في كنوز تاريخنا تنوعت مذاهب الناس لكنهم سائر مراحل حياتهم اتفقوا على الإنسانية والكرامة والمساواة، فالأخبار والعلوم والآداب لم تؤخذ وتعطى وتربو إلا بين بشر لم يتمايزوا بغير ما يأخذ أحدهم ويترك من غذاء العقل ورواء القلب وسلامة المنطق. لا يكون ازدهار ولا ابتكار ولا إعمار إلا بتعامل صادق معبر شفاف. نقارن ذلك بحاضرنا فنجد مخلوقا يكلم مثله بصيغة الجمع فيتلجلج عن بيان الحق ورواية الواقع، فإن سألته في ذلك قال بأنه من واجب الاحترام! إلا أننا لا نجد ذلك الاحترام المزعوم متخذا بصيغة الجمع مع أعظم الناس وسيد كبيرهم وصغيرهم عليه الصلاة والسلام ولا مع صحابته العدول رضي الله عنهم، فهي إذن صيغة مبتدعة. نجد الاحترام في أدبنا وثقافتنا ودستورنا هو الصراحة والأمانة والحقيقة بلا إضافات تعيقها بل تمنعها، وأي غلو في الخطاب بين أسلافنا وأعلامنا كان ضد الإحترام لأنهم يشتمون منه المصانعة التي تنكرها عقولهم القويمة وتمجها نفوسهم العزيزة. وفوق هذا وقبله نحن ندعو مولانا جل جلاله بصيغة المفرد. قد يقول قائل إن الله فرد لا يجوز أن تكلمه بصيغة الجمع، فلنسأل عن عبد الفرد، عن أي عبد نخاطبه بصيغة الجمع: لم التكلف في مخاطبته؟ وإن كان قدره معروف حقا فهو غني عن أن يذكّره ومن حوله أحد بمخاطبته بصيغة الجمع.
تعددت المؤشرات والعوامل التي ساعدت إلى حد كبير في ظهور وانتشار جل مكونات المجتمع المدني بالمغرب إلا أن أبرزها هو المتجلي ثقافيًا في التنوع البشـري والثقافي والجغرافي الذي يطبع المغرب عبر مختلف مناطقه، وهو المؤشر الذي من شأنه أن يساعد على نشر الوعي الداعي إلى حماية المجتمع المدني، بشتى فعالياته وفي سائر مناحيه.
أ* التنوع الثقافي: وهو مفهوم يرتبط بعمق كيفي للظاهرة الثقافية الواحدة، حيث أن نفس البراديغم الثقافي يجد له التحققات والتجسيدات والتوصيفات المتعددة عبر مختلف مناطق وجهات المغرب، فالتنوع يرتبط أساسًا بالكنـه(Essence) لا بالكم. وهنا، فإن نجاح أي مشروع تنموي يرتبط بطبيعة الخصوصيات الثقافية للمجال أي مراعـاة التنوع الثقافي وعدم المجازفة باتخاذ خطوات قد لا تحظى بالرضى والقبول من طرف الفئات المستفيدة لتعيق في نهاية الأمر كل الآمال في بناء الغد المشرق للمجال الكائن. لهذا، لا يمكن تصريف المشاريع التنموية خاصة في التراب المحلي، إلا في سياق تناغم تام وإندغام كامل مع الخصوصيات الثقافية المبلورة لمجموع القيم الرمزية والتعابير المادية السائدة لدى الأفراد والجماعات، حيث أن مجموع هذه المضامين الثقافية المرتبطة بجدلية التمازج(Métissage) والتكامل والتفاعل والتداخل والالتقاء يحددها - كما يرى ذلك اللساني المغربي سعيد بنيس - نوعين من المنطق الثقافي: منطق غير منظم يتعايش مع الأفراد في حياتهم اليومية ومنطق منظم يؤطره فاعلون منضويون تحت هيئات مجتمعية مدنية لها تصورها الخاص للمشروع المجتمعي في شقه الثقافي (كالجمعيات الثقافية مثلاً).
لم يفرض علينا الله تعالى الصيام في شهر رمضان من أجل أن نجوع ونعطش ونتعب، وإنما هناك مقاصد وأهداف وحِكَم كثيرة لهذه العبادة، ولا تدرك عقولنا المحدودة إلا بعض هذه المقاصد والأهداف والحكم، ومنها:
1- الصيام وسيلةٌ لتحقيق تقوى الله عزّ وجل:
إن أهم مقصد من مقاصد الصيام تحصيل تقوى الله عزّ وجل، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة:183(.
ويعد الصيام مدرسة صحية وتربوية واجتماعية، مبنية على الصبر، ومخالفة النفس، وكسر الشهوة واحترام النظام، والتزام الجماعة والإحسان إلى الفقراء، ومواساة المساكين والمحتاجين، وتطهير الروح والانشغال بلذة العبادات من صلاة وذكر، وقيام واعتكاف وتلاوة للقرآن الكريم .
وللصيام فضائل كثيرة ومعانٍ سامية جليلة، نذكر أهمها على النحو التالي:
1- إضافة الصيام لله ـ تعالى ـ تشريفًا لقدره وتعريفًا بعظيم أجره:
عن أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: "قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ" (متفق عليه).
وفي رواية لمسلم: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ: "إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي".
في دراستنا لبعض أصول النحو تراءت لنا فروق صارخة في دراسة اللغة بين الشرق والغرب وذلك من خلال دراستنا لمضامين أصول النحو ومضامين اللسانيات والتي نحاول إبرازها من خلال مقالنا هذا. لقد اعتمد العرب القدماء على أربعة أسس وهي السماع والقياس والإجماع واستصحاب الحال في معالجة قضايا النحو والتصريف ولقد سيطرت تلك الأسس على تفكيرهم اللغوي وتعد هذه الأسس الإطار الذي يشكل البحث المنهجي في علم أصول النحو عند القدماء، ونجد النحويين قد تأثروا بأصول الفقه فاستعاروا أبوابًا منها وتطبيقها في مجال الدرس النحوي واتباع طرق الفقهاء في ترتيب المسائل النحوية وغيرها من الأمور، وبالتالي فأصول النحو تأثرت بمضامين أصول الفقه فقد حافظ النحويون على أصول النحو والجو الذي نشأ فيه وتمسكوا به ودرسوا مراحله.
قبل آلاف السنين كان الهنود السود سكان الهند الأصليون يعيشون بسلام على أراضيهم ومزارعهم، كانوا في ذلك الوقت يعيشون حياة طبيعية، فكل شعب الهند في ذلك الوقت كان لون بشرتهم أسود، ولم يسبق لهندي واحد أن رأى غير هذه البشرة، لم يعرف هذا الشعب البدائي الله بعد، لكنهم كانوا يعتقدون بوجود قوى طبيعية تحكم حياتهم، كان السلام والوئام هو حقيقة حياة الهندي؛ فهو بعيد كل البعد عن العنف؛ لأنهم لم يعرفوا المصالح والتجارة، كما لم يعرفوا الأسلحة والجيوش، ولأن الملكية الخاصة لم تكن تهمهم كانت الأرض مشاعة بين كل الهنود إلى أن ظهر شعب جديد في حياتهم، لا يذكر التاريخ سبب زحف هذا الشعب الغريب نحو الهند الذي جاء من أقاصي آسيا، عندما قدموا كانوا يرتدون ملابس معدنية مطلية بالذهب، ولا يتكلمون لغة الهنود أصحاب الأرض، وكانوا يركبون أحصنة، عندما رأى سكان الأرض هذا الشعب يزحف نحوهم منهم من هرب ومنهم من تجمد في مكانه، فهؤلاء لون بشرتهم أبيض وعيونهم زرقاء،كانوا بالنسبة للهندي المزارع بمثابة أمر غريب لم يسبق له أن رآه، فمنهم من حاول الاقتراب ليلمس هذه الأجساد، إلا أن أحد هؤلاء البيض ضربه برمح فأصابه، فعرف شعب الهند أن هذا الجنس الجديد يعاقب على الاقتراب منه بطعن، لهذا كان على الهنود أن ينحنوا لهم مثلما ينحنون عندما يسمعون صوت الرعد؛ حيث يخفون وجوههم ولا يرفعون نظرهم إلى السماء خوفا من الصواعق، ثم ابتعدوا عن هذا الشعب الآري الأبيض المتميز عن الهنود، لم يكن الآريون يتشاركون الطعام مع الهنود، كانوا يجتمعون مع بعضهم، و بدأوا ببناء معسكرهم بالقرب من النهر حيث يسقون أحصنتهم، ومع مرور الأيام بدأوا يبنون مساكن من الطين والحجر، ويحيطونها بالجدران، فتشكلت أول مدينة في الهند وتشكل فيها السوق والمعبد، وفي تلك الحقبة كان يمنع الهنود من الاقتراب منها، ثم قام الآريون بالهجوم على الهنود وأسروا الشباب منهم ووضعوا في أيديهم الأغلال، وبدأوا يعلمونهم اللغة الآرية، كان من بين هؤلاء شاب هندي ذكي تعلم اللغة الآرية، الذي تحول مع الوقت إلى مترجم يتكلم بلغتين،
الصفحة 51 من 433