تعتبر الجاليّة العراقيّة في السويد من أكبر الجاليات العربية والمسلمة , حيث تدفقّ على السويد عشرات الآلاف من العراقيين فرارا من النظام البعثي في العراق و أجهزته الأمنية أو طلبا لتحسين الظروف الإقتصادية والمعيشيّة , وينتمي عراقيو السويد إلى مختلف الطوائف و المذاهب , كما أنخرط الكثير منهم في أسواق العمل السويدي , وينقسم عراقيو السويد إلى ثلاث فئات: فمنهم حملة الجنسية السويدية وهؤلاء أصبحوا مواطنين سويديين يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتّع بها المواطن السويدي , و منهم حملة الإقامة الدائمة و هؤلاء يحق لهم الإقامة على الأراضي السويدية إلى الأبد ويحق لهم الحصول على الجنسيّة السويدية بعض مرور أربع سنوات إذا كان العراقي الحاصل على الإقامة لأسباب سيّاسية أو خمس سنوات إذا كان الحاصل على الإقامة لأسباب إنسانية أو إقتصادية , والفئة الثالثة وهي فئة طالبي اللجوء الذين قد لا يحصلون على الإقامة مطلقا لا لأسباب سياسيّة ولا لأسباب إقتصادية بإعتبار أنّ كل طالبي اللجوء برروا لجوءهم إلى السويد بوجود نظام طاغوتي في العراق وهو نظام صدام حسين والذي أصبح في حكم العدم الآن بعد الإطاحة به , وقد قررّت الدول الأوروبية تجميد منح اللجوء السياسي والإنساني للعراقيين بإعتبار أنّ مسببات اللجوء زالت في العراق , و بناءا عليه فإنّ كل طالبي اللجوء العراقيين سيعادون إلى العراق في أقرب وقت , و على الرغم من أنّ النظام العراقي بقيادة صدام حسين قد تهاوى فإنّ طالبي اللجوء من العراقيين لا يريدون العودة إلى العراق و ترك مجتمع الرفاهية الذي عايشوه وراءهم ولأجل ذلك بدأ الكثير من طالبي اللجوء العراقيين يختفون هنا وهناك حتى لا يتمّ طردهم من السويد .

وفيما يتعلق بوجهات نظر هذه الفئات الثلاث من العراقيين في تطورات الأوضاع في العراق فإنّ أغلبيتهم رحبّ بسقوط نظام صدام حسين الذي تسببّ في هجرتهم من بلادهم , غير أنّهم كانوا يتوقعون أنّ الأوضاع ستؤول إلى الإستقرار بمجرّد سقوط نظام صدام حسين ولم يكونوا يتصورون أنّ الأمريكان قد يتحولون إلى صدام ثان في العراق .

وفي هذا السيّاق قال د. ك وهو طبيب عراقي مقيم في السويد أنّ العراقيين مطالبون بتحرير بلادهم من الغزو الأمريكي الذي سيؤدي بقاؤه في العراق إلى إرباك العراق و المنطقة العربية , أمّا ع . ش و هو لاجئ سياسي عراقي فقال أنّ كل أحلامنا خابت و طموحاتنا تبددت بوجود الأمريكان اللصوص في بلادنا و الله أعلم كما قال كم سيبقى الأمريكان في بلادنا .

وربما هذا ما يفسّر عدم سفر معظم عراقيي السويد إلى بلادهم العراق رغم زوال النظام العراقي وسقوطه , والبعض صدم بالتداعيات التي أعقبت سقوط النظام العراقي وينتظر إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في العراق , ولا يريد الكثير من العراقيين المقيمين في السويد التفريط فيما تحققّ لهم في السويد من رفاهية وسهولة الحياة والتخلي عن كل ذلك والرجوع إلى العراق .

وقد توزعّت آراء العراقيين حول الغزو الأمريكي لبلادهم فمنهم من أيدّ هذا الغزو وأعتبر أنّ الإستعانة بالشيطان جائزة للتخلص من نظام صدام حسين , و البعض الآخر نددّ بالغزو الأمريكي للعراق وأعتبر هذا الغزو مقدمة لمصادرة مقدرا ت العراق في كل التفاصيل .

وبعد مرور شهور على الإطاحة بالنظام العراقي بدأ الذين تحمسوا للغزو الأمريكي لبلادهم يفقدون حماسهم وبدأوا يعلنون في اللقاءات والإجتماعات أنّه لا فرق بين صدام وأمريكا فكلاهما متجبّر كما قالت عجوز عراقية تحمل الجنسية السويدية عادت لتوها من العراق مفضلة الموت في المنفى على الموت في أرض يحكمها الأمريكان !

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية