذي هذا المَوْت الطّوبل...
و تلك كُلّ الحياة.

II

أكثرتُ التّفكيرَ في قُرْصِ الشّمس حَتّى أعْمَيته
و تغبّشتُ رَماداً في قَعْره.

فسادُ عقلي يساومني،
وزجاجةُ روحي.. تئنُّ منه.
هكذا ايقاعي
مابين مِحبَسَيْن
وادي العالم يفيض.. .
ارتضي الحياة وأعيش.
و بِذاتِ الغادِرة أغيب؛
لكنّ لدي جَسَدٌ
لا أستطيعُ أن أفْطِمه.!
تُراني..
ما أعْبأ بعواطِفي في
تُروس هَذِه الآلةِ الضَخْمة..
أماحِكُ سَغَب الحياةِ ووجهَها التّافه
أدفعُ المالَ لبقائي الأعزل
هائمٌ عَلى وَجْهي في أرْضٍ فَضاء
أرض فاز َبها بنو البَشَر
فتكوّموا كَسَاداً تافَهً
لا رَجاءَ مِنه.
مَوءودٌ ..
أنا هُناك.



III

أيّها القَمَر! يا عَبْد الأرض
تُرى ماسِرُّ تلك المُهجة
التي تُفعِمها.. بني البَشر!

أتربّصُ لعَوْرةِ الّليْل
أحاولُ أن أفضحه
حينما يموتُ مرةً أخرى.. كل يوم
أنبُشُ عُروةَ الليل في هزيعِه الأخير
أحاولُ أن أشرخَ عُرقوبَه؛
عَلّ زلالاً جديداً يدرُّ على جَبْهَتي!.
أحاولُ أن أكشِفَ باطَ الظّلام عَنْ شِفْرته
علّني أنداحُ حزناً بشَرياً في أتونِ الفَناء.
ظللّت أتعَلّل حتى جاءت البشارة:
تَمخّضَ الجَمَلُ..
وأنجَبَ فأرة.
يالشَراهةِ هذا الليل..!
اتضّح أن السّماء زَغَبُ نِسْر عَجوز
وكنتُ أنا على قمّة المَدينة
أحلبُ ضَرْعَه النّاشف.
... .
أتداعَى للنّسيان،
خُذني معك أيّها المكوكُ الضّائع في عُتمةِ الكَوْن.. .



IV

كُلَّما انفَطَرت مُضْغته تَفاقَمَت كِمّيته حتّى نفَد.
ذاك، مجازٌ عَن تَصْفيَتي..

إنّني أتعََطّل فتَكْتظّ مَسامي بكُلّ الدّواب
أتحوّرُ دابةً دابة..
تَوالياً، تَنَاظراً أو خَبْط عَشْواء
تشتاطُ أدَمَتي الإنسيّة
دُهناً لازباً لا هواد فيه..
صوفٌ وفرو، قشورٌ صَدَفيّة،
شعرةٌ انفتلت بعَجْز أنثى
ماتَت وهي بَتُول.
دورةُ تكاثِر طَوْريّة تجتاحُني و أحْبَل
لا ادري بفَرْثي إلاّ عِنْدَ المَخاض؛
لا أجِدُ غيرفَقْمَتي تغرقُ في عرقِها
و ثمّة ثُقبٌ صَغيرٌ بَعيدٌ
تَفورُ مِنه الحياة..
اقتربتُ حَبْواً إليه
ففاحَت...
بؤرةً لكلّ الرّوائحِ على مُستوى الثّدييات.
لَمْ أفكّر يوماً في التَطاولِ عَليْها!
شأنها قوّة أرقى؛
لكنّ ثمّةَ رائِحةٌ قَذِرة
تذوبُ في غُضْروف أنفي
تهتكُ بي
وترحَل..
V

أهزُّ إليّ شجرةَ النّرد
تَفقِصْن على كاهِلي بَيْضاتٌ مُسوّمة
أترقّشُ مِنْديل ألوانٍ
يبوحُ باختِلاجاتي.
الطبيعةُ،
أمّي.. طاعِنٌة في الحِكْمة..
تُغدِقُ أواني حياةً راشِدة
تَعرفُ أن تُعْطي بسَخاءٍ
يُخجِلُني،
لكنّها لاتعرفُ أنْ تُعلّم
كَيفَ تورعّت.!

عُروقي نشَقَتْ ما في الأرض
دماً مهدورا..
للتّالِفات الفاسِقات النّاجِزات..
تحولاّتي،
و غاية انتشاقي
أن أظلّ مَهْدوراً إلى الأبَد.
على ذِمّة شَهْقَتك
أهْدِرُ تحَوّلاتي زفرةَ المَأسُور..
..مَسحُورٌ يستحمُّ بحناّء ترابك
كمْ أشتهي أن أندَفنَ فيك
سماداً للحاضِرين وكل النافقين..
كم أحبُّ أن أربط على عُنُقي حبلاً
أغدُر كل مارقَةٍ و فارقة
حتّى أفقد وعيي..
تلك الهواية الرائعة.



VI

أتمايَلُ ما بَيْن قارعَتيْن وناسِفةٍ
تَذْهَلُ بي أول الودْق حتّى آخر السّدم،
لا يُمْكِنُني تلافي حمولتي
وليس لك الا أن تحمليني.
منك ذُعِرْتُ و إليك
عِندَ المَآل أنُوب
وما بيْن ذلك..
أرضٌ.. تميد بي ايحاءاتٌ خيّرة..
أقبِلُ إليها بوَفْرةِ ما اسْتَطعْت،
مَأخوذٌ بمَلكوتِ اللّحظة
أتعاطَى ارتَداداتي مَحثّات خيّرة
أنهالُ بتَمثّلاتي في أيْكة البلاد
خادماً خلاقا يفتتح الطرَيق هدَفاً
يعرفُ أنّه لَنْ يَبْلُغه
.
.
.
.
إنّني أحتَاجُ إلى تَعْويض.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية