وفقًا لمصطلحات جارتنر لتكنولوجيا المعلومات Gartner IT Glossary ، فإن “الرقمنة هي عملية التغيير من الشكل التماثلي إلى الرقمي ، والمعروف أيضًا باسم التمكين الرقمي، وبطريقة أخرى فإن التحول الرقمي يأخذ عملية تمثيلية ويغيرها إلى شكل رقمي دون أي تغييرات مختلفة في العملية نفسه.

ويعبر مفهوم التحول الرقمي عن تطور مفاهيمي من الميكنة Mechanization إلى الأتمتة Automation ؛ حيث توفر الميكنة استخدام العضلات البشرية في حين أن الأتمتة توفر استخدام الحكم البشري، والميكنة تزيح العمل البدني ، في حين أن الأتمتة تزيل العمل العقلي كذلك.

فالأتمتة هي استبدال التفكير البشري بالحواسيب والآلات والأنظمة الخبيرة Expert Systems، وهي يمكن أن تساعد على إيجاد فرص عمل للعمال المهرة على حساب العمال غير المهرة وشبه المهرة.

 

وجاءت الحاجة إلى التحول الرقمي في تقديم الخدمات الحكومية لعدة أسباب منها:

– الحاجة إلى التخلص من العنصر الوراثي DNA للبيروقراطية المعرقل لتقديم الخدمات الحكومية والذي لم يتمكن التحول الإلكتروني من التخلص منه.

-الحاجة إلى التوافق مع الثورة الصناعية الرابعة (أنظمة الذكاء الاصطناعي AI /النظم الخبيرة / المنظمات الافتراضية)

-الحاجة إلى نموذج للإدارة العامة الرشيدة/ الذكية التي تدير التنمية المستدامة، والتي تطبق الحوكمة الإلكترونية من مساءلة وشفافية ومشاركة بين متلقي الخدمة ومقدمها.

وتوجد عدة متطلبات للتحول الرقمي من أبرزها:

– الاستراتيجية الرقمية هي البداية وليست التكنولوجيا،كما يعتقد البعض، فلقد أثبتت الدراسات أن الاستراتيجية الرقمية هي البداية لتحول رقمي حقيقي.

-الالتزام بمبادئ التحول الرقمي من قبيل: التزام الإدارة العليا، ووضع أهداف طموحة وواضحة، وتأمين الاستثمارات المالية لإطلاق التحول، والبدء بالمشروعات سريعة الحوافز، وتعيين فريق إطلاق التحول، وإجراء التنظيم اللازم لطرق جديدة ورشيقة للعمل( عبر إنشاء وحدة رقمية في الهيكل التنظيمي).

-تعزيز الثقافة الرقمية وهي التي تتجاوز الأعمال اليومية في العمل الرقمي – فهي تصف شيئًا أوسع وأدق من ذلك، وهي تشمل التقدير والاستكشاف والتمتع المشترك لمختلف الأدوات والبيئات والحقائق الرقمية التي توفر المعلومات عن العمل وتسهل القيام به؛ مما يتطلب بناء الزخم اللازم لإحداث التغير الثقافي المنشود.

-الأمن السيبراني cyber security وهو أوسع من الأمن الإلكتروني؛ حيث يمتلك نهج الأمن السيبراني طبقات متعددة من الحماية عبر أجهزة الحاسب الألي أو الشبكات أو البرامج أو البيانات للحفاظ على سلامتها في اي منظمة عامة.

-بناء القدرات الرقمية(تحديث تكنولوجيا المعلومات لتقوم بدور استراتيجي).

-اعتماد نموذج تشغيل جديد للإدارة في المنظمات الحكومية يتوافق مع المبادئ العامة للإدارة الرقمية ومع خصوصية المنظمات الحكومية في إطار بيئتها المحلية.

ويواجه التحول نحو الحكومة الرقمية عدة تحديات من أبرزها:

-توفير الموارد المالية اللازمة لإنشاء بنية أساسية ذات تكنولوجيا عالية.

-التعامل مع حجم البطالة المتزايدة نتيجة تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي والأنظمة الخبيرة، عبر برامج كبيرة للتدريب التحويلي.

-الأمية الرقمية لدى العديد من جمهور المتعاملين مع المنظمات الحكومية.

كاتب
أستاذ الإدارة العامة بكلية العلوم الإدارية - أكاديمية السادات. محكم بالمجلس الأعلى للجامعات المصرية لفحص الإنتاج العلمي للمتقدمين لشغل وظائف الأساتذة والأساتذة المساعدين. محكم بدوريات علمية عربية لتحكيم الأبحاث المقدمة للنشر. أشرف ويشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه في الإدارة. عضو لجان المناقشة والحكم على رسائل الدكتوراه والماجستير في جامعات القاهرة وحلوان وعين شمس. رئيس تحرير موقع الإدارة العامة والمحلية. تولى عدة مناصب. له العديد من الكتب والدراسات العلمية والمقالات المنشورة.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية