الآن، كيف تعرف أنك وقعت ضحية لقمار مبطّن؟ اقرأ معي الحالات الثلاث وحدد وضعك:
1- سالم:
اشتريت سلعا بمبلغ 100 دينار، وفوق ذلك حصلت على قسائم "كوبونات" سحب لكنك لم تفز كالعادة! أنت هنا تكون سالما، لأنك أنفقت 100 دينار وحصلت على ما يقابلها من السلع والمنافع.
2- غانم:
اشتريت سلعا بمبلغ 100 دينار (أي أنك سالم كما في الحالة الأولى) وحين السحب ربحت خلاّطا كهربائيا صُنع في تايوان، أولربما ربحت سيارة. أنت في هذه الحالة غانم، فمبارك الغنيمة.
3- غارم (أي خاسر):
بعثت برسالة هاتفية قصيرة لأحد البرامج أو المسابقات التلفزيونية إيّاها بمبلغ تافه وقدره نصف أو ربع دينار بل ربما أقل من ذلك. وفي مقابل هذا حصلت على لا شيء سوى أمل أن تفوز بالجائزة الكبرى. وإذا فزت بين الآلاف المؤلّفة من المشاركين أرجو أن تراسلني لأنك ستكون حالة فريدة لا يجوز تركها دون توثيق تاريخي! بعد ذلك، تجمع القناة أو الشركة المنظمة مبلغا فلكيا، يشترون به الجائزة الكبرى التي عذبونا بها طوال هذه الفترة، أما البقية فتذهب إلى جيوبهم. أنت في هذه الحالة غارم وبملء إرادتك للأسف. صحيح أن المبلغ تافه، لكن "ما أسكر كثيره، فقليله حرام" كما تقول القاعدة الفقهية، ونحن إزاء حالة قمار صريح، وبيع للوهم، ومتاجرة في الأمل، اقتنعت سيادتك بذلك أم لم تفعل.
ولم لا؟ سيقول أحدهم. لم لا نجرب "حظنا"، لعلّ وعسى. - سؤال وجيه، لكن لم يقبل أحدنا الاستغفال؟ والأهم من ذلك هو أن العمل هو ما يولد المال لا الصدفة. الرزق يأتي من الجهد والمغامرة، لا من العبث والمقامرة. أمّا من يعيش حالما بأن يرى مصباح علاء الدين، فلن يعيش إلا في الديجور.
أدام الله السلامة والغنيمة في حياتكم وأبعد عنكم المغرمة. الآن، ألا تتفقون معي أن أنشطة "اليانصيب" يحق أن يسمى بالـ "يا نصّاب"؟ إذا، فلنتعاهد أن نتوقف عن قول "يا نصيب"، ولنقل "يارزاق يا كريم".