تنعقد الجمعية العمومية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة هذه الايام في اطار انعقادها السنوي المقرر له في شهر إيلول / سبتمبر من كل سنة ، في نيويورك حيث مقرها الدائم . ويأتي هذا الانعقاد السنوي الذي تحرص كثير من دول العالم على حضور جلساته ، ممثلة باعلى مستوياتها السياسية ، تاكيدا منها على ما يفترض به ان يكون التزاما بمبادىء الشرعية الدولية ، والانتماء الى هذه المنظمة الدولية .
ويأتي هذا الانعقاد هذا العام في غمرة غرق العالم في خضم مشكلات خطيرة نجمت عن ما تسميه الولايات المتحدة الحرب على الارهاب ، والازمة المالية العالمية الخانقة ، وازمة دارفور ، والحرب الاهلية في الصومال ، وتفشي كثير من الامراض الفتاكة في شتى ارجاء العالم ، وتفاقم مشكلات الفقر والامراض ، وافرازات الاضرار الناجمة عن الاحتباس الحراري الذي يتهدد امن العالم البيئي والحضاري ، وغيرها الكثير . وتظل مشكلة الشرق الاوسط الناجمة عن القضية الفلسطينية الموضوع القديم الجديد منذ ثلاثة وستين عاما ، والتي لم يوجد لها حل حتى الآن .
1- سأنتقم منه , لن أتركه !
2- هو من بدأ , السن بالسن والعين بالعين !
3- في العام الماضي لم يهنئني بالشهر الكريم , لذلك لن أبارك له بقدومه في هذا العام !
في شقتي المتواضعة أربعة أجهزة لابتوب، وجهازا بي سي، وأنا الذي قبل خمس عشرة ستة فقط كنت أخاف من شيء اسمه كمبيوتر وأفر منه فراري من مصاب بأنفلونزا الخنازير.
هذه الأيام باتت التكنولوجيا تحاصرنا في كل مكان، الجوال والمسنجر والبلاك بيري وصار التواصل مع الآخرين سهلا للغاية لدرجة أن وصول رسالة إيميل إلى أقصى بقعة في العالم صار أسرع من الضوء والصوت، وربما تحولت هذه النعمة إلى نقمة في حال إساءة استخدامها من قبل إرهابيين وجماعات متطرفة.
بعد أن أفنيت عمري في عالم الطفولة الساحر.. وعشت سنوات طويلة وأنا أدرك أن العمل من أجل الجيل الجديد مصيره بالنسبة للعامل ليس سوى أن يصبِّر نفسه بأنه يعمل من أجل بناء المستقبل، ومن يعمل من أجل البناء لا يبحث عن مكانة أو منصب.. ولا يريد من الناس لا جزاء ولا شكورا..
بعد كل هذه السنين من الجد الذي لم يعرف الكلل ولا الملل.. تسربت إلى نفسي - غصبا عني - مشاعر اليأس رغم قوة الإيمان بما نعمل من أجله.
ولا شك أن للعامل في مجال الطفولة في عالمنا العربي خصوصية بالنسبة لنفسه.. لا بالنسبة للمجتمع، لأن مجتمعنا لا يفي الحق لحقه.. فعليه أن يعلم منذ اللحظة الأولى أن العمل في حقل الكتابة للطفل مجال يفنى فيه الإنسان ويتفانى، وعليه أن لا ينتظر ولا يترقب من أحد غير الله جزاء أو شكورا.. فإما أن يقبل هذا البدل المجزي بالنسبة لي وله أو أن يرحل.. أو يرضى بأن يجرب حظه.. أو ربما.. يجعل الأمر.. كما هو بالنسبة لي - هواية - حتى لا يبكي فيما بعد على الأطلال.
قد يصف البعض هذه الفكرة بالهرطقة أو يصف صاحبها بالجنون.. وخاصة أن صاحب الفكرة دعا قبل سنوات قليلة إلى إنشاء جامعة عربية لدراسات الطفولة.. وإذا به اليوم يدعو إلى نقيض ذلك.. وبدلاً من فتح الجامعات يدعو إلى إقفالها..
الفكرة هذه ليست تهكمية ولا مجرد تسلية وتضييع للوقت.. بل مع بعض التفكير ربما.. وأقول ربما - ولكل حق فيما يرى - ربما نجد أنّ الفكرة أفضل من سابقتها لكن بشرط التمعن فيها وقراءة الموضوع بحيادية حتى النهاية..
كثر الحديث عن العولمة، في هذا العقد الأول، من القرن الحادي والعشرين، حتى تاه الناس في مدلولاتها، مع وضوح فحواها.
ويبدو لي الأمر كأنه لا حيلة للضعيف إلا قبول تفسير المصطلحات – ومنها العولمة- كما يفسرها واضعها القوي، وهذه تكاد تكون من السنن التاريخية.
ومهما حاولت البلدان النامية –ومنها بلداننا العربية والإسلامية- أن تجد معاني جميلة للعولمة الغربية، التي يُرادُ فرضها علينا، كي تكسوها بها؛ فإنّ معانيها القبيحة المستترة خلف المعاني المزركشة، تظهر سنة بعد سنة، وشهراً بعد شهر، ويوماً بعد يوم، حتى لم تعُدْ خافية على السذج من الناس، فضلاً عن النابهين.
الصفحة 144 من 433