تحكي لنا شهرزاد الأسطوريّه, في هذه الليلة السنيّه, قائلةً بجذل: الروائي الكولومبي غاربيل ماركيز له فلسفة مُثيره عن الحياة, فقد ذكر لنا في عتمة عزلته قائلاً: 'الحياة ليست ما يعيشه أحدنا و إنما ما يتذكره, و كيف يتذكره يرويه '. ولكي تسري -فيما سأذكره من يومياتي- حياة, سأروي لكم مٌشاهداتي, من مدرسة القيادة !. قد يتساءل القارىء الكريم, ماهي مدرسة القيادة؟ هي مدرسة داخلية صيفية سنوية تتخذ طابع المُخيمات الداخلية , و تجمع فتيات قياديات من جميع أنحاء الوطن العربي, لمدة أسبوعين في مكانٍ واحد, و تخضعهم تحت برنامج تدريب قيادي مُكثف ومُتوازن يجمع بين أصالة علوم الماضي, وحداثة معارف المستقبل. لتخريج فتيات قياديات يحملن رؤية إسلامية جليّة للنهوض بالأمة واستعادة أمجادها. وهذه التجربة الرائدة جاءت هذا الصيف للسنة الثامنة على التوالي, بهمة عالية وعزيمة بالغة من قبل مُؤسسىة هذا المشروع الخيري, مُديرة مركز مرتقى للتدريب القيادي للفتيات: أ.بثينة الإبراهيم. ربّما يظن الكثيرين, أن مثل هذه المشاريع, هي إحدى الإنشطة الروتينية التي تُقدم عادةً من قبل المراكز الشبابية في فتره الصيف لتزجية الوقت, وتوسيع دائرة المعارف, أو حتى كضرب من التجديد والتغيير. حتماً لا !, فهذا المشروع يُعد رائداً ليس كغيره من المشاريع!. كونه يُركز على أؤلئك الذين سيحملون لواء التغيير والتجديد والنهوض بالأمة وقيادة دفة العالم من جديد والذين لا يتعدون نسبة الـ 2% من البشر, على حد قول المُفكر الإسلامي د.طارق السويدان. كما أن البرنامج التأهيلي المطروح لا يُقدم من قبل دُعاة هواة, أو رموز اجتماعية ناجحة, وإنما أساتذة ودكاترة وعلماء ومُفكرين مُتخصصين يسكبون في عقول الفتيات من فيض علمهم, وتجاربهم الشيء الكثير. لعّل أبرز ما يُميز مخيم مُرتقى للتدريب القيادي للفتيات, البيئة الخصيبة التي تتعلم فيها القائدة الإسلامية أخلاقيات القيادة الرشيدة بجداره, ومهارات التعامل مع البشر من مختلف الثقافات والحضارات, وفنون إدارة الحياة الواعية, التي يُوازن فيها المرء بين خيري الدنيا والآخره, بالإضافة إلى أنها تعيد صياغة شخصية المرأة المُسلمة المُنشودة التي تحتاجها الأمة اليوم, كزوجة صالحة, وأم حنون, وإبنة بارّه, ومواطنة فاعله, وقائدة رائده, تُعيد للإسلام مجده, و للحضارة رونقها. أخيراً: لا يسعني في هذا المقال, إلا أن أشيد بالدور العظيم التي اتخذته أمنا الروحية أ.بثينة الإبراهيم, في البحث عمن تتوافر فيهن سمات القيادة, وهم النهوض بالأمة, حتى تصنع منهن رموز نسائية إسلامية قائدة, كخطوة عملية رائدة لإزالة الغمام الذي غبّش وجه أمتنا مذ أزمان طويلة. لذا أهمسُ لها بكل حب قائلةً: نحن معكِ, دوماً نرفع لواء القيادة, والنهضة والحضارة, لنرتقى معاً في سلم الإرتقاء والريادة. وللحديث بقيّة وسَكتت شهرزاد عن الكلام المُباح, عندما أدركها الصباح ! دعوة لأمة إقرأ: قراءة كتاب ' رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر ', للمُفكر المصري عبدالوهاب المسيري. علماً بأن هذا الكتاب سنناقشه في صالون مرتقى الثقافي في جلسته القادمة في شهر أغسطس.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية