الجريمة البشعة التي عاشها حي الزمالك الراقي بقاهرة المعز،والتي ذهب ضحيتها رهط من القوم يشار إليهم بالبنان،كما تقول عنهم أوضاعهم الاجتماعية.. وراءها الحب.. بل الحب الكبير.هكذا قيل عن أسباب هذه الجريمة التي بطلها رجل أعمال كبير يدعى أيمن السويدي.
فالجريمة على بشاعتها لأن الذين ماتوا هم من بني البشر ومن بني جلدتنا..فهي تمثل أنموذجا حيا لمجتمع مهزوز البنيان،معتوه العقل والتفكير. فالعاقل لا يمكن له أن يصدر هذا الحكم الجائر في حق ثلاثة ليقتل نفسه فيما بعد.ولو كانت المصيبة كبيرة والمصاب جلل . وهل حقا هناك ما هو أكبر من أن يموت المرء وفي عنقه ثلاثة جرائم في نفس اللحظة .. قتل مع سبق الإصرار والترصد – وليس قتل مع سبق الإصرار والحب كما يحلو للبعض أن يبرروا بها هذه الجريمة الشنعاء- خمرة لأن الشهود قالوا أن رجل الأعمال القاتل كان شبه فاقد للوعي.. والانتحار الذي أعقب الجريمة.كل هذه جرائم يحاسب عليها الخالق سبحانه وتعالى والواجد المطلق للنفس البشرية التي حرم قتلها إلا بالحق.ولو أننا هنا ليس بصدد إطلاق الأحكام فذلك ليس من محض اختصاصنا .. لكن أردنا فقط التنبيه إلى ما يجري في عالم هؤلاء الناس الذين يبدون أقواما لهم مكانتهم المرموقة في عالم الأشخاص.. لأن مثل هذه الأحداث تكشف في كثير من الأحيان زيف حقيقة من يتراءون منظرين في المال وفي الفن.. لكن على شاشات التلفزيونات فقط. جريمة حي الزمالك كان وراءها الحب .. هكذا فهمت أنا شخصيا كما أرادوا إفهامنا .. وقد أبدو مهتما بعض الشيء بهذا الموضوع أكثر من اللزوم .. لأنني أستشف منه عضات وعبر لي أنا ولغيري. خبر الجريمة التي هزت مصر الشقيقة كلها .. عرفته قبل أن تعرفه زوجتي .. التي تفاجأت بهذا الحادث المرعب .. ربما لم تسمع بمثله من قبل. لكنني طمأنتها بأن هناك الآلاف من الأزواج من يقتلون زوجاتهم وبهذه الطريقة البشعة .. ولو أن فعل القتل لا وصف له .. فهو قتل وكفى.. وحتى الزوجات لهن نفس الجرأة على قتل أزواجهن وربما أكثر ضراوة من قتل أيمن السويدي لزوجته المغنية ذكرى محمد.وسألتني الزوجة أهو الحب الذي يقتل ؟.. فقلت لها الحب يا عزيزتي لا يقتل بل يحيي .. فالحب هو الحياة.. وذكرتها بحب رسول الله لخديجة وكيف كان يذكرها باستمرار ويلاطف حتى صديقاتها من بعدها حتى تملكت الغيرة عائشة.. فالحب النابع من القلب لا يمنح إلا الأمان ولا يهب إلا السكينة .. لكن زوجتي أعادت علي السؤال ربما أربكها الحادث وهو بعيد عنا – جغرافيا واجتماعيا- إن الزوج رجل الأعمال كان يحب زوجته المغنية ذكرى وقد كان ميسور الحال فلماذا لا تلزم بيتها وتترك الغناء؟.. فقلت لها هنا يتوقف الحب ويضيع .. كما هنا تنتهي الأسطورة .. فالحب عند هؤلاء مجرد أغنية أو كليب يباع عند بائع الكاسيت .. فعندما انتهى الحب الذي جعل الإثنين تحت سقف واحد خرجت الرصاصات لتستقر في الأجساد.. فلا حب إلا حب الصادقين الذين يبيتون و قلوبهم حية تنبض بمكارم الأخلاق. وذكرتها بعقل فرنسا الفيلسوف الوجودي الذي قتل هو أيضا زوجته على فراش الزوجية .. والقصة معروفة عن أن زعيم الوجودية في فرنسا غاب عني إسمه الآن ذبح زوجته وهي في قمة سعادتها .. لأن الفلسفة الوجودية تقول بأن أفضل هدية تقدمها لمن تحب هي القتل عندما يكون الحبيب في أوج سعادته.فهل الحب يجر إلى القتل كما جر رجل الأعمال المصري إلى قتل زوجته المغنية.. لو كان هذا هو الحب فعلى الدنيا السلام .. وسنصبح لا قدر لها جميعنا مجرمون فوق العادة.. ولكن الحمد لله لسنا من ذاك المجتمع.. ولن نكون منه بإذن الله ما حيينا .. أبدا