يا بُنيّ
افتح فمك ..
هذه اللقمة الأخيرة
قد تبقت
بعدما أكلت كل العائلة
من تلك الآنية
ذات الأطرافِ الصغيرة
وجبة ً من بقايا الأمس
نكهتها مرّة
كنكهةِ حياتِنا المريرة
لكنّها أشبعتنا
وسدت في الجوفِ جوعًا
أتعبتنا آلامه المُغيرة
.
.
(2)
يا بُنيّ
أفتح فمك
هذا الدواء
دونه الحياة
يا صغيري قصيرة
هذا الشفاءُ في ملعقة
بعونِ الله آثاره مثيرة
ليرد الروح في جسدك
وتبقى في أحضانِ أمُكَ
مُعافـًا
بصحةٍ وفيرة
هذا الدواءُ قد انتهى
ونفذت من القرية قواريره
يا بُني لا تمت
افتح فمك
قبل أن يسقط الدواء
إنها الجرعة الأخيرة
.
.
(3)
يا بُنيّ
افتح فمك
هذا ســمٌ !
يريحك من آلامٍ خطيرة
ينهي حياتَك المعذبة
حياة ً قاسية ً كسيرة
لم تبقي في جسدك المُنهكِ
للطفولةِ مَعّنـًا
أو حتى للعبِ والابتساماتِ المـُنيرة
لم تبقي في جسدك لحمًا
ولا في عينك بصرًا
ولا في أذنك سمعًا
بل سرقت كل أسبابِ الحياة
وأبقت الروحَ بلا هدفٍ أسيرة
افتح فمك
هذا سُمٌ
لتموتَ صغيرًا ولا تكبر
فالحياة ُ في بلادِنا
يا حبيبي عسيرة
لتموتَ صغيرًا ولا تكبر
وتنجبُ مثلي طفلاً
لا تدري ما مصيره !!!
.
.
يا بُنيّ
سأبوح لك بسرٍ
قد يبدو غريبًا
ولكنه حقيقة ً للضحكِ مُثيرة
نصف سكان الأرض يموتون جوعًا
ونصفـُهم
يموتون من السمنةِ
والأوزان ِ ذاتُ الأرقام ِ الكبيرة !